كشف السفير الاماراتي في بغداد عبد الله ابراهيم عبد الله عن عقد اجتماع للجنة المشتركة بين العراق والامارات برئاسة وزيري خارجية البلدين في ابو ظبي خلال الشهرين المقبلين من اجل البحث في تطوير العلاقات الثنائية بمختلف المجالات، داعيا الدول العربية الى توسيع تمثيلها الدبلوماسي وحضورها الفاعل في هذه المرحلة المهمة لاسناد العراق الذي استعاد دوره الاقليمي، معلنا استعداد دولة الامارات لاستثمار مليارات الدولارات لاقامة مشاريع في العراق.
وقال السفير الاماراتي في تصريح خاص لـ"الصباح" ان "اللجنة المشتركة بين العراق والامارات ستلتئم خلال الشهرين المقبلين برئاسة وزيري خارجية البلدين وستعقد اجتماعها في ابو ظبي لما تحمله هذه اللجنة من اهمية بالغة وتضمنها اجندة طويلة، خاصة تطوير علاقات البلدين في مختلف المجالات"، لافتا الى "ان يوم 8 من الشهر الجاري سيشهد اقامة اسبوع ثقافي عراقي في ثلاث مدن اماراتية بمشاركة وفد عراقي كبير يضم مختلف الفعاليات يرأسه وزير الثقافة ماهر الحديثي.
واوضح عبد الله ان الامارات استضافت نحو 11 مؤتمرا خاصا بالعراق خلال السنتين الماضيتين وهناك دعم كبير لتطوير العلاقات تمثل بزيارة الشيخ محمد بن زايد نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الامارتية ولي عهد ابو ظبي الى بغداد قبل شهرين اعقبها زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي الى الامارات، مبينا ان ذلك سيسهم بتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين"، كاشفا في الوقت نفسه عن وجود" زيارات كثيرة متبادلة بين العراق والامارات ستجري خلال الفترة المقبلة سواء من الجانب الحكومي او من قبل القطاع الخاص .
ودعا السفير الاماراتي في بغداد الى "تواجد عربي قوي وفاعل في هذه المرحلة المهمة التي يحتاج فيها العراق من جميع العرب الوقوف معه، قائلا: "لا اظن ان العراق سيحتاج الى الدول العربية بعد هذه المرحلة كونه سيكون قادرا على الوقوف من جديد وتحمل كل المسؤولية لوحده اما الان فهو بحاجة الى التواجد العربي ومن المهم ان يكون الحضور للدول العربية كافة بشكل فاعل لمساندة العراق"، مشددا على ان "وجود العراق امر مهم مع اشقائه كونه يعزز الحالة العربية العامة في جوانبها السياسية والاقتصادية والحالة الديمقراطية فيه ووجوده في محيطه العربي امر مهم جدا كونه قوة وطنية واقتصادية كبيرة لم تستثمر بشكل صحيح خلال السنوات السابقة وعودته الى وضعه الطبيعي سيعزز الاقتصاد العربي والمكانة السياسية للعرب لانه يملك من ثروات النفط والكفاءات ما لا يملكه اي بلد عربي اخر ".
وبين ان "العراق يشهد وضعا امنيا ممتازا يشعر الجميع به سواء داخل وخارج العراق وانا موجود في بغداد واشعر بان الامن يتطور بشكل كبير بالرغم من وجود بعض الخروقات الامنية وبعض الخارجين على القانون وهذا الامر موجود في كل مكان ومن المهم عليهم ان ينبذوا العنف ويخدموا بلدهم لانهم مواطنون عراقيون والبلد بحاجة الى جميع ابنائه".
وبشان متابعته للانتخابات المحلية التي شهدها العراق، عبر عبد الله عن فرحته لما شاهده من ممارسة ديمقراطية، قائلا: "وجدت انتخابات ناجحة بكل المقاييس وبشكل غير متوقع وادعو الاخوة العرب الى ان يشاهدوا ما حدث في العراق كونه مثالاً طيباً لممارسة ديمقراطية راقية وناجحة كما انها تعكس حب العراقيين لوطنهم ولبعضهم وفرحتي مثل فرحة كل عراقي واود ان اهنئ جميع العراقيين بهذه المناسبة".
وعن تطور العملية السياسية في العراق وامكانية ان تستثمر الامارات دورها في دعم مشروع المصالحة الوطنية، اكد السفير ان "سعة صدر وحب العراقيين لبعضهم طريق لوصول الجميع الى الاهداف المنشودة لان كل المكونات والاحزاب والوطنيين يحبون بلدهم وان اختلفت التوجهات وبعض المقاييس ولا يمكن الوصول لما وصل اليه البلد الان لولا المصالحة الواقعية"، لافتا الى ان "الامارات عند لقائها بجميع الشخصيات ومن كل الاطياف تقف على مسافة واحدة منهم وبمنطق واحد وندعو الجميع للعمل من اجل مصلحة البلد ونحن نبذل جهودا كبيرة في اطار التقريب بين العراقيين".وبخصوص الاستثمارات الاماراتية في البلد، اوضح عبد الله " يهمنا في الاساس امن واستقرار العراق والجانب الاستثماري له الاولية الثانية الان، عندما نشعر بوجود استتباب بالامن ووضوح الرؤيا واستقرار للمواطن العراقي الذي كان دائم المطالبة بالامن دون اي شيء اخر كان امرا مختلفا اما الان فهناك احساس بتحول من خطر امني كان يواجه العراقيين الى حاجات اجتماعية ومن المهم تفعيل دور الاستثمار ليس من جانب الامارات فقط وانما من قبل جميع الدول والمعنيين في هذا المجال".واعتبرالسفير الاماراتي ان "العراق يحتاج الى تعزيز الاقتصاد وايجاد فرص عمل للمواطنين وبحاجة لمساعدة الدول لبناء بنية عراقية جديدة فالامارات من خلال امكانياتها الاستثمارية ووجود شركات كبيرة وناجحة في كل دول العالم قادرة على الاستثمار بنجاح وبمليارات الدولارات، اذ ان اول شركة حصلت على رخصة الاستثمار في بغداد كانت شركة اماراتية مختصة بمجال البناء ستتولى انشاء سوق كبير وفندق ومبان سكنية في باب الشيخ، اضافة الى وجود شركات اخرى سيتم مناقشة دورها الاستثماري قريبا" .
ولفت الى ان" الحكومة العراقية اعطتنا موقعين في المنطقة الخضراء ونحن بصدد اعادة تاهيلهما ومازلنا محتفظين بسفارتنا السابقة في موقعها الثابت بالداوودي وسنعمل من الموقعين من اجل تسهيل مراجعة العراقيين فاذا ما واجه المراجع صعوبة بالوصول الى السفارة في المنطقة الخضراء فيمكن له مراجعة السفارة في موقعها الاخر، حيث سيتم تفعيل مختلف الانشطة الاجتماعية ومن بينها دور الهلال الاحمر الاماراتي خلال الفترة المقبلة
https://telegram.me/buratha