تحدث امام مسجد براثا في بغداد سماحة الشيخ جلال الدين الصغير خلال خطبة صلاة الجمعة الدينية لهذا اليوم بشكل مفصل عن التصريحات التي حاول البعض ان يشوه فيها الشعائر الحسينية , حيث استنكر سماحته هذه التصريحات المشينة وعدها اهانة كبيرة لثورة الحسين وللحسينيين الذين يقيمون الشعائر الحسينية على اكمل وجه .
وتطرق سماحته الى قضية الشعائر الحسينية من الناحية التاريخية والشرعية والعلمية واورد احاديث عن الائمة صلوات الله وسلامه عليهم ردا كل الناعقين في هذه القضية المهمة التي وحدت جميع المؤمنين على الرغم من اختلافاتهم السياسية .
وقال سماحته في هذا الصدد نحن لما ناتي الى مظاهر الشعائر نراها هي التي ابقتنا متماسكين , نحن نختلف في السياسة لكن اين نتوحد ؟؟ نتوحد في موكب الحسين عليه السلام وكلنا نجلس تحت منبر واحد وكلنا نلطم تحت رادود واحد وكلنا نشترك بالطبخ في يوم معين او في ايام معينة وكلنا نركض ركضة عزاء طويريج , ونتجه الى مواكب التطبير وكل واحد حسب موقفه الشرعي يتجه للتعامل مع هذه القضية ومع موكب الزنجيل نفس الامر . مواكب الحسين هي التي وحدت وليست التي فرقت وهذه السنة الصورة التي قدمها اخواننا من اهل السنة واخواننا من الصابئة ومن المسيحيين في طبيعة اشتراكهم مع الحسينيين .
هذا ملخص ما تحدث به في صلاة الجمعة العبادية وفيما يلي النص الكامل لها ::
عباد الله اوصيكم ونفسي بتقوى الله , ايام المحرم ويحلو عندها الحديث عن الحسين صلوات الله وسلامه عليه وعما يرتبط بالحسين صلوات الله عليه , لاسيما واننا نجد في كل سنة من يحاول ان يثير غبارا او يثير موجة من التشكيكات او من الاثارات التي من شأنها ان توهن عضد الحسينيين وتجعلهم يحتاجون الى مزيد من التفكر في قضية تبنوها اساسا وساروا على خطاها وفقا لمرجعياتهم وتبعا لطبيعة التزاماتهم تجاه الحسين صلوات الله وسلامه عليه .
وحينما تكون هذه الايام هي ايام السبايا ومسيرة نساء اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم في مسيرة السبي باتجاه قصور بني امية لابد لنا من ان نتوقف بشكل متمعن لنراقب جملة من الامور ما هو المطلوب منا لادامة نصرة الحسين صلوات الله وسلامه عليه وما هو الاحرى بنا لكي نمارس بالطريقة التي نشعر بيننا وبين الله اننا نؤدي فريضة المودة لاهل القربى ونؤدي فريضة المواساة للحسين عليه السلام .
وبعيدا عن اقاويل الجهلة الذين يتحدثون عن ان شعارات الحسين صلوات الله وسلامه عليه لا تحمل مستندات شرعية او هي من البدع او من ممارسات الضلال والبعد عن الدين الاسلامي بعيدا عن اقوال هؤلاء تعالوا لنراقب منهج اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم في هذه المسائل تحديدا وقبل ان نصل الى النصوص الواردة في هذا المجال تعالوا لنراقب الامام الحسين صلوات الله وسلامه عليه وهو في عرصات كربلاء ما الذي يدعوه حينما يرى علي الاكبر مقتولا ومبضعا ما الذي يدعوه الى ان يتمدد الى جانبه فالحركة في وضع القتال ربما تكون حركة قد يسميها هؤلاء الذين يجردون الامور من حيثياتها قد يسمونها حركة عابثة ما الذي يريد ان يفعله او يؤديه الامام الحسين حينما يتمدد الى جنب علي الاكبر صلوات الله وسلامه عليه , لماذا يجتهد الامام الحسين صلوات الله وسلامه عليه حينما يُقتل عبد الله الرضيع بامساك دمه ورميه الى السماء ؟ ربما يقول يريد ان يظهر معجزة ولكن لمن لا يفكرون بهذه المسائل ولا يرون هذه الامور عليهم ان يجيبونا لماذا الامام يتصرف بهذه الطريقة وهي لا تدخل لا في موازين المعركة ولا تدخل في موازين المعركة التي كان يمارسها الامام الحسين ضد معسكر يزيد بن معاوية , وما الذي يريد ان يقوله الامام الحسين صلوات الله وسلامه عليه حينما يرى العباس صلوات الله وسلامه عليه مجندلا في عرصات كربلاء لماذا يصر وهو الذي ابى ان يُسمع اعدائه ما يمكن لهم ان يتشفوا به لماذا يصر ان يرسل نداءا ( الان انكسر ظهري ) ؟؟ .
هذه التصرفات يقين انها حصلت في عرصات كربلاء وبالنتيجة علينا ان نتساءل هل كان الامام صلوات الله وسلامه عليه بحالة من حالات العبث بحيث يتجه لمثل هذه القضايا ؟؟ ام انه يريد ان يبقي منهجا هذا المنهج يحاول ان يثير كل ما يمكن ان يثيره في وجدان الناس من عاطفة وان يلهب كل مشاعرهم من اجل ابقاء معالم ثورته ومن اجل ابقاء قيم هذه الثورة .
حينما ناتي الى الحوراء زينب صلوات الله وسلامه عليها ايضا نجد جملة من التصرفات التي لا يمكن ان نفسرها بطريقة طبيعية وانما نفسرها بحالة من الحالات التي تريد ان تبقي معلما يذكر بطبيعة ما جرى في كربلاء وبطبيعة ما حصل من مأساة لاهل بيتها صلوات الله وسلامه عليهم وهي بهذا لا تريد دمعة خسراء وانما تريد قلبا يشتعل ومشاعرا تتحرك واحاسيس تتفاعل مع القيم التي نهض بها الحسين صلوات الله وسلامه عليه .
لو اننا جوبهنا بهذا السؤال هذه الشعائر كانت في زمن الائمة صلوات الله وسلامه عليهم لم تكن بالطريقة التي يتصرف بها الحسينيون الان وقد اجتهد الحسينيون على ابتكار اكثر من وسيلة واكثر من حركة من اجل ابراز مواساتهم لخط الحسين عليه السلام وعندئذ قد يشير البعض وهو لا يفقه ربما او ربما يتخافت من اجل تمرير قضية هي الاصل بالنسبة لمجموعة من الذين ابتليت بهم هذه الساحة من الذين حاولوا دوما ان يشوهوا حركة الشعائر الحسينية وحركة الحسينيين . من الطبيعي جدا ان الائمة صلوات الله وسلامه عليهم حينما تحكمهم ظروف القمع وحينما تجعل مثل تصرفاتهم ما يمكن ان يكون مدعاة لالتزام شيعتهم واحبابهم وانصارهم بمثل هذه الامور في زمن كانت التقية هي المعلم الاساس واخفاء الهوية في مجتمع لم يتقبل اي ما من شأنه ان يكون الانسان معتقدا بالولاء للائمة صلوات الله وسلامه عليهم , مثل هذه التحركات وهذه الشعائر وامثالها هي حركة جماهيرية معلنة ليست هي حركة خفية وانما هي حركة معلنة وحركة دؤوبة على السطح باسم الحسين بشكل علني وبشكل جماعي وبشكل طبيعي حينما تكون الاحداث السياسية آنذاك وهي لما تزل القاعدة الشعبية لائمة اهل البيت لما تزل غير مستحكمة القوى بالشكل الذي يمكن ان يطلق مثل هذه الحركة التي تحتاج الى تظاهر جهود اجتماعية متعددة .
حينما ناتي الى نصوصهم صلوات الله وسلامه عليهم لا نجد اي مجال في انهم منعوا ممارسة محددة وانما كل ما اشاروا اليه وفق الاطار العام الذي نشير اليه هو حديث الامام الصادق صلوات الله وسلامه عليه حينما يقول ( الجزع كل الجزع مكروه الا الجزع على جدي الحسين ) . كلمة الجزع وتعابير المواساة وما الى ذلك هي كما معلوم هي حركة عاطفية والامم بطبيعتها والناس ايضا بطبيعتهم يتفاعلون عاطفيا بشكل متفاوت , ما يثيرك عاطفيا قد لا يثيرني وما تحزن او تفرح به لحركة معينة قد لا يفرحني ولا يحزنني . ما يمكن ان يمارس في العراق ربما لا يتلائم معه المجتمع التركي على سبيل المثال او المجتمع الاوربي على سبيل المثال , قد نجد الناس في اوربا يتاثرون بقضايا نحن لا نتاثر بها والعكس ايضا صحيح بطبيعة مبدا اساسي هي ان العاطفة ملك لهذا الانسان بعنوانه الخاص وحينما يكون بعنوانه الخاص عندئذ ترك المجال لهذا الانسان حينما يقول ان المطالب به ناصر الحسين هو الجزع هو ابداء الجزع , قد تكون صورة الجزع كما يصورها الامام المنتظر صلوات الله وسلامه عليه ( والله لابكين عليك بدل الدموع دما ) حيث تصل به حالة المواساة ولا يكتفي هو يعبر عن حالة لا يشير الى ان هذه الحالة هي القمة وانما يريد ان يقول والتعبير هنا ليس مجازيا وانما هو تقريح العيون من اجل نزع الدمعة على الحسين عليه السلام وقد تكون القضية لدى انسان اخر بعنوانها ممارسة فكرية محدودة او ممارسة قلبية محدودة بكلمات ربما يرددها عبر اطلاق كلمة السلام عليك يا ابا عبد الله .
ما بين هذا وذاك كله يدخل في اطار الجزع انت تجزع بطريقة وانا اجزع بطريقة , الان دعنا نعطي مثالا من اوضاعنا الحياتية اليومية , من الواضح جدا ان مظاهر العزاء على ميت معين في الموصل تختلف عنها في العمارة مثلا او في البصرة تختلف عنها في بغداد وهكذا في بقية المحافظات هناك تجد في الجنوب حرارة وحزن كبير جدا لا يشترك به اهل ذلك الميت وانما تشترك قطاعات كبيرة لطبيعة تواصل اجتماعي من جهة ولطبيعة بيئة عاطفية موجودة في تلك المناطق , لكن في مناطق اخرى ربما تفتقد مثل هذه البيئة العاطفية , لذلك انت احيانا من مظهر العزاء تكتشف هوية المعزى والمعزين من اي منطقة من خلال البرود او من خلال الحماس الموجود في هذه الفاتحة او في تلك وهذه من بديهيات حياتنا , هذا معزي وذاك معزي , هذا حزنان وذاك حزنان , لكن كل واحد يحزن بطريقته والعبرة في هذه المجالات هو ان لا يدخل في محارم الله في ما حرم الله سبحانه وتعالى بعد ذلك كل الامور تبقى في اطار المباح ولربما ترقى الى اطار المستحب وفقا لنوايا الاشخاص وبطبيعة دوافعهم .
حينما نطالب بان نجزع على الحسين عليه السلام طبيعة واقعية ائمة اهل البيت لم يحددوا اطارا لكيفية الجزع انظر هذه الصورة التي ينقلها الفضيل بن يسار رضوان الله تعالى عليه وهذه الرواية رويتها اكثر من مرة ولكن اريد ان اخذ منها هذه القطعة وفي حديث صحيح ايضا التي هي انه يُسأل من قبل الامام الصادق عليه السلام يقول له ( اين كنت يا فضيل ؟ ) يقول فضيل انا كنت في مجلس العزاء ولم ارد ان اقول له انني كنت في مجلس ذكر فيه جدك الحسين صلوات الله وسلامه عليه, قلت اخاف ان يتأذى , قلت له " كنت في شغل لي يا بن رسول الله " قال الامام ( بل اذكر لي يا فضيل ) قلت له " سيدي ومولاي كنت في مجلس يُذكر فيه جدك الحسين " هنا هذا المقطع الذي اريد ان اشير اليه قال الامام ( يا فضيل أوتحسب انني لم اكن موجودا في ذلك المجلس ؟ ) المجالس انذاك كانت تعقد في الظلام او تعقد في الليل بضياء خفيف نتيجة لاجواء القمع الاموي والعباسي المسلط على ائمة اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم قال له " لم ارك يا مولاي " قال له ( يا فضيل ادخلت وعثرت بثوب ملقى هناك ؟ ) قلت له " بلى يا رسول الله " قال ( هذا الثوب هو ثوب امامك يا فضيل ) .
الان الامام صلوات الله وسلامه عليه بهذه الصورة يحضر مجالس الحسين نحن لا نحضر بهذه الطريقة لكن الامام لما يحضر بهذه الطريقة لا يقول لنا يجب ان تكون القضية بهذا الشكل لكن تركوا الامور للناس باعتبار ان حركة الوعي تتقدم عند الناس وتختلف عند الناس , انا اليوم حزني على الحسين 1% كلما اوعى حركة الحسين كلما يزداد حزني الحسين بتغير وعيي ولذلك ولائاتي وعواطفي ايضا تغيرت , هنا اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم لم يضعوا حدا ولم يوقفوا امرا ويقولوا هذا المطلوب فقط اطلقوا عبارة تحمل كل ما يمكن للعاطفة الانسانية وان علت ان تتحمل مثل هذه العبارات , المطلوب منك ان تجزع والجزع ليس الحزن وانما هو امر اعلى من الحزن , الحزن مشار له بروايات كثيرة ولكن هذه الرواية تشير من بعد الجزع على الحسين صلوات الله وسلامه عليه .
الان انت تجزع بطريقة وانا اجزع بطريقة , انا اتفاعل بطريقة وانت تتفاعل بطريقة والعبرة اين ؟ العبرة انني لا اخالف امر الله سبحانه وتعالى ولا اخالف طبيعة اهداف هذه الثورة , الان يقال انتم تاتون وتضربون الزنجيل وتلطمون بلطم شديد وتطبرون وتمشون وتركضون وما الى ذلك هذا العالم لما ينظر لها راح ياخذ نظرة ليست طبيعية عن الدين ونظرة ليست طبيعية عن ثورة الحسين عليه السلام . نحن نقول له هذا نظرك , انا لا يهمني انا مكلف في ان ابدي اولا موقفا تجاه الحسين عليه السلام , القضية الثانية انا مكلف بتعبئة الامة من اجل اهداف ثورة الحسين النصرة لازالت مطلوبة وصرخة الحوراء زينب لازالت تدوي في الافاق ( آلا من ناصر ينصرنا اهل البيت ) ونحن نعتقد بان امر هداية هذه الامة لازال بحاجة الى المهدي الذي ينقذ هذه الامة من الضلال الى الهدى ويسير بها من الظلم والجور الى القسط والعدل وبالنتيجة حركة النصرة لازالت تتطلب الى نَصَرَة والمناصرون نحتاج الى اكثر من جهد تعبوي من اجل ان نسير على هذا الطريق ومن اجل ان نعبد هذا الطريق رغم ان القضايا ليست متعلقة فقط بهذا الشعار او بذاك وانما كل الوسائل الممكنة في تعبئة الامة تبقى مطلوبة وتبقى امورها راجحة عقلا وشرعا , طبعا في حالات عدم المخالفة لاوامر الله سبحانه وتعالى ,
القضية الاخرى بالنسبة الى الاخر لما ينظر انت تحلل هذا الامر , فانت ذهبت ودخلت في وضعه نحن شاهدنا اناس تاثروا بهذه الشعائر واهتدوا لامر الحسين من خلال هذه الشعائر الان انت شاهدت شيء اخر هذا بحث اخر , نحن الان نشاهد في اوربا وغير اوربا مظاهر مقيتة وبذيئة , الان هذا فلكلورهم يوم بالسنة مئات الالاف الاطنان من الطماطة تلقى بالشارع واحتفال كبير والامة تعطل والشوارع تتقطع وهم يحتفلون يعتبرون هذه القضية ممارسة مطلوبة اجتماعيا اجلب العقل في هذه القضية ؟؟ لم تتاثر اوربا لما قلنا هذا الامر بلا عقل , الامريكيين عيد الهلوين او عيد القديس الفلاني او ما الى ذلك تصرفات عجيبة غريبة تحصل في ذلك اليوم ويحتفلون ويقدسون مثل هذه الاعياد , الدولة تصرف عليها اموال كثيرة جدا من اجل ان تبقي هذه الاحتفالات هم في تحليلهم ان مثل هذه الامور تؤدي الى مزيد من التماسك الاجتماعي وتجعل المجتمع يخرج من دائرة الاحتقان الى دائرة التسامح والى دائرة التاخي او العودة الى الحالات الانسانية في العلاقات ما بين الاشخاص وهذا امر صحيح مثل الاحتفالات عادة او الاعياد لها هذا الدور ولها هذا الوضع . لو تقراون عادات الشعوب مثلا فيها عيد تصرف عليه مليارات وعيد اخجل ان اذكر ماذا يخرجون به وبماذا يحتفلون تماثيل ونصب وسيارات بالملايين يصرفون وحكوماتهم ترعاها تقبل بها والمجتمع ايضا يقبل بها , اذن كل مجتمع له خصوصياته وله تراثه .
نحن لما ناتي الى مظاهر الشعائر نراها هي التي ابقتنا متماسكين , نحن نختلف في السياسة لكن اين نتوحد ؟؟ نتوحد في موكب الحسين عليه السلام وكلنا نجلس تحت منبر واحد وكلنا نلطم تحت رادود واحد وكلنا نشترك بالطبخ في يوم معين او في ايام معينة وكلنا نركض ركضة عزاء طويريج , ونتجه الى مواكب التطبير وكل واحد حسب موقفه الشرعي يتجه للتعامل مع هذه القضية ومع موكب الزنجيل نفس الامر . مواكب الحسين هي التي وحدت وليست التي فرقت وهذه السنة الصورة التي قدمها اخواننا من اهل السنة واخواننا من الصابئة ومن المسيحيين في طبيعة اشتراكهم مع الحسينيين .
في هذا المجال امس احد الاخوان في جبهة التوافق قال لي ان ابنه جالب صورة لفلم مسجليه له وهو يضرب زنجيل يقول له انا ما كنت اعرف اتى الموكب ونحن قلنا لنذهب ونشترك مع اخواننا ولم احس بنفسي الا وانا حامل الزنجيل واضرب , هذا الامر هو عملية تفاعل اجتماعي , في الوقت الذي نشاهد هذه القضايا تدفع باتجاه التماسك الاجتماعي باي حق انا اتي واوهن هذه الشعائر ؟؟ انت لديك وجهة نظر هذه وجهة نظرك اذا كانت علمية اذهب واطرحها وسط علماء والعلماء هم الذين يجيبوك , اما ان تاتي وتطرحها بكتاب للشباب وتطرحها في محاضرة امام مجموعة من الذين لا يمتلكون قدرة علمية على الاجابة وتطرحها في فضائية وما الى ذلك فهذا الكلام غير مقبول , وبعد ذلك يصدر بيان ويقول ان القصد ليس كذلك كلا هذا نعتبره منهج للتشويه ومنهج للعبث خصوصا في الفترة التي تبين لنا عظمة نجاحات شعائر الحسين عليه السلام , هذه السنة واقعا من الامور المفرحة جدا ان الماسي التي حصلت لدى ابناء هذا الشعب فكم ماسي وكم عاشوا حرمان لكن لما اتت قضية الحسين عليه السلام كلهم اتجهوا باتجاه واحد خصوصا في زمن الانتخابات عادة الشعوب في زمن الانتخابات تتصارع وتتحارب , نحن في زمن الانتخابات اتتنا قضية الحسين كيف نستنا وكيف جعلتنا في اطار التصالح وفي اطار الاخاء . وشاهدنا مجالس تحمل كل الالوان السياسية وتحمل كل الالوان الاجتماعية شاهدنا الفقير مع الغني والمرجع مع انسان عادي , استاذ جامعة ورئيس جامعة مع انسان امي جميعهم واقفين يمارسون نفس الشعائر لكن التلقي يختلف من واحد الى اخر .
الان هذا الذي يريد ان يقول الشعائر ليس فيها الا الحزن او البكاء والزيارة واللطم الخفيف وذاك الذي يصيح تعالوا نلطم لطم حضاري لا ادري اللطم الحضاري كيف هو شكله ؟؟!! يعني تحمل منديل الكلينكس باعتباره من انماط الحضارة وتقوم وتضرب فيه على صدرك وتقول هذا اللطم الحضاري مثلا ؟؟!! انا لا اذكرها هذه لغرض الاستهزاء لكن هناك شعارات تطلق على الناس وبعضهم يغتر ويتصور هذه القضية من اين ؟؟ وهذه القضية كيف ؟؟ لكن تبقى الشعائر بالنسبة لنا من الناحية الشرعية ومن الواضح جدا ان كل هذه الامور مسلمة شرعا , نعم بعض الفقهاء عندهم رأي محدد في قضية التطبير ليس لانه التطبير , وكلامهم بالعنوان الثانوي وليس بالعنوان الاولي هذا الامر لظرفهم هم بقية الفقهاء عندهم رأي اخر غالبيتهم مع الاباحة وغيرهم يصعد الى الاستحباب وبعضهم يرى الوجوب اصلا , بعض مراجعنا يرى الوجوب , ولو قلنا لسنا بهذا الاتجاه ولا بذاك الاتجاه لكن الاصل حينما نخاطب يجب ان نخاطبهم تفقها لا ان نخاطبهم تجهيلا او تشويها فهذه عشرة ملايين انسان , ففي العام الماضي خرجوا الى زيارة الامام الحسين ويقف شخص الذي ما اعطي منصب الا من خلال هذه العشرة ملايين يقف في مكة ويقول ان هؤلاء جميعهم لا يصلون كيف لا يصلون ؟؟ هؤلاء اصلا لمن ذاهبين ؟؟ اليسوا ذاهبين لامام الصلاة ؟؟ الا يعرفون ان هذه الزيارة لا تقبل الا من خلال الصلاة ؟؟ عشرة ملايين انسان لا يصلي في العراق اذن من الذي بقي يصلي ؟؟ عشرة ملايين مكلف , اخرج الاطفال منهم تبين بنظره ان هذا الشعب كله لا يصلي . هذا الكلام نعتبره خدش ونعتبره المطلوب فيه التوهين اكثر مما هو تنظير لان التنظير الفكري يكون مع اهل الفكر , التنظير الفكري يكون مع اهل الفقه , انا لما اتحدث بالهندسة مع اناس لا يعرفون الهندسة ربما انهم يسموني انا المهندس الكبير ولكن لما اجلس بين المهندسين يعتبروني امي في هذه القضية كذلك قضايا الفقه .
لذلك انا اناشد اخواننا من كل القطاعات لا تتاثروا بهذه الاقاويل , تبقى هذه المسيرة هي اعلى من كل الاتجاهات من كل ما يفتيه به هذا الاتجاه او ذاك , قبل الوهابيين اسمعونا من الكلام حول شعارات الحسين لما جزعت الدنيا واتوا البعثيين وقبلهم الشيوعيين وغيرهم كلهم حاولوا ولكن الامة اوعى , الان يضحكون هؤلاء ويقولون انهم جهلة وعصبيين لا يستمعون لا الى مراجعهم ولا الى علمائهم لا المسالة ليست بهذا الشكل هؤلاء ليسوا جهلة وليسوا عصبيين بل هؤلاء قمة الوعي .
يشهد الله ويعلم انا انقل منظر شاهدته في السيدة زينب صلوات الله وسلامه عليها في حركة التطبير , لما يقف المتطبرين امام قبر السيدة الحوراء زينب صلوات الله وسلامه عليها يخاطبها واحدهم ويقول لها انا لم تسنح لي الفرصة في التاريخ بحيث اكون في عرصات كربلاء انا اتيت الى عرصات كربلاء بعد كل هذه المدة البعيدة وليس عندي دليل اثبته اني فدائي لكم ومستعد ان اضحي بجسمي من اجل الا بهذه الطريقة . , بهذا الهدف وبهذا الوعي هنا الحركة تكون ممجدة من هو الجاهل ومن هو الذي ليس حضاريا لما يفكر ان هذه الامور ليست حضارية وغير واقعية ؟؟ على اي حال انا احببت ان اتوقف عند هذا البعد وهو البعد الشرعي وكان لي حديث اخر سبق وان تحدثت عن هذه القضايا تبقى شعارات الحسين صلوات الله وسلامه عليه اقوى والحسينيين اعظم ووعيهم اكبر من كل هذه الافتراءات ولن يضير الحسينيون ان ينعق هنا ناعق او ان يتحدث هناك متحدث ليتحدثوا ما شاءوا لنا حسيننا الذي عرفناه وعرفنا وواجبنا ان نؤدي حق هذه المعرفة وبحمد الله انا اعتقد ان هؤلاء مذعورين لان حركة الشعائر بدات تتعاظم يوما من بعد اخر . انتم بدلا من ان تشنعون على هذه الشعائر تعالوا وتفضلوا وادخلوا الى مواكب الحسين تقولون ان فيها اناس فاسدين , الفاسدين اين يتعلمون ؟؟ واين يتربون ؟؟ انت وامثالك جالسين على جانب وتلقون بالحجارة على هذه المواكب لا ادخل الى هذه المواكب وغيرها من الداخل انت تدعي ان عندك وعي وانا اشك جدا ان لامثال هؤلاء وعيا لكن عندك وعي تعال تفضل واطرحه في داخل هذه المواكب .
شاهدنا العظمة الكبيرة في الاجتماع الذي حصل لاصحاب المواكب في كربلاء اجتماع من كل موكب خرج واحد ومحددين شخص واحد فقط وكم كان الحشد الكبير جدا , انت لو كل موكب عنده خمسين او ستين شخص كم سيصبحون ؟؟ انا اعتقد انها اهانة كبيرة كانت من قبل من تحدث بهذه القضية واعتبار كل هؤلاء من اهل الضلال ومن اهل البدع وكلمة البدعة لها معاني شرعية وبعد ذلك تترتب عليها اثار شرعية فكيف تتجراون وتتحدثون بهذه الطريقة ؟؟ ومع امة عشقت الحسين ورات الحسين من كل الاتجاهات وبوابتها كانت هذه الشعائر .
على اي حال نستجير بالله من سوء المنقلب وسوء العاقبة اسال الله العلي القدير ان يثبتنا واياكم على خطى الحسين وان لا يحرمنا واياكم من بركات خدمة الامام الحسين صلوات الله وسلامه عليه وبركات خدمة زوار الحسين صلوات الله وسلامه عليه , اسال الله ان يعجل فرج صاحب العصر والزمان وان يوفقنا واياكم لمزيد من نصرته ولمزيد من الامتثال لما امرنا به من خلال الالتزام باوامر مرجعيتنا الدينية العليا , اسال الله ان يحفظ مراجعنا العظام وعلمائنا الاعلام وعلى رأسهم سيدنا وامامنا المفدى السيد علي السيستاني حفظه الله تعالى وان يوفق قادة البلاد بما فيه خير هؤلاء العباد , اسال الله ان يحفظكم اخواني الاعزة اخواتي الكريمات وان يصونكم من كل اذى ويدفع عنكم من كل بلاء .
https://telegram.me/buratha