ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الناطق باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة رون ريدموند قوله إن العوائل المهجرة بدأت بالتوافد إلى مناطقها ابتداء من الإسبوع الماضي في ظل تطمينات بشأن التحسن الأمني الحاصل، مدعوما بتواجد القوات الأمنية البارز للعيان في تلك المناطق.
وعزا ريدموند عزوف قسم من المسيحيين المهجرين عن العودة إلى القلق والخوف من الاضطراب السياسي، على حد قوله، مضيفا أن غياب القانون يشكل مثار قلق ليس بالنسبة للمسيحيين وحدهم، وإنما للأقليات الأخرى على حد سواء.
وكانت وزارة حقوق الإنسان العراقية أعلنت في وقت سابق أن ما يقرب من 2270 عائلة تركت منازلها من مدينة الموصل في تشرين أكتوبر الماضي، والتجأت إلى القرى المسيحية في سهل نينوى.
من جهته، أكد قائممقام الموصل زهير الأعرجي أن المدينة شهدت مؤخرا عودة الكثير من العوائل المسيحية في وقت لا تزال فيه عوائل أخرى تخشى العودة إلى مناطقها متخوفة من الوضع الأمني الذي لا يزال يحتاج إلى مزيد من الوقت والجهد كي يتحسن، على حد قوله.
وأضاف الأعرجي في حديث مع "راديو سوا": "الوضع الأمني في الموصل يختلف عما كان عليه وقت تهجير أو نزوح العوائل المسيحية منها، حيث أنه أفضل مما كان، إلا أنني أقول بأن الوضع ما زال غير مستقر 100 بالمئة كما يقال، ويحتاج إلى متابعة، نعم هنالك الكثير من طلبة المدارس والكليات التحقوا بالدراسة في المدينة وعوائل كثيرة عادت إلى أحيائها السكنية خاصة أصحاب المهن والأعمال، ولكن بصراحة هنالك عوائل أخرى لا تزال تنتظر تحسن الوضع الأمني حتى تعود إلى المدينة. الإدارة المحلية تعمل مع قيادة عمليات نينوى جاهدة لتوفير الأمن والحماية لكل العوائل المسيحية النازحة والمهجرة من الموصل".
وأشار الأعرجي إلى أنه لا يملك حاليا معلومات دقيقة حول عدد العوائل المسيحية التي عادت إلى المدينة، لافتا إلى تشكيل لجنة خاصة لإحصاء عدد تلك العوائل لغرض شمولهم بمنحة الحكومة البالغة مليون دينا لكل عائلة عائدة من النازحين.
وقال: "أستطيع خلال يومين أن أعطي الإحصائيات الدقيقة بعدد العوائل المسيحية التي عادت إلى المدينة، وهنالك لجنة خاصة تعمل مع مدراء الأقضية والنواحي التي نزحت إليها تلك العوائل على تقدير واحتساب عدد تلك العوائل التي سجلت أسماءها لدى دائرة الهجرة للاستفادة من منحة رئيس الوزراء البالغة مليون دينار عراقي لكل عائلة تعود إلى منزلها. وخلال زيارتي للدائرة قبل عشرة أيام وجدت الكثير من المسيحيين قد أكملوا معاملاتهم وهم بانتظار الإجراءات القانونية لتسلمهم الصكوك، وهناك فرق من الجيش والشرطة إضافة إلى حكومة المدينة المحلية تعمل على توفير جميع المستلزمات التي تحتاجها تلك العوائل حتى تعود إلى مناطقها في المدينة
https://telegram.me/buratha