لاحظ المفتش العام الأمريكي لإعمار العراق أن عقدا بقيمة 722 مليون دولار لتأهيل مرافق إنتاج نفط وغاز تعرضت للعديد من التغييرات، وتجاوز التكاليف، والإخفاق في الوفاء بمواعيد الإنجاز، والافتقار إلى الإشراف، حسب ما نقلت صحيفة واشنطن بوست Washington Post عن احدث تقرير للمفتش العام الامريكي لاعادة اعمار العراق.
والعقد الذي يبدأ من 2004 حتى 2008، حسب ما تذكر الصحيفة، كحال العديد من العقود التي أبرمت في سنوات حرب العراق الأولى، كان هدفه العام إعادة بناء البنية التحتية النفطية في جنوب العراق باستخدام أموال أمريكية (562 مليون دولار) وأموال ناتجة عن بيع نفط عراقي (160 مليون دولار). وأوضحت الصحيفة أن سلاح الهندسة في الجيش الأمريكي وقيادة العقود المشتركة في العراق، “توليا إدارة العقد الذي ربحته شركة كي بي ار KBR. وعند وقت سريان العقد، كانت الشركة تابعة لشركة هاليبرتن Halliburton”. وانفصلت كي بي ار رسميا عن هاليبرتن في نيسان ابريل 2007 وهي حاليا شركة مستقلة.
ووجد ستيوارت بوين، المفتش العام لإعمار العراق، أن مديري العقد “أوكلوا حوالي 30 أمر عمل لشركة كي بي ار لتنفيذها”. ووجد تقريره أيضا، الذي أُطلق اليوم الاربعاء، أن أوامر العمل “استغرقت وقتا أطول مما كان مخططا لها، وكثيرا ما كانت عرضة للتعديل، وكانت التكاليف تتزايد بمرور الوقت.” ولاحظ التقرير أيضا أن الحكومة العراقية “قد لا تكون قادرة بالنحو المناسب لصيانة المرافق المعاد بناؤها والتجهيزات التي كلفت مئات الملايين من الدولارات” و “لا يظهر أنها ملتزمة باستكمال بعض المشاريع واستخدامها”.
وكان هناك عقد لتأهيل الغاز الطبيعي المسال وغاز البترول المسال في أم قصر، قد تم تمويله بـ 147 مليون دولار من أموال أمريكية وعراقية، حسب ما تقول الصحيفة، إلا أن المشروع انتهى قبل نصب محركات ضاغطات الغاز التوربينية. ووجد التقرير أن أوامر العمل “تعرضت للتحوير 35 مرة، وبكلفة إضافية بلغت 10 ملايين دولار”. وقال بوين في تقريره إن المحركات “مخزونة في مستودعات ولم تُركَّب حتى الآن”. ونتيجة لذلك، كما قال التقرير، فان “إنتاج الغاز في المصنع المذكور دون الهدف المطلوب، وان نسبة من الاستثمار الأمريكي قد هُدرت.”
وكشف التقرير عن عدة حالات فشلت كي بي ار فيها إما في تزويد معلومات عن التكاليف أو تقدم تقارير تكاليف مشكوك بأمرها. كما حمل بوين سلاح الهندسة وقيادة التعاقد المشتركة مسؤولية إجراء تغيرات على العقد الضابط الأولي، الذي اشرف على العمل، 13 مرة على مدى ثلاث سنوات.
https://telegram.me/buratha