"بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات و الأخوة الأفاضلالسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أود بداية أن أستميحكم المعذرة لان ظروفا قاهرة حرمتني فرصة طيبة لحضور هذا الإجتماع والالتقاء بهذا الجمع الكريم من الاخوة والاخوات التركمان الذين اكن لهم اطيب واصدق مشاعر الود والاحترام العميق.كلي امل وثقة ان تتكلل اعمال اجتماعكم بالنجاح والتوفيق ،وان يغدو معلما ومرتكزا اخر على صعيد تعزيز وتطوير الوشائج بين ابناء الوطن العراقي الواحد ،ويرفد الجهود التي تبذلها القوى الخيرة جميعها في سبيل اعلاء شأن بلادنا الحبيبة وتوثيق الروابط المتينة بين ابنائها على اختلاف قومياتهم واديانهم ومذاهبهم.
لقد عانى ابناء شعبنا ،في عهود ماضية طويلة، صنوفا من الجور والحيف وكان سيف الطغيان مسلطا على كل مطالب بحق او رافض لاجحاف. وكان التركمان يكابدون، مع سائر اشقائهم وشقيقاتهم من سائر القوميات، من انظمة الاستبداد الجائرة، بل لعل الحيف الواقع عليهم انئذ كان مضاعفا: مرة لأنهم مواطنون طامحون الى المساواة واخرى لانهم ينتمون الى واحدة من القوميات التي تضطهدها الانظمة الاستبدادية او لا تعترف اصلا بوجودها،كما كان الحال ابان الحكم الصدامي البغيض.
وكان شعبنا، بسائر قومياته، قد تنفس عبق الحرية لفترة قصيرة في عمر الزمن اثر ثورة 14 تموز المجيدة عام 1958،الا ان جذوة الامل التي اوقدتها الثورة خبت بفعل صراعات كانت وراءها قوى لا تضمر الخير لبلادنا.وسرعان ما اخمدت تلك الجذوة تماما بفعل سلسلة انقلابات دموية الت الى قيام نظام دكتاتوري قاد العراق الى كوارث وحروب ونزاعات مدمرة. وبعد سقوط النظام الجائر ظلت بلادنا تعاني من ارثه المرير الذي فاقمته صراعات جديدة ساهمت في تأجيجها قوى ارهابية وافدة او فلول من النظام البائد.ورغم كل الاخطار والمصاعب فان الشروع في بناء دولة القانون والمؤسسات وتيني دستور دائم نص لاول مرة على حقوق متكافئة لجميع ابناء العراق بصرف النظر عن انتماءاتهم القومية والدينية،ذلك كله اصبح اساسا راسخا لبناء دولة عصرية ديمقراطية تعددية اتحادية.
اننا ندرك انه ما زال علينا ان نواجه جملة من المشاكل ونحل عددا من المسائل العقدية الموروثة او المستجدة. بيد ان هناك الان ادراكا متعاظما لدى الجميع بان طريق الحل الوحيد يمر عبر الحوار الاخوي السلمي والتفاوض الهادئ العقلاني ، والتقيد بحقيقة برهن التاريخ صوابها وهو ان في الشقاق بين الاخوة ضررا على الجميع، وان في وحدتهم منفعة عميمة لاتستثني احدا.اجدد تمنياتي لاجتماعكم الموقر بالنجاح والتوفيق ولكل منكم ولعوائلكم الكريمة الخير والسعادة
أخوكمجلال طالبانيرئيس جمهورية العراق"
https://telegram.me/buratha