نشرت رويترز تقريرا حول زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي الى البصرة ,حيث وصفت قيام حراس رئيس الوزراء بجمع اكواما من الطلبات والشكاوى وكان الأمر أقرب الى صرخة كبيرة طلبا للمساعدة أطلقها المعوزون في المدينة النفطية الجنوبية منه الى تجمع انتخابي حاشد.
وقال التقرير اندفع نحو نصف الحشد الذي بلغ 2000 شخص بعضهم يستخدم العكاز أو المقاعد المتحركة الى الحاجز البشري من رجال الأمن في محاولة لطرح مطالبهم بالمساعدة فيما كان المالكي يختتم كلمته ويشيد بالمكاسب الامنية ويعد بالتنمية.
وقال ابو زهرة وهو يدفع ابنته الى الامام "انها عمياء ولديها مشكلة عقلية ذهبت الى بغداد ولم أحصل على أي مساعدة..لم يعد أمامنا مكان يمكن ان نذهب اليه." ولم يتعامل المالكي شخصيا مع هذه المطالب لكنه أرسل حراس الامن لجمع أكوام من الملفات والخطابات التي تطلب المساعدة وبعضها تضمن صورا لاصابات دامية.
ويضيف التقرير على الرغم من ان المدينة بها الجانب الأكبر من ثروة العراق النفطية الا ان البصرة التي كانت أنيقة يوما ما تبدو متداعية الى حد كبير الآن وتتناثر فيها القمامة وتنتشر فيها برك مياه الصرف الصحي.
وقال التقرير ان العصابات المسلحة والميليشيات قد سيطرت على البصرة وخاضت معارك من اجل السيطرة على المدينة وعلى نفطها. غير انها هادئة نسبيا الان بعد ان امر المالكي بحملة للجيش في العام الماضي ادت الى طرد المجرمين من الشوارع. ولكن الحياة في البصرة ما زالت صعبة
وقال اسحق حسين الذي كان يحاول تجاوز الحرس وهو يقفز على عكازيه ليصل الى المالكي "لدَيَ أورام في المخ وأسير على عكازين ولكني لا أتمكن من الحصول على أي مساعدة أو خدمات."
وسعى فيصل العبود الذي كان يحاول اقتحام نطاق رجال الأمن ان يبلغ المالكي عن الفساد قائلا "تعين علىَ ان أغلق شركتي التي تعمل في مجال الأسفلت لأني لم أتمكن من دفع رشى للشرطة."
وبحسب التقرير يعيش الالاف في المدينة في أحياء فقيرة قذرة حيث يلهو الاطفال وتفتش الماعز عن الغذاء في القمامة. وشكلت الأمطار التي سقطت مؤخرا بركا من الوحل حول أكواخ الصفيح المتعرج.
واما بالنسبة الى الانتخابات فقال التقرير ان البصرة تملئها ملصقات الحملة الانتخابية التي تقدم نحو 1280 مرشحا لخمسة وثلاثين مقعدا في انتخابات مجلس المحافظة التي ستجري في 31 يناير كانون الثاني.
وفي نهاية التجمع ركض رجل يحمل ابنه المشوه في سن المدرسة نحو رئيس الوزراء أثناء توجه الأخير الى طائرته الهليكوبتر. وكانت أطراف الطفل ملتوية وقروحه نازفة. وتمكنا من اجتياز نطاق رجال الأمن ولكنهما وصلا متأخرين للغاية. وألقي الوالد بابنه ثانية في مقعده المتحرك حيث مزق الصبي الباكي ملصق المالكي الانتخابي.
https://telegram.me/buratha