أقر مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي بما ورد في تقرير منظمة الشفافية الدولية الصادر عنها اليوم والذي صنف العراق من بين الدول العشر الاكثر فسادا لعام 2015.
وقال المتحدث باسم المكتب سعد الحديثي انه "وبصرف النظر عن تقرير الشفافية الدولية، هنالك مشكلة فساد في العراق، وهذا أمر لا يمكن انكاره بدليل ان حملة الاصلاحات التي اعلن عنها رئيس الوزراء في اب الماضي خصصت محورا لمحاربة الفساد".
وأكد ان "الفساد مشكلة كبيرة في العراق وقد تغلغل في كثير من مؤسسات الدولة وهو متراكم لسنوات عديدة مع غياب الرقابة الجدية وكذلك غياب جهود للمحاسبة لمتابعة الاداء ومراقبة الاموال وانتقالها ومن ثم آليات الصرف، وكانت النتيجة ما وصل اليه العراق وهو يمر بضائقة مالية".
وأشار الحديثي الى ان "الحكومة الحالية ومنذ اعلان الاصلاحات تقوم بجهود مستمرة ومتابعة لهذه الملفات وتسعى للكشف عنها وايقاف واغلاق منافذ الفساد التي كان من خلالها ينفذ بمؤسسات الدولة".
وأوضح ان "هنالك اجراءات عديدة لمحاربة الفساد في مقدمتها اختصار وتبسيط آليات ترويج معاملات المواطنين والمعاملات الاقتصادية وقضايا الاستثمار التي كانت فيها حلقات روتينية زائدة وتسبب منفذا من الفساد يدفع ثمنه المواطن وتؤثر على حركة الاقتصاد وتنشيط الاستثمار في العراق".
وقال الحديثي "هناك متابعة جدية من قبل مكتب رئيس الوزراء لمحاربة الفساد وقد اتخذت اجراءات بهذا الصدد مع تفعيل هيئة النزاهة لمتابعة قضايا الفساد والتأكيد على دور القضاء بان يتحلى في التزامته تجاه الامن الاقتصادي العراقي ومتابعة عمليات غسيل الاموال التي تجري في العراق كما صدرت قرارات من مجلس الوزراء ومجلس النواب لتعزيز هذه الجهود".
واستدرك المتحدث باسم مكتب العبادي بالقول "لكن ما تراكم من فساد خلال سنوات عديدة لا يمكن ان يعالج بفترة قصيرة خاصة وان بعض مافيات الفساد التي تحاول عرقلة هذا المسعى الحكومي تحاول وضع العصي في عجلة الاصلاح ومراقبة وملاحقة الفساد".
وكان التقرير السنوي لمنظمة الشفافية الدولية حول الفساد في العالم، الصادر اليوم الاربعاء، صنف العراق ضمن الدول العشر الاكثر فساداً في العالم لعام 2015.
وتراجع - بحسب تقرير المنظمة - تصنيف الدول العربية التي تعاني من صراعات مسلحة داخلية مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال التي احتلت المركز الأخير على مستوى العالم مسجلة ثماني نقاط فقط.
يشار الى ان رئيس الوزراء حيدر العبادي قال في التاسع من الشهر الجاري ان "عام 2016 سيكون عاماً للقضاء على الفساد".
كما قال العبادي خلال لقاء على هامش مؤتمر دافوس الاقتصادي في سويسرا الذي عقد الاسبوع الماضي، "هناك الكثير من الفاسدين الذين يحاولون عرقلة جهودنا بالاصلاحات، لكنهم لم ينجحوا حتى الآن، وآمل ألا يتمكنوا من النجاح، نحن نخوض ثلاثة حروب حاليا: واحدة مع داعش، وواحدة مع الفاسدين، والثالثة على الجبهة الاقتصادية، ونبذل جهوداً كبيرة في خوضها".
يذكر ان المرجعية الدينية انتقدت مؤخرا، تأخر تطبيق حزم الاصلاحات السياسية والادارية والاقتصادية وفي مجال محاربة الفساد، وغيرها، التي اعلنت عنها الحكومة منذ آب الماضي.
وقال ممثل المرجعية في كربلاء، السيد احمد الصافي، "في العام الماضي وعلى مدى عدة اشهر طالبنا في خطب الجمعة السلطات الثلاث وجميع الجهات المسؤولة باتخاذ خطوات جادة في مسيرة الاصلاح الحقيقي وتحقيق العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد وملاحقة كبار الفاسدين والمفسدين ولكن انقضى العام ولم يتحقق شيء واضح على ارض الواقع، وهذا أمر يدعو للأسف الشديد ولا نزيد على هذا الكلام في الوقت الحاضر".
https://telegram.me/buratha