دعا القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عادل عبد المهدي الى عدم اعلان النصر قبل تحقيقه، مشددا على ضرورة دعم القوات الأمنية ماديا وسياسيا ومعنويا واعلاميا.
وذكر السيد عبد المهدي في مقالة صحفية له ان "لاشك ان هناك الكثير من بشائر النصر ولاشك ان القوات البطلة بكافة عناوينها تحقق انتصارات باهرة وتقدم التضحيات الغالية، وهو ما يتطلب اعلى درجات التضامن والدعم والاسناد بكافة اشكاله المادية والسياسية والمعنوية والإعلامية ولاشك ان الجميع يعي ذلك ويرى فيه اولوية، وهو ما يتطلب وضعه موضع التطبيق، والبرهان عليه وليس التصريح فقط "،
مضيفا ان الاستمرار بنفس السياسات التي تقسم بدل ان توحد، والتي تبعدنا عن اجواء المعركة بدل ان تضعنا فيها، والتي تستمر بممارسة السياسات الضيقة التي تشكل ثغرات و"دفراسوارات" وشروخا يستغلها "داعش" للالتفاف على قوانا، بدل تلك التي تعبئ كافة قوى شعبنا ومكوناته والتي تستجذب التضامن الاقليمي والعالمي لمحاصرة "داعش" اينما تواجدت ولقطع الطريق عليها فالمعركة في العراق معركة الانسانية جمعاء ومعركة العالم مع "داعش" هي معركة العراق.
وتابع بقوله :تحققت في اليوم الاول انتصارات غير قليلة في كافة محاور القتال، واشتد الطوق على "داعش"، ووصلت القوات الى منطقة "الحراريات" التي لا تبعد سوى 6 كم عن مركز المدينة ورأينا عوائل تهرب من سيطرة "داعش"، وتقارير من ان "داعش" نظمت فرقاً للموت لملاحقة كل من يريد الخروج من المدينة ،مبينا ان "هذه من المؤشرات المهمة لتخلخل اوضاع "داعش" وفقدانها السيطرة، او بعضها على المناطق التي تحتلها، او بعضها.
وبين بقوله ان "جميع المختصين يعلم ان اعلان النصر المبكر لا يقل خطورة عن التردد وعدم المبادأة بل قد تكون لحظات النصر اكثر حساسية وحراجة واية انتكاسة او تغافل عن شروط المعركة وحسن اتمامها، قد تحول النصر الى هزيمة "، مشيرا الى انه "لاشك لدينا ان قواتنا تتمتع اليوم بخبرة عالية في هذا المضمار، وهو ما كانت تفتقده في الفترات الماضية، حيث كانت تعلن توقيتات مبالغ فيها، او نصراً سريعاً، ثم تأتي الوقائع لتبرهن ان التقديرات لم تكن دقيقة وان الاستهانة بالعدو لا تقل خطورة عن الاستهانة بقدراتنا وامكانياتنا وعدالة قضيتنا".
ولفت الى ان "امامنا عدوا شرسا برهنت الايام انه سيقاتل قتالاً مستميتاً في ايقاف هذا الهجوم، لا سمح الله، والذي يشكل نجاحه نقطة تحول كبيرة في سير المعركة ضد داعش في العراق وفي غيره وازالة الكثير من الضغط عن بغداد وصلاح الدين والانبار لتتفرغ البلاد لمعركة الموصل "، موكدا ان "النصر ممكن بسبب الاستعدادات الكبيرة والروح المعنوية العالية وتضامن كافة القوى خصوصاً سكان الانبار والفلوجة انفسهم. فبدونهم لا يمكن لا تحقيق النصر، ولا الحفاظ عليه وهو ما يتطلب خطاباً وسياسة، من كافة الاطراف، تختلف تماماً عن تلك التي قادت لكثير من الاخطاء والسلبيات والفتن، والتي سمحت بايجاد بيئة صالحة لـ"داعش" بالتواجد والعمل، رغم رفض الغالبية العظمى من السكان لها".
وواوضح ان "الفلوجة التي عدد سكانها 300 الف نسمة لم يبق فيها اليوم اكثر من 50 الف نسمة، والذين لو تركوا يقررون مصيرهم، لما بقي مع "داعش" سوى العشرات والمئات القليلة "،مبينا ان" النصر ممكن بكل معنى الكلمة، ولكن يجب عدم التسرع واعلان النصر قبل تحقيقه فالحرب كر وفر وصفحات وسياقات يجب ان تستكمل قبل الكلام باطمئنان ان "داعش" قد دُحرت في اصعب واخطر قلاعها فـ"الفلوجة" كانت منذ البداية[2003] اول مرتكز لـ"القاعدة" ووريثتها "داعش"، وان هزيمتها فيها قد تكون مقدمة لهزيمتها على نطاق أوسع " .
https://telegram.me/buratha