الأخبار

(بورصة الأصوات) في الرمادي تؤازر من (يدفع) أعلى الأسعار والناس (خائفة) من (اقتتال عشائري)

1012 19:15:00 2009-01-23

عبّر مدير شرطة الأنبار عن استيائه من طبيعة التنافس بين القبائل لخوض الانتخابات المحلية. وحذر من أن هناك (نوايا) لدى بعض شيوخ العشائر لتحويل القوات الأمنية الى (ميليشيات عشائرية). وقال في معرض سخطه على الفوضى التي تسود الأنبار نحن قوم غير مؤهلين للديمقراطية. ويقول مراقبون في المحافظة - ومنهم مراسل صحيفة أميركية - إن عملية التنافس تحوّلت الى ما يشبه (بورصة الأصوات) التي تُشترى فيها الرؤوس وتباع والمؤازرة لمن يدفع أعلى الأسعار. وأكدوا أنّ هناك شيوخا دخلوا العملية الانتخابية بهدف المتاجرة المالية، فيما يخشى سكان الأنبار من اقتتال عشائري، يسبق يوم الاقتراع!.

ويقول (سام داغير) مراسل صحيفة النيويورك تايمز إن التنافس العشائري بتقاليده وقيمه القديمة يبرز على أشده في مدينة الرمادي في مواجهة ما تسمّيه الصحيفة (المثالية الجديدة للديمقراطية) قبل أقل من أسبوعين على موعد إجراء الانتخابات المحلية. ويؤكد المراسل أن ممثلي العشائر - التي كانت قد حظيت بالدعم الأميركي في قتالها ضد القاعدة وفي تشكيل مجالس الصحوة، ومن ثم تشكيلات (أبناء العراق)، ميليشيات الحراسات المحلية - يخوضون غمار التنافس بقوة، سعياً الى الحصول على مناصب حكومية محلية تؤكد (حضورهم السياسي) عبر صناديق الاقتراع.

وطبقاً لمراقبين في الرمادي فإن بعض زعماء العشائر يتعرّضون للخداع، وبعضهم (يمارسون) الخداع، وأن الناس تشكو من أن (الماكنة الديمقراطية) أفرزت الكثير من حالات الفساد، والتنافسات الداخلية التي تقود الى العنف، وأظهرت (القوائم الانتخابية) كأنها اقطاعيات متعادية وبات الناس الذين لم يعتادوا على مثل هذه الطقوس الغريبة على مجتمعهم خائفين من الفتنة والتمزق الاجتماعي على الرغم من أن هناك من يصرّ على تصعيد وتيرة التنافس من أجل الفوز بمقاعد الأغلبية في مجلس المحافظة، ضماناً للحصول على المصادر المالية التي تستحقها المحافظة من جهة ولضمان تأمين الحال الأمنية.

ونقل (داغير) عن الشيخ (أمير عبد الجبار) قوله: ((إنها فوضى)). ويؤكد المراسل أن هذا الرجل الذي ينظر إليه على أنه (حكيم وأمير الأنبار) متهم من قبل كثيرين بأنه ينتهز الفرصة ويسعى الى تقديم الدعم لمن يدفع سعراً أعلى. ووصف أحدهم ما يجري في الأنبار وفي محافظات كثيرة بأنه أشبه بعمليات البيع والشراء.

وقال إن الأثرياء الذين دخلوا الانتخابات هم الذين أوجدوا لها (سوق الأصوات). وفي الأنبار – تقول النيويورك تايمز- أكثر من 500 مرشح، قُسمّوا الى 37 مجموعة سياسية. وبعد المقاطعة شبه الكاملة لانتخابات جرت قبل أربع سنوات، وجد شيوخ العشائر أنفسهم (الخاسرين الوحيدين) ولهذا يعملون – هذه المرة - بجدّية منقطعة النظير، لاسيما وهم يجدون صورهم وأسماءهم في كل مكان.

 ومنهم من استخدم صوره مع (بوش) ومع (أوباما) ربما إظهاراً للقوة أو لـ (البراعة) السياسية. والصراع في هذه المحافظة ذات الغالبية السنية، يختلف تماماً عن مثيله من الصراع في أية محافظة جنوبية، إذ باستثناء تصميم القبائل على ما يسمّونه (طرد الحاكمين القدامى) والمعنيون هنا أعضاء مجلس المحافظة الذين ينتمون الى الأحزاب السياسية، وبالذات الحزب الإسلامي العراق، فإن الصراع (قبلي محض). وكل عشيرة تبذل ما في وسعها للاستحواذ على عدد أكبر من مقاعد مجلس المحافظة. وتسري بين الناس – كما يؤكد مراسل النيويورك تايمز- موجة خوف جاد وحقيقي من أن يتحول التنافس خلال لحظات – وكنتيجة لتصاعد التوتر يوماً بعد آخر- الى اقتتال تكون نتائجه وخيمة، إذ يمكن أن تتعرض الحال الأمنية في الرمادي على وجه التحديد للانهيار.

وبهذا الصدد يقول اللواء (طارق اليوسف) مدير شرطة المحافظة، وهو يشعر بالاستياء: ((لسنا مؤهلين للديمقراطية)) وفسر أحد المراقبين في المحافظة لتطورات العملية الانتخابية قول مدير الشرطة بأن الديمقراطية في المجتمعات العشائرية أشبه بالورطة وأكد مدير الشرطة قلقه من أن العشائر تبحث عن المزيد من السلطة السياسية لا لإدارة الحال الأمنية من خلال القوات الأمنية، إنما لكسب أفرادها كـ (ميليشيات عشائرية).

ويشتد التنافس – بشكل خاص- بين عشائر الصحوة التي تسعى بقوة الى التخلص من هيمنة الحزب الإسلامي العراقي على مجلس المحافظة وتعدّه مستبداً وفاسداً. فيما ينظر آخرون إلى أن عشائر الصحوة، أغلبها قويت (وصار لها ريش تطير به) من خلال تدفق الأموال الأميركية عليها. ويؤكد متابعون للأحداث في الرمادي أن التنافس الانتخابي تحوّل الى (بورصة) يسعى فيها كثيرون الى الثراء بعد أن فاتتهم فرصة التعاون مع الأميركان.

المصدر : النور الصادرة عن الملف برس

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
وليد العبيدي
2009-01-24
من أين الأموال؟ أنها سعودية بالدرجة الأولى. هذه المقالة التي تريد الأيحاء بأن العراقيين غير مؤهلين للديموقراطية تعبر أكثر من أي شئ آخر عن الخوف من فقدان حليف السعودية (وأميركا بالتالي) الحزب الإسلامي لمواقعه في الإنبار أولا وفي الوسط السني عموما. ليس أمام العراقيين خيار سوى إنجاح التجربة الديموفراطية في بلدهم وستواصل السعودية وغيرها من الأنظمة عربية وغير عربية محاولاتها لتخريب التجربة.
احمد الكاظمي
2009-01-24
رغم وجود الكثير من الحالات المذكورة في هذا التقرير الصحفي الا انني متاكد وبلا ما لايقبل الشك ان هذه الصحف الاميركية معادية جدا للتجربة الديمقراطية الجديدة في العراق وكانت للاسف على الدوم من الساعين لتصوير الوضع على انه فالت في العراق وان ايران عدوة امريكا تسيطر على العراق حتى تقنع الراي العام الامريكي بضرورة عودة نظام صديم المقبور...هذه الصحف معادية للديمقراطية في العراق وهي رجعية وتدعم الدكتاتورية.ارجو من الاخوة في براثا الانتباه لهكذا تقارير مغرضة ورص الصفوف
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2009-01-23
المهم خلصنا من الدكتاتورية والمقبور والطريق الى الديمقراطية صعب لكن سوف نصل الية بالتاكيد والناس فقط تحتاج الى توعية وكل شي يتغير وحتى لو واحد غير جيد جاءة يبقى فقط 4 سنوات وبعدين نخلص منة وتنكشف اوراقة ويتحاسب التغير يسير الان لكن بصورة بطيئة العراق يحتاج الى وقت فكل بداية صعبة لكن يجب ان تسخر الامكانيات المطلوبة لغرض الانتخابات النزية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك