افتتح صباح امس الثلاثاء جسر الأئمة بحضور عدد من الشخصيات السياسية والامنية والدينية والعشائرية وأهالي المنطقة في جو احتفالي ارتفعت فيه المشاعر الوطنية لتكون العامل المشترك بين جموع المحتفلين , وكان الجسر قد اغلق منذ ثلاث سنوات بعد الحادث الاليم الذي راح ضحيته ما يقارب الألف شهيد.بدأ الحفل بدخول اهالي منطقة الاعظمية من جهة الرصافة متجهين نحو الجسر يقابلهم اهالي منطقة الكاظمية من جهة الكرخ ليكون اللقاء وسط الجسر لتنحر الذبائح وسط التهليل والصلوات وهلاهل امتزجت بدموع الفرح والرضا.بعدها تليت آيات من القرآن ليعزف السلام الجمهوري معلنا البدء بالقاء الكلمات في هذه المناسبة حيث ركزت على الابقاء على اللحمة الوطنية والتماسك بين اطياف الشعب العراقي وتحدي الصعاب ووأد الشائعات والمحرضين على الفتنة الطائفية. الفريق الركن عبود كنبر قائد عمليات بغداد تحدث قائلاً:- اليوم نجتمع في احتفال خالد على جسر الائمة جسر المحبة والاخوة الذي جسد ملحمة انسانية تحفل بالكثير من المعاني والدروس السامية فضلا عن ان الجسر يحمل على جانبيه رفات الامامين الكاظمين والامام أبي حنيفة من الجهة المقابلة، ونحن اذ نبارك هذا الحفل ونلتقي وسطه باستذكار كل الارواح التي ذهبت الى بارئها ضحية النفوس المريضة والفتنة العمياء ولكن رغم من ارادوها وخططوا لها اندحرت تحت اقدام العراق وأهله، فالعراق واحد رغم تعدد الطوائف والمذاهب وماهي الا عناصر قوة ومناعة مستذكرا استشهاد اكثر من الف عراقي بين رجل وامرأة وطفل بأياد ارهابية لاشباع رغبتهم بالقتل والدم والدمار.وأضاف كنبر، خاب ظنهم والله، المدينتان بأهلهما وعراقة الاصل ستبقى ولودة منجبة للخيرين وعثمان العبيدي درس من دروس الوفاء وأقول (بحق انين الصغار واستغاثة النساء والشيوخ لن نبقى من الارهابيين احدا).وتحدث اللواء قاسم عطا الناطق الرسمي لخطة فرض القانون قائلا:- سيكون هناك اجراءات امنية مستمرة في اجندة القوات الامنية لمنع العناصر الارهابية من المحاولة مرة ثانية في استهداف الجسور هذا الموضوع يتابع من قبل غرفة عمليات قيادة بغداد، وطالبنا وزارة الداخلية والدفاع والقوات الامنية المزودة بأجهزة الكشف عن المتفجرات اضافة الى التفتيش الشخصي للجميع المتواجد في الجسر وستكون المسؤوليات مناطة بكل قوات الامن.وتحدث اللواء الركن عبد الكريم العزي قائد عمليات الرصافة عن التحضيرات التي سبقت الافتتاح فقال: - يمثل جسر الائمة ارثاً تاريخياً وانسانياً تربط به اواصر المحبة بين اهالي منطقتي الاعظمية والكاظمية وهو الشريان الحيوي والورقة الرابحة وكان الاستعداد قبل الافتتاح نفسياً والتأكد منه مئة بالمئة نحن الان نبني وأي خطوة غير محسوبة قد تولد نتائج عكسية الان فتح الجسر اصبح مطلباً جماهيرياً.بناء مساكن لأهالي الضحاياوتحدث رئيس ديوان الوقف السني د.احمد عبد الغفور السامرائي قائلا:- لم اجد اليوم ما يسعفني للبكاء والفرح لما حصل في ذلك اليوم والشعب العراقي يثبت دوما للعالم انه واحد بكل مكوناته بأطيافه فهو جسد واحد اذا اشتكى منه عضو في الاعظمية تداعى له في النجف وكربلاء، ومهما حاولوا تأجيج الفتنة في الاعلام الخارجي ستبقى تبتسم شفاه العراق وتنزل في روحه السرور، تدمع عيوننا ويفتتح الجسر على الاهل المشهد مبك للفرح وكأني اسمع ان العهد لم يتغير في نفوس الشرفاء وسنفوت الفرصة كما نحن دوما على من يريد الفرقة لن يخدع العراقيون والله الكل ادرك اللعبة مهما ارادوا ان يؤججوا الخلافات، والعراق باق ضاحك السن بسام المحيا. من اليوم تصالحنا ونطوي ما جرى منافلا صار ولا كان ولا قلتم ولا قلنا.وأضاف السامرائي: ادعو لبناء مجمعات سكنية في كلتا المنطقتين لذوي الضحايا، انا فخور حقا اليوم ولست مستغرباً بشعبي وأهلي في كل العراق ويحق لنا هذا الفخر فمن يريد ان يصطاد في الماء العكر فليذهب بعيدا لن يستطيع ان يقتحم اسوارنا.وتحدث رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد صالح الحيدري قائلاً:- بداية اقول واعتصموا بحبل جميعا ولا تفرقوا. اليوم مشهود يوم للقاء المحبة والاخوة والترابط والتواصل هو يوم يفرح به كل محب صادق، يوم بغداد الاعظمية والكاظمية يوم العراقيين الذين اثبتوا فيه للعالم اجمع اننا شعب واحد وجسد واحد وان كافة الدعوات الخيرة تنطلق من الكاظمية وكذلك من الاعظمية وهي تمثل النبض العراقي والوجه الناصع للعراق أحيي جميع الجهود التي بذلتها القيادة العسكرية والامنية بين الجهتين.وتحدث رئيس مجلس محافظة بغداد معين الكاظمي فقال:- نحتفل سوية بافتتاح الجسر بعد ثلاث سنوات عجاف اغلق فيها جسر الائمة كانت قلوب العراقيين تخفق لهذا اليوم وتحمل الناس الكثير من اجل الوصل بين جسد الكاظمية والاعظمية لذا اقول هو انتصار حقيقي لخطة فرض القانون ونحن اليوم نشهد هذا الحدث المهم.وفي نهـاية الحـفل دعا السـيد رئيس الوقف الشيعي الى الحضـور للصلاة في جامع الامام أبي حنيفة النعـمان تعبيرا عن اواصر الاخوة والايمان بحقيـقة اللحمة الانسـانية والدينية بعيدا عن كل المسميات التي تحـمل الفرقة والشقاق.