الأخبار

حرائق "مجهولة" تأتي على آلاف النخيل في بدرة شرقي واسط

1229 16:00:00 2008-04-19

تعرضت عشرات بساتين النخيل في منطقة بدرة شرقي محافظة واسط إلى حرائق دمرت آلاف أشجار النخيل فيها، في ظاهرة يقول عنها أصحاب البساتين إنها تتكرر منذ ما يزيد على الشهر، فيما لم يتمكن احد منهم أو السلطات المحلية من معرفة أسبابها أو ظروفها.

يقول محمد عبد الكريم حاج علو رئيس الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في بدرة (70كم شرقي واسط) إن "عملية إحراق البساتين التي بدأت وبشكل ملفت منذ أكثر من شهر ونصف من الآن تدور حولها شكوك كثيرة فهي تحصل في الليل دائما ويكون الحرق للأصناف النادرة."  ويلمح علو إلى "نوايا" مقصودة في عملية الإحراق بقوله أن "الشخص الفاعل يقوم بإحراق جذع النخلة، وتحديدا منطقة (قلب) النخلة .. فالنار إذا وصلت إلى قلب النخلة تموت حالا."

وأضاف علو لـ (أصوات العراق) أن "هناك غرفة عمليات شكلتها الحكومة المحلية في بدرة لمتابعة هذه الحالة التي أدت حتى الآن إلى إتلاف إعداد كبيرة من النخيل وأشجار الفاكهة".  وأشار إلى أن"الجفاف الذي تعاني منه الأراضي الزراعية في بدرة والناتج عن سوء توزيع الحصص المائية وعدم السعي الى توفير مياه الري والسقي أدت إلى جفاف المزروعات والأشجار والأدغال ما سهل سرعة انتشار النيران في البساتين التي شهدت عمليات حرق."

وتشتهر بساتين النخيل في بدرة التي تقدر مساحتها نحو ثلاثة آلاف دونم بإنتاج أصناف مميزة من التمور مثل (المكتوم وجمال الدين والبربن والقيطاز) وصنفي (علي العبد وعلي دولا) وهما، الأخيرين، من الأصناف الفريدة وغير المتوفرة سوى في بساتين بدرة.

ويقول علي علوان رئيس جمعية البستنة في بدرة إن "البعض من المواطنين يشير بأصابع الاتهام إلى أصحاب مقالع الحصى المتواجدين في حوض نهر (كلال) بدفع أصحاب النفوس الضعيفة لتنفيذ أعمال حرق البساتين."وأضاف أن "هناك شكاوى كثيرة رفعت ضد أصحاب المقالع لتجاوزهم على مجرى النهر والقيام بعمليات الحفر وتسببت تلك الأعمال بعدم وصول المياه الى البساتين التي يعد نهر كلال مصدرها الرئيس."

ونهر كلال هو نهر قادم من الأراضي الإيرانية ويعد المصدر الوحيد لسقي البساتين في مدينة بدرة، لأنه يصعب وصول المياه بكميات كافية لتلك البساتين من نهر دجلة لأسباب عدة من بينها بعد المسافة وارتفاع الأرض إضافة إلى التجاوزات التي تحصل على مشروع التغذية الذي بالكاد يكفي للشرب. ويقسم ( الكلال) البساتين في المدينة إلى قسمين، فهو يمر في وسطها ويوفر لها مياه السقي على طول المواسم ويزيد تدفق مياهه في فصل الشتاء لكن إيران قامت في السنوات الأخيرة بإنشاء سد عليه ما أدى إلى توقفه كليا وصار يتعذر السقي من خلاله.

وأشار علوان إلى إن "أصحاب البساتين يتهمون أصحاب المقالع بإحراق بساتينهم، لكن الأمر لا يتعدى غير الاتهامات وان جميع عمليات الحرق التي طالت 106 بساتين كلها سجلت ضد مجهول" مطالبا الأجهزة الأمنية في المدينة بضرورة البحث جديا عن المتسببين بذلك وكشف الفاعلين وتقديمهم للقضاء".

من جانبهم، حاول أصحاب البساتين عبثا الوقوف على أسباب تلك الحرائق، ويقول الحاج محمد كاظم جود (80 عاما) "اتصلت برئيس المجلس البلدي أكثر من مرة حول كارثة الحرائق وذهبت مع مجموعة من أصحاب البساتين المتضررين وتحدثنا حول مسببات ودوافع هذه الأعمال".  وأضاف أن "البساتين في بدرة أصبحت مهددة بالفناء تماما لسببين شحة ماء السقي وما تبعه من عمليات حرق منظمة وواضحة المعالم من دون ان نعرف لها سببا".ويقول المزارع محسن احمد محمد "امتلك بستانا مساحته 26 دونم ومنذ عشرات السنين كان ولازال هو مصدر رزقي وبسبب الجفاف وعمليات الحرق التي تعرض إليها أصبت بخسارة كبيرة لا تعوض، ومثلي هناك العشرات من أصحاب البساتين ممن يأملون إنصافهم في أدنى تقدير في البحث جدياً عن المتسببين بتلك العمليات ".

وقال صاحب بستان آخر إن "واردات الإنتاج أصبحت لا تسد المصروفات لأنها تدنت كثيراً وتسبب الأمر بموت أعداد كبيرة من أشجار الفاكهة إضافة إلى انقراض أصناف فريدة من التمور." وأضاف ولي شاطر لـ (أصوات العراق) إن المشكلة لم تقتصر على الحرائق فقط، بل تعدتها إلى شحة المياه، وهو الأمر الذي سوف يقضي على تلك البساتين."

فيما يقول الحاج خضر حسين إن "حوادث إحراق البساتين التي تعد الأشد فتكا بالنخيل مازالت تسجل ضد مجهول". مشيرا إلى أن "فرق الدفاع المدني في بدرة والكوت ساهمت بإطفاء الحرائق التي تحصل غالبيتها في الليل وتمت السيطرة عليها وفي بعض المرات استمرت عمليات إخماد الحرائق أكثر من ست ساعات".

وأضاف "تعرض لحد الآن 106 بساتين لعمليات الحرق المنظمة من أصل نحو ألف بستان تشتهر بأجود أصناف التمور والفواكه ما تسبب بخسائر طائلة كلفت أصحابها نحو أربعة مليارات دينار عدا المشيدات والأبنية التي أصابها الضرر." ونوه الحاج حسين إلى أن "البساتين تنتشر في جانبي المدينة الشرقي والغربي وهي بمساحات مختلفة وتعد مصدر العيش الوحيد لأصحابها."

مصدر في الحكومة المحلية قال لـ (أصوات العراق) إن "هناك إجراءات جادة نقوم بها لكشف المتسببين بعمليات إحراق البساتين، لكن إلى الآن لم نشخص أحدا بذاته أو جهة معينة بالقيام بتلك الأعمال." وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، "نحن لدينا شكوك وملاحظات حول ما يجري وشكلنا غرفة عمليات لمتابعة الموضوع ونعتقد أن الأجهزة الأمنية والعناصر الاستخبارية قادر على كشف المتورطين قريبا".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الواسطي
2008-04-19
وهل المجهول وبعد خمس سنوات لم يعد معلوم . خمس سنوات من التخريب والفاعل مجهول , هذا دليل على ان الذين يقودون الحكومة المحلية في بدرة هم من اهل الجهل ومن اهل لا عقل لهم , ان الخمس سنوت هذه ارتنا كل عجيب وغريب في عراقنا الحبيب المبتلي . سوق الشورجة حرق , سوق جميلة حرق , سوق بغداد الجديدة حرق والفاعل مجهول والسيد وزير الداخلية المحترم يقول ان لدينا الان مئات الالاف من رجال الشرطة المدربون جيدا والمسلحون بشكل جيد ايضا . الفاعل المجهول اعتقد اصبح علامة تجارية محترمة ولها وزن في عالم تجارة اليوم ؟؟؟؟؟؟
بلال عبد
2008-04-19
لماذا لايصدر تشريع من مجلس النواب يعتبر البساتين في العراق من البنى التحتيه للبلد وهي كذلك فعلا ..ويحاسب مرتكبي هذه الجرائم بتهمة تدمير البنيه التحتيه ..واذا كانت الشكوك تدور حول اصحاب المقالع لماذا لاتذهب الشرطة للقبض عليهم.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك