لكل واحد منا طريقته التي يحب في التعاطي مع الحدث او الموقف الذي يصادفه، ربما البعض منا يتكيف مع الموقف المفاجئ ويذهب الى ابعد من المتوقع كما هو حال من يقعوا في مصيدة الكاميرا الخفية، اذ يتفاعل الكثيرون معها ويتركون بصمة جميلة سواء كانت للقائمين على البرنامج او للمشاهد.
بينما قد لا يتفاعل البعض بصورة ايجابية، ولذلك نجده يتعصب وربما يتطور الامر الى ضرب بالايدي وسب باللسان وما خفي كان اعظم.
ولكن، في الديوانية فان للمواطن (احمد فاضل) احد الكسبة في سوق الجملة في الديوانية، راي آخر في التعاطي والتفاعل مع المواقف التي تصادفه.
فلـ (احمد) طريقة خاصة للتفاعل والتكيف مع درجات حرارة الجو التي باتت في ارتفاع مستمر مع انخفاض مستمر في الحفاظ على عدد ساعات القطع في التيار الكهربائي في الديوانية.
فلم يجد (احمد) حرجا، ولم يخجل ابدا، من ان يجلس عند (عتبة) باب محله يوميا بعد انتصاف الظهيرة، حيث تشير عقارب الساعة الى (3) ظهرا، وهذا يعني ان درجة حرارة الجو بلغت اقصاها (تقريبا)، حيث يجلس (احمد) في مكانه متوسطا لمدخل محله، ومتكئا على اريكة حديدية صغيرة، مستعينا بأحد عامليه في محله، والذي حمل بيده دلوا (سطل) من الماء، ليقوم بصب الماء على راس رب عمله (احمد).
ماء يسيل من ام رأس (احمد) وحتى اخمص قدميه، وهو يرتدي كامل ملابسه، في منظر يثير الشفق والضحك في ان واحد. مثير للشفقة، لانه من المؤلم ان يصل بحال العراقي الى هذه الدرجة بسبب سياسية النظام السابق الهوجاء بحيث لم يجد وسيلة يتخلص بها من الحر بغياب الكهرباء الا صب الماء بهذه الطريقة.
كما انه موقف مثير للضحك، لانه حالة غير مألوفة بين الناس، اذ يعمد احدهم على صب الماء على جسمه وبكامل ملابسه امام عامة الناس في الاسواق!!.
هذا الموقف المثير، يقودنا الى ان نتساءل، ان كان (احمد) فعل فعلته هذه وتكيف مع الحر بهذه الطريقة ونحن ما زلنا في الشهر السادس، فكيف به الحال ومالذي سيعمله فيما لو جاء الشهرين السابع والثامن، حيث (تموز) و(اب) اللّهاب؟!.. حتى ذلك الوقت ربما لنا وقفة ثانية مع (احمد فاضل) وطريقة تفاعله مع حرارة الجو..
https://telegram.me/buratha