شكر ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد أحمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 12 محرم1430هـ الموافق 9/1/2009م الجهات الأمنية التي كان لها دور بارز في الحفاظ على أرواح الزائرين أثناء زيارة الإمام الحسين (ع) يوم العاشر من المحرم راجيا الله تعالى إبقاءهم على هذا المستوى من الدقة في التفتيش وتسهيل أمور الزائرين في زيارة الأربعين لان في هذه الزيارة يرد إلى كربلاء أضعاف مضاعفة ويشهد على ذلك العام الماضي حيث وصلت أعداد الزائرين إلى تسعة ملايين زائر.
كما قدم سماحته الشكر إلى: الجهات الرسمية والدوائر الخدمية والصحية الرسمية التي بذلت الجهد وهيأت أنفسها لكل حالة الأمر الذي أدى إلى عدم تأشير أية حالة سلبية في هذه الزيارة المباركة، إضافة للجهات التنظيمية للمواكب الحسينية لاسيما قسم الشعائر الدينية الذي بذل جهدا كبيرا في تنظيم سير العزاء والى الجهات الأمنية في ما بين الحرمين، ووسائل الإعلام الموضوعية التي أعطت صورة واضحة عما يجري ونزاهتها عن المؤثرات في خصوص هذا الحدث.
فيما عزى ذوي شهداء الكاظمية اثر الحادث الإرهابي الذي وقع إبان الزيارة بقوله: أوجه التعازي إلى أهلنا وإخوتنا في الكاظمية للحدث الإرهابي الجبان الذي استهدف كوكبة من الزائرين المؤمنين، تقبل الله أعمالهم واسكن الله الشهداء منهم فسيح جناته والهم ذويهم الصبر والسلوان ومّن على الجرحى بالشفاء العاجل.
وأشار سماحته إلى أن: هذه الأحداث على قساوتها تكشف عن المعسكر الذي قاتل الإمام الحسين (ع) بشكل لا يحتاج إلى تنبيه، فالإنسان عندما يستهدف زائرين عزل وفي مكان طاهر وبقعة طاهرة ويندس بين الجموع جبنا من أن يعلن نفسه أمام الملأ ويأتي بهذه الطريقة الجبانة التي تدل على انحطاطه إنما يؤشر على ضحالة تلك العقول النتنة التي يعجز عن وصف سذاجتها وسخفها العقل.
وحول الوضع الفلسطيني قال سماحته: هناك حالة عامة في عموم العالم تسمى (الحالة الإنسانية) وهذه الحالة اللاإنسانية الجارية الآن في غزة يتقزز لها ويرفضها الضمير الحي كيفما كان ومهما تكن ديانة ومذهب واعتقاد الطرف المقابل، لأن الله جعل في الإنسان رحمة وجعل فيه ضميرا يتأثر بمؤثرات، وهذه المؤثرات في بعض الحالات تنقلب، فهذه الأطفال في فلسطين في غزة والنساء والرجال الكبار وما تجري عليهم من ويلات لا بد أن تحرك الضمير العالمي، ولا بد أن تحرك الوجدان بعيدا عن السياسة والتحالفات وما أشبه.
وأشار سماحته إلى الدور المفترض القيام به من قبل المنظمات الإنسانية العالمية حيال ذلك قائلا: هناك مجلس في العالم يسمى مجلس الأمن الدولي، وهناك منظمة في العالم تسمى الأمم المتحدة وجزء من دورهما هو الحفاظ على حياة الأبرياء، واليوم صدر قرار من مجلس الأمن وهو في حقيقته قرار غامض لا نعلم ما هي آليات تطبيقه على الأرض، وما هي المعاناة التي سيتحملها الأخوة في غزة.
ونوه سماحته إلى ضعف الموقف العربي إزاء تلك الأحداث الدامية قائلا: أود أن أقول بأن الأخوة العرب معنيون بالدرجة الأساس للوقوف بحزم ومد يد المساعدة وذلك للقربة ولوجود الروابط المشتركة والثوابت المشتركة بينهم وبين أبناء غزة وفلسطين عموما، وكذلك لابد من وقوف المجتمع الدولي وقفة تتناسب مع مسؤوليتهم وأيضا تتناسب مع حجم الدمار الذي يعانيه أبناء غزة الآن فعلا، وأنا أدعو دعوة صادقة لان يكون الجميع بمستوى المسؤولية لوقف هذا الدمار الشامل ومحاسبة المعتدين.
وتطرق ممثل المرجعية الدينية العليا إلى مسألة انتخابات مجالس المحافظات وضرورة المشاركة فيها وبين آلية الانتخاب الجديدة المعتمدة من قبل المفوضية العامة للانتخابات التي تعتمد القائمة المفتوحة ليتسنى للناخب معرفة الكيان والفرد على حد سواء، وأضاف: طبعا الانتخابات القادمة تحتاج إلى مساحة كبرى من التثقيف ومسؤوليتي الوطنية والدينية تدعوني إلى أن أذكر بالموقف السابق للمرجعية المباركة العليا التي لا تدعم أية قائمة لكننا أيضا في نفس الوقت نريد أن يتصدى لإشغال المنصب من به الكفاية والنزاهة والإدارة والحزم إلى آخر الصفات الجيدة .
وعن أولئك المتذمرين من أداء بعض مجالس المحافظات أكد سماحته أنه نسمع من بعض الإخوة ولردود فعل معينة بإحجامه عن الانتخابات وهذا الموقف هو موقف خاطئ، حيث إن عملية الانتخاب تعني عملية اختيار ولا يمكن الاختيار كعملية ان نصفه جيد ونصفه سيء، فلا يمكن للإنسان أن يندم على قراره في اختيار الأشخاص، هناك شبهة فالإنسان قد يقول الشخص الفلاني لم يكن بمستوى ما أعطيته ثقتي هذا جيد، والآن لا بد أن نختار والاختيار يحتاج إلى رؤية منك إلى فلان، أنا اعتقد إن الحال أفضل الآن في القائمة المفتوحة فاختر من ترغب وغيرك يختار من يرغب المهم انتخاب من يتصف بالكفاءة والنزاهة، نعم أحب أن انوه إلى مسالة أن المفوضية لم تعتن بالدعاية الكافية لتوضيح هذه المسائل وحقيقة أنا احملها مسؤولية عدم وجود شرح واضح ووافي لآلية الانتخاب، وكذلك في أمكنة إعلانات الانتخاب، من غير الصحيح أن يأتي فلان ليلا يذهب إلى ملصقات من يعتقد به لكيانه ويأتي صباحا ليراها ممزقة وموضوعة صور أخرى في مكانها، والسؤال المطروح هنا أين أماكن الإلصاق والدعاية.
وأود أن أبين إلى انه لم تشرح إلى الآن عملية الانتخاب فعندما اذهب إلى الصندوق كيف انتخب؟ وأنا ظفرت بقصاصة نموذج -التي هي في أعلى الصفحة- وبموجبها يكون الإنتخابات المقبلة.
عندنا الآن 67 كيان سياسي، نأتي إلى الورقة المشخصة فيها الأرقام الموجودة في الأسماء والكيانات، كل كيان عنده رقم، وكل كيان فيه مجموعة أسماء لكل شخص رقم أيضا فعندنا رقمان رقم يمثل الكيان، ورقم يمثل الشخص.
أنت كناخب انتبه جيدا ماذا تريد فلان الفلاني من الآن احفظ رقم قائمة فلان الفلاني وتسلسله الخاص في هذه القائمة وتاتي بعدها أرقام الكيانات.
انتبه إذا أشرت على الكيان فقط يذهب صوتك إلى الكيان لا يذهب صوتك إلى فلان الفلاني ، الاسم الذي تريده لا يصل فيوزع بعد ذلك بطريقة هم اعرف بها وإذا أشرت على الاسم فقط تحذف هذه القائمة وتسقط أصلا لان هذا الاسم من أي كيان فتسقط، فلا بد أن تؤشر على رقم الكيان وعلى رقم من تريد أن تنتخب هذه المسالة أيها الإخوة تحتاج إلى تثقيف متكرر لقرب موعد الانتخابات.
ولأهميتها ولأهمية المشاركة فيها والإطلاع على آلياتها طالب الجميع بقوله: أعيد وأكرر أن غيابك وإحجامك عن الانتخابات سيجعل الذي لا تريده يصعد وبعد ذلك تلوم نفسك من عدم مشاركتك، وعدم دقتك في مسالة التصويت أيضا سيجعل حقك مضيعا فلا بد أن تستوضح المسالة بشكل جيد حتى يكون اختيارك بشكل موفق وهكذا بقية المحافظات حسب طبيعة وعدد الكيانات الموجودة وما شاء الله الكيانات مع أسمائها في كربلاء تصل إلى 1229 شخص وهؤلاء يتنافسون على 27 مقعد ، سبعة إلى النساء وعشرين إلى الرجال، قطعا تشتت الأصوات وعدم الدقة سيفوت وسيضيع حقنا في أننا نختار من نشاء.
وفي الختام قال سماحة السيد الصافي: أنا اكرر إخواني يجب أن يتحمل الإخوة مسؤولية الاختيار فالاختيار مسؤولية الجميع وانا بمقتضى وظيفتي الدينية والوطنية بينت واعتقد ان المفوضية تحتاج الى ان تعقد مؤتمرات وندوات أكثر حتى تشرح المسالة لان قسم من الناس يمتنع عن الذهاب لعدم المعرفة أما إذا عرف بأن الآلية سهلة وبسيطة فسوف يذهب إلى الإدلاء بصوته بكل اندفاع.
نون الخبري
https://telegram.me/buratha