وصل إخبار إلى أحد مكاتب الإجرام في العاصمة بغداد بوجود حادث قتل رجل خمسيني في شقته، كان الإخبار مقدماً من زوجته التي كانت خارج البيت وقت وقوع الحادث.
وقامت القوات الأمنية بإجراء الكشف والتحـري ثم تم تدوين الإفادات وتبين أن حادثة القتل كانت جريمة مخطط لها مسبقاً باتفاق زوجة المجنى عليه مع عشيقها.
موعد:
تعرفت الزوجة على عشيقها قبل الحادثة بثمانية أشهر فقط، كان ذلك خلال حفلة ميلاد ابنتها التي أقامتها في إحدى القاعات التي يعمل فيها عشيقها حارساً لوجستيا.
سريعاً، وبلا مقدمات، تطور الإعجاب بينهما فتبادلا أرقام الهواتف وانفتحت علاقة منفلتة لا محدودة وصولا إلى ممارسة العلاقة الجنسية، فقد كان هذا الاقتراب غير المشروع خلاصة خلافاتها مع زوجها.
جاء الوقت ليطلب منها الزواج بعد ان يتم التخلص من زوجها الذي اصبح عائقاً امام زواجهما، في بادئ الأمر رفضت الزوجة الأمر الا ان عشيقها قام بتهديدها بفضح علاقتهما فاستسلمت للأمر ووافقت فيما بعد.
تنفيذ الجريمة:
كخطة لتنفيذ الجريمة، طلب عشيق الزوجة خروجها من الشقة وبقاء زوجها وحده لينفذ جريمته ويتخلص منه لم تجد الزوجة المنساقة وراء ضياعها إلا أن تلبي، فطلبت من زوجها الذهاب الى بيت اهلها مع أولادها وبحدود الساعة العاشرة مساءً قد قام المجنى عليه بإيصالها إلى دار أهلها وعندما تأكدت من وصول زوجها إلى البيت قامت بإخبار المتهم بذلك عن طريق إرسال رسالة نصية.
وبحسب الخطة المُعدّة حضر العشيق إلى الشقة مع صديقه، فتحا باب الشقة بواسطة المفتاح الذي كانت المتهمة قد تركته له في مكان متفق عليه، وعند دخولهما فقد قاما بضربه على وجهه بواسطة مقبض حديدي [بوكس] واخبره احدهما بأنه عشيق زوجته وتربطه معها علاقة غير شرعية بها وإنها حامل منه وقد أرسلته لقتله.
بعد ذلك فقد الوعي ومن ثم قاموا بحمله ووضعه على السرير وقبل ذلك إلى الحمام لغسل وجهه ومن ثم أعيد الى السرير مرة أخرى وكان ينزف دماً وألماً متوسلاً تركه وعدم ضربه مرة أخرى، واعداً بتطليقها.
لكنه تلقى ضربةً وحشية أخرى، فخرّ إلى الأرض قائلا انه سوف يقوم بتطليقها اذا عاش وإذا توفي أوصاهما بإيصال سلامه لها.
بعد ذلك تم الاتصال بزوجته واخبرها العشيق بما جرى وقد طلب منها شريط لاصق وقد قامت بدلالته على اللاصق وذلك لوضعه على فمه بعدها خرجوا من الشقة في الساعة الرابعة عصرا بعد استبدال ملابسهم ووضعها في كيس مع مقبض الحديد في حاوية النفايات عند باب العمارة.
علما أن تلك الملابس قد اخذت من خزانة المجنى عليه وعند خروجهم وضعوا اللثام على وجوههم ثم ذهبوا الى الملهى الذي يعملان فيه بينما بقي الزوج ينزف إلى أن فارق الحياة.
وعند الساعة العاشرة صباحا كان قد ذهب العشيق الى دار اهل الزوجة وقام برمي مفتاح الشقة على سطح الدار بناء على الاتفاق مع المتهمة.
قرار المحكمة:
مــن خـلال استعراض الادلة المتحصلة وما اظهرته حيثيات ووقائع القضية وجدت المحكمة ان الادلة المتمثلة باعتراف المتهم خلال المحاكمة لا يقتصر عليه فقط بل يتعدى ذلك الى الزوجة وعلى الرغم من انكارها خلال المحاكمة والتي ذكرت فيها بانه قد مارس معها الفعل الجنسي ولعدة مرات وهو بداية خيانتها لزوجها وصولا الى طلبها من المتهم والاتفاق على قتله ومن ثم ادعائها بانها لاتستطيع الدفاع عن نفسها لمرضها ولأحالتها الى اللجنة الطبية النفسية العدلية الاولية.
لكن اللجنة الطبية لم تجد ما يدل على انها مصابة بأي مرض عقلي اثناء الحادث وتستطيع المثول امام المحكمة والدفاع عن نفسها كما وانها تقدر مسؤوليتها كاملا وقت وقوع الحادث، هذه الادلة تثبت بمجملها وبما لا يقبل الشك قيام المتهمين بارتكاب الجريمة التي نسبت لهم.
ورأت المحكمة الأدلة مقنعة تؤيد من خلالها حصول الفعل مع سبق الاصرار وبعيدا عن ثورة الغضب الآني وبدوافع دنيئة ومنها الاتفاق على الزواج بعد قتل المجنى عليه، وهي ادلة كافية لتجريم المتهمين وفق مادة التهمة الموجهة ومن كل ما تقدم من اسباب قررت المحكمة تجريم المتهمين وفق احكام المادة 406 / 1/أ وج من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 المعدل.
لذا فأن قرار محكمة الجنايات جاء بالإعدام شنقا حتى الموت بحقها وشريكها في الجريمة، حكما قابلا للطعن والتمييز في محكمة التمييز الاتحادية.
https://telegram.me/buratha