برعاية مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الإسلامي عقد المؤتمر الوطني الأول لمنظمات المجتمع المدني في العراق في مدينة النجف الاشرف وعلى قاعة السيد محمد باقر الحكيم (قدس) في رئاسة جامعة الكوفة وتحت شعار ( منظمات المجتمع المدني يد بيد لبناء العراق الجديد وتوحده وتماسكه ) .
واستهل المؤتمر أعماله بتلاوة عطرة لأي من الذكر المبارك بعدها قراءة سورة الفاتحة ترحما على شهداء العراق ومن ثم كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر ألقاها الشيخ مهند محبوبة جاء فيها " لقد خلق الباري البشر كافة وهم ميالين للتعايش والتعاون من اجل بناء الحياة فكانت التجمعات البشرية التي ابتدأت بالأسرة والعشيرة ثم القبيلة ثم الشعوب والأمم وصارت تعمل كل ً من هذه التجمعات يد بيد لتحقيق الأهداف التي رسمتها لأزدهار حياتها الا ان الأنظمة السياسية الحاكمة في عراقنا الحبيب كانت تتحكم في عمل أي تجمع مما يؤدي الى إضعاف نشاطه او إلغائه ".
واضاف محبوبة " ان مؤسسة شهيد المحراب من اهم المؤسسات التغيرية والإصلاحية في العراق من اجل إعطاء زخم لحركة الأمة في الإسلام ، وبعد سنين من الجهد والمثابرة التي أبداها ربان سفينتها سماحة السيد عمار الحكيم ( دام عزه ) تمكنت من الحصول على عضوية المجلس الاجتماعي والاقتصادي الـ ( ECOSOC) التابع لمنظمة الأمم المتحدة ، واليوم تقوم بمسؤولياتها الوطنية بعدما حصلت عليه آنفا لتحتضن هذه الثلة المباركة من المؤسسات والهيئات والمنظمات والروابط لتخطط وتتعاون معهم في وضع التصورات المطلوبة للعمل المستقبلي " .
بعدها التقى سماحة السيد عمار الحكيم كلمته التي أشار فيها الى مفهوم الوطن والمواطنة وكيف يمكن للإنسان ان يكون غريبا في وطنه وما هو معنى الوطن وحقوق المواطنة ، قائلا " ان البعض يرى هذا المفهوم من الناحية الجغرافية فقط لكن هناك إبعاد أخرى في تحديد المواطنة منها البعد النفسي اذ ان الوطن هو المحطة التي يجد الإنسان فيها ذاته وهو الموقع الذي يتيح الفرصة للمواطنين للإفصاح عن مواهبهم ويؤطر المناخات لشحذ الطاقات في بناء الوطن ، وهناك البعد الاجتماعي والبعد السياسي للوطن وهو الموقع الذي تجد الإنسانية فيه الكرامة والحرية في المعتقد والفكر والعقيدة بما لا يتعارض مع حقوق الآخرين .
وتساءل سماحته عن الكيفية التي يمكن من خلالها بناء هذا الوطن مستذكرا دور منظمات المجتمع المدني في إنجاح العملية السياسية وصياغة مضامين الدستور الدائم للبلاد ووضع الرؤى الشاملة له ، لابد من استنفار كل الطاقات المتوفرة ووسائل الإعلام والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني تتحمل جزءا من المسؤولية في الترويج عن المضامين والأفكار التى يتبنى عليها العملية السياسية .
وأوضح سماحته الى ان منظمات المجتمع المدني لم تأخذ فرصتها ولا يزال الأداء الحكومي يأخذ المسافة الأوسع في تنفيذ الخطط والمشاريع ، ونعتقد انها يمكن ان تتحول الى ركيزة أساسية بالرغم من الرؤية الدستورية التي تضع لها هذا الموقع ، وأكد سماحته على أهمية البناء الداخلي الرصين وتنظيم أدوارها وبناءها على أسس صحيحة وهي تحتاج الى المزيد من التركيز في عملهم ، كما ان وزارة الدولة لشؤون منظمات المجتمع المدني تتحمل العبء الأكبر للتعريف بعطاء وقدرات المنظمات ورعايتها لمثل هذه المؤتمرات ، واعتماد مبدأ التخصص في عمل المنظمات يؤدي بالنتيجة الى تشجيع المؤسسات الحكومية على إعطاءها دور اكبر لتحمل بعض المسؤوليات .
ونوه سماحته على أهمية التركيز على مشاريع الاكتفاء الذاتي ووضع الحلول المنطقية لدعم هذه المنظمات بما يوفر الاستمرارية في أداء المشاريع والنشاطات .
و ألقى وزير الدولة لمنظمات المجتمع المدني السيد ثامر الزبيدي كلمته التي قال فيها " اننا نطمح الى ان تكون منظمات المجتمع المدني رافدا من روافد الدعم المؤسساتي للحكومة مشيرا الى ان هذه المنظمات هي إحدى الركائز الأساسية للدولة الحديثة لما تقوم به من نشاطات اجتماعية وثقافية تدعم بها الاهداف الإستراتيجية للمؤسسات الحكومية المختلفة .
وبين الزبيدي ان لوزارته عدة اهداف تسعى لتحقيقها منها نشر ثقافة المجتمع المدني ، تشجيع وتنمية المؤسسات الخيرية ، وتنسيق عمل مؤسسات المجتمع المدني بما يوحد الرؤى والافكار ، والمساهمة في دعم المنظمات معنويا وماديا ، والاشراف على المؤسسات الوطنية ومتابعة نشاطاتها وايجاد الية مركزية لتنظيم عملها .
وحضر المؤتمر رئيس جامعة الكوفة والسيد حيدر الحكيم والسيد حسن الحكيم والنائب الاول لرئيس مجلس المحافظة وعدد من مسؤولي منظمات المجتمع المدني من كافة انحاء العراق .
https://telegram.me/buratha