بدأت تركيا يوم الاربعاء الماضي بضخ دفعة مياه اضافية للعراق تصل الى 515 مترا مكعبا في الثانية عبر حوض نهر الفرات، فيما دعا العراق خلال مؤتمر متخصص عقد ببغداد مؤخرا بعثة الامم المتحدة لبلورة موقف دولي داعم لاتفاق مع دول الجوار يضمن حصصا مائية للعراق طبقاً للمواثيق والاعراف الدولية.
وقال بيان أصدره مكتب طارق الهاشمي ان الهاشمي تسلم صباح الاربعاء الماضي رسالة شفوية من رئيس الوزراء التركي رجب اردوغان تؤكد البدء بضخ حصة اضافية للعراق عبر حوض الفرات تصل الى 515 مترا مكعبا في الثانية، مشيرا الى ان الكمية ستزداد تدريجيا لتصل إلى 715 مترا مكعبا في الثانية خلال أشهر تموز وآب وأيلول، مؤكدا ان "الاستجابة" من الجانب التركي تأتي في اطار "اتفاق مبدئي" توصل إليه الهاشمي خلال لقائه الأسبوع الماضي في أنقرة برئيسي الجمهورية والوزراء التركيين بشأن زيادة الحصص المائية المطلقة ضمن نهر الفرات، أكد انها ستعزز الكمية المطلوبة للري في المحافظات الجنوبية، علاوة على معالجة النقص الحاصل بمنسوب المياه في خزاني "حديثة" و"الحبانية.
واوضح البيان ان الهاشمي عبر عن امتنانه للاستجابة السريعة من قبل كبار المسؤولين الاتراك، مشيرا الى ضرورة تفعيل اللجنة الفنية الثلاثية لوزراء المياه في كل من تركيا والعراق وسوريا، بغية وضع اتفاقية مياه مشتركة تضمن للعراق حصة مائية ثابتة مستقبلا.
من جانبه، دعا وزير الموارد المائية خلال مؤتمر متخصص عقد ببغداد مؤخرا، بعثة الامم المتحدة لبلورة موقف دولي داعم لاتفاق مع دول الجوار لضمان حصص مائية للعراق طبقاً للمواثيق والاعراف الدولية.
ونقل مصدر مخول في الوزارة لـ"الصباح"، تأكيد وزير الموارد الدكتور عبد اللطيف رشيد خلال كلمة القاها في مؤتمر "مستقبل العراق" الذي عقد بمجلس النواب بدعم من بعثة الامم المتحدة "يونامي" ومكتبها لخدمات المشاريع أمس الاول، ان شحة المياه من اكبر التحديات التي تواجه البلاد حاليا بسبب النقص الشديد في واردات أنهره وروافدها وقلة سقوط الامطار والثلوج بشكل عام، لافتا الى ان معظم موارده المائية تأتي من نهري "دجلة" و"الفرات" اللذين تستفيد منهما أيضا تركيا وسوريا،
منوها بان لكل بلد خططه الخاصة بأستثمار واستغلال تلك المياه، وهو ما يتطلب التنسيق المشترك لتحديد حصة كل منهم بشكل دقيق وعادل. واضاف وزير الموارد خلال الاجتماع الذي حضره عدد كبير من اعضاء مجلس النواب وكبار المسؤولين في الحكومة، فضلا عن عدد من الخبراء الدوليين والعراقيين، ان المباحثات مع المسؤولين في دول الجوار مستمرة لزيادة الحصص المائية المطلقة الى البلاد، فضلا عن ضمان "الشراكة العادلة للحصص المائية" حاضرا ومستقبلا، لافتا الى الى اهمية تبادل المعلومات "الهايدرولوجية" وخطط بناء المنشآت المائية على الانهر المشتركة، واخذ موافقة العراق المسبقة على الخطط التشغيلية والمشاريع المستقبلية لتأثيرها على كمية ونوعية المياه لكون العراق "دولة المصب" للنهرين، وهو ما يجعله يتأثر سلباً بأية اجراءات تتخذ من دون "علمه"، مؤكدا ان الايرادات المائية لنهر الفرات "متدنية جدا" في الوقت الحاضر وهي اقل بكثير من معدلاتها السنوية، كاشفا ان تركيا لم تف بوعودها "المتكررة" لزيادة الاطلاقات المائية بهدف تأمين المياه للموسم الزراعي الصيفي الحالي.
يشار الى ان وزارة الموارد المائية كانت كشفت قبل ايام ان كمية المياه الواصلة ضمن حوض الفرات لم تتجاوز 320 مترا مكعبا في الثانية استنادا الى محطات رصد "حصيبة"، مقارنة بـ 360 مترا مكعبا في الثانية اواخر الشهر الماضي، والتي عدتها دون الحد الادنى من حاجة العراق البالغة 700 متر مكعب لتغطية احتياجاته الزراعية ودون كمية 563 مترا مكعبا التي وعدت تركيا بايصالها الى البلاد قبل مـدة.
https://telegram.me/buratha