أتهم نائب عن الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس السابق جلال طالباني الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني "باحتكار الحكم في الاقليم".
وقال النائب شوان الداوودي في بيان له "في الوقت الذي قام فيه [الاخوة] في الحزب الديمقراطي الكردستاني بـ [تمام شود] - وهي عبارة تعني بالفارسية [انتهى الامر]، وهي اشارة الى قرار شاه ايران الذي أبلغ به ملا مصطفى بارزاني والقاضي بانهاء الثورة الكردية, وانتهاء دورهم، قام الاتحاد الوطني الكردستاني بتحمل هذه المهمة واعتبر ان من واجبه ان يشعل في هذه الدهماء مصباح الامل وان يحرك الجماهير في كردستان تحت شعار حق تقرير المصير، وفي الوقت الذي كانت فيه ارض وسماء كردستان محرمة على الطير بعد عمليات الانفال سيئة الصيت".
وأضاف ان "مفارز الاتحاد الوطني الكردستاني زرعت في كردستان الخوف في قلب العدو، وفي الوقت الذي قام فيه البعث وهو في قمة أنتصاراته باصدار عفوا عاما استثنى منه قائد الاتحاد الوطني فقط، وفي الوقت الذي قرر فيه الاتحاد الوطني الكردستاني القيام بالانتفاضة سار [الاخوة – الحزب الديمقراطي الكردستاني] خلف الانتفاضة بتحفظ خوفا من [تمام شود] اخرى".
وتابع الداوودي "عندما لاحت أول فرصة لاجراء انتخابات برلمان كردستان, رفع الاتحاد الوطني الكردستاني شعار الفدرالية، في وقتها اعتمد الاخوة شعار [الحكم الذاتي] للمنافسة، وفي الوقت الذي عمل فيه الاتحاد الوطني الكردستاني على تثبيت وتوطيد مؤسسات الاقليم، حول الاخوة برلمان كردستان الى مرآب لدبابات البعث، وفي الوقت الذي كان فيه الاتحاد الوطني الكردستاني يدعم الكرد في الثورة الايرانية كان الاخوة يقيمون في كرج [مدينة ايرانية شمال طهران]".
وقال "في الوقت الذي كان الاتحاد الوطني الكردستاني يدعم باعلى صوته الكرد في كردستان الغربية [كردستان سوريا]، كان الاخوة يغلقون الحدود بوجههم، وفي الوقت الذي دعا فيه الاتحاد الوطني الكردستاني انقرة الى اطلاق سراح عبد الله اوجلان [زعيم حزب العمال الكردستاني التركي]، قام الاخوة بالترويج لصالح السلطان في كردستان الشمالية، وفي الوقت الذي عمل فيه الاتحاد الوطني الكردستاني على عودة كركوك ارضا وشعبا الى كردستان، لم يكن الاخوة يريدون منها سوى نفطها".
وأضاف الى ان "الان الاخوة يقرعون على طبول أقامة الدولة، ونحن نقول: ولكن , لماذا؟! وان هذه الـ [لكن] تحتاج الى موقف جدي, في حين تحمل هذه الـ [لماذا؟] اجوبة كثيرة".
وقال النائب عن الاتحاد الوطني الكردستاني ان "حزبا كالاتحاد الوطني الكردستاني والذي يملك اكثر من 20 الف شهيد في مسيرة تحقيق حق الشعب في تقرير مصيره ومستمر حتى الان في تقديم التضحيات، ولديه آلاف مؤلفة من السجناء السياسين والمعاقين في سبيل ذلك، لماذا يقول [لكن] عند الحديث عن أقامة الدولة؟ وتزايدت بين كوادر واعضاء وجماهير واصدقاء الاتحاد الوطني الكردستان تساؤلات كثيرة حول سر هذه الـ[لكن]".
وأضاف الداوودي "أني وبموجب الواجب الملقى على عاتقي بصفتي صحفيا وكوني كادرا في الاتحاد الوطني الكردستاني وعملت فيه على مدى 30 عام وعضو في البرلمان العراقي, بحثت لفترة حول هذه الـ[لكن] وبحثت عن اجابة صحيحة لهذه الـ[لماذا؟], وتحدثت مع الكثير من قادة وكوادر وجماهير الاتحاد الوطني حول هذه المسألة، وكانت النتيجة التي توصلت اليها للاسف تقول ان الاتحاد الوطني الكردستاني مثل بقية الاحزاب الاخرى مهمش جدا، مهمش الى درجة لا يعرف ما يجري".
وأوضح ان "الاخوة [الحزب الديمقراطي الكردستاني] في ظل الاتفاق الستراتيجي بينهم وبين الاتحاد الوطني الكردستاني، سيطروا على كل مفاصل الحكم الحساسة في اقليم كردستان العراق، وقاموا بالاستحواذ على كل ملفات الحكم من الادارة الى الدبلوماسية فالاقتصاد والامن والعلاقات".
وقال ان حزب بارزاني "وضع كل مؤسسات الحكم في خدمة استراتيجيتهم الحزبية الضيقة, وبشكل احتكروا فيه اعمدة الحكم ليس من يد الاتحاد الوطني الكردستاني بل ومن يد باقي الاحزاب السياسية, واصبحوا يلعبون في الساحة لوحدهم ولا يحسبون لجماهير كردستان حسابا، ولا يعودون لأحد في المعادلات الداخلية والاقليمية والدولية، او يتسأنسوا برأي احد وخطوة بخطوة يقومون بازالة العقبات التي تقف في طريقهم، ولا يقيمون أي أعتبار للقوانين او الشرعية، وجعلوا رئاستهم امرا واقعا ومن دون الحاجة لاعتراف أحد، ولا يقيمون اعتبار لقواعد الديمقراطية غير اّبهين لهذه الفرصة التأريخية التي يعيشها الكرد اليوم, وعطلوا البرلمان ونجحوا في ذلك".
كما اتهم النائب شوان الداوودي الديمقراطي الكردستاني "بأهمال الاهتمام بشؤون ادارة الشعب وجبهات القتال من خلال ارسال وزراء حركة التغيير الى البيت وهما وزيرا البيشمركة والمالية في هذا الوضع الحساس, وسارت الامور معهم بسهولة ودفعوا وزير الاتحاد الاسلامي الى ان يصل الى مرحلة اليأس في تأمين الكهرباء ويختار الذهاب الى البيت".
وقال كما "قام الاخوة بالاستفادة من تجربة نوري المالكي [رئيس الحكومة الاتحادية السابق] في ادارة الدولة بتسلم الوزارات الشاغلة هذه بالوكالة, وهذا يعني انهم سوف يشغلون وزارات الاتحاد الوطني اذا ما انسحب من الحكومة وبالطريقة ذاتها دون ان يهتموا لشيء".
وتسائل، "ماذا بقي للاتحاد الوطني الكردستاني من عمل في حكم كردستان؟ ان منصب نائب رئيس اقليم كردستان منصب مهم، لكن اي هو؟ وماذا يفعل نائب رئيس الحكومة؟ ان الاخوة قد مهدت امامهم السبل، واصبحوا يتصرفون كما يحلوا لهم، لانه في الحقيقة اليوم الاتحاد الوطني لا يدري ما يجري في الواقع، وحركة التغيير لا تدري ماذا تريد، والاتحاد الاسلامي اصبح محتارا بين الجانبين والجماعة الاسلامية [لا حول ولا قوة الا بالله]".
وتابع الداوودي ان "أي من هذه الاطراف وليس الاتحاد الوطني ليس لديه الجرأة ان يقف حتى ولو من باب المزاح ضد تشكيل هذه الدولة التي يتحدث عنها الاخوة في كل ربيع، لان كل هذه الاطراف قدمت سواء الكثير او القليل من التضحيات في سبيلها، والمشكلة انه باستثناء الاخوة فان احدا لا يدري ما يجري، ولذا فان موضوع الدولة حين يطرح فان الاتحاد الوطني ليس لوحده بل الجميع ترتسم امامهم هذه الـ [لكن]".
وحمل النائب عن الاتحاد الوطني الكردستاني "قيادات الاحزاب وفي طليعتها الاتحاد الوطني الكردستاني مسؤولية أجابة جماهير كردستان عن [لماذا؟] سلموا الميدان بيد الاخوة؟، واعتبر ان من واجبي الحزبي ان اقول للرفاق نائبي السكرتير العام للاتحاد الوطني قبل الاخرين: ان يعملوا بدل الحديث عن المنابر في الاتحاد الوطني ان الوقت حان ليتحول الاتحاد الوطني الى منبر لكل القوى الكردستانية المهمشة في حكم كردستان والقرارات المصيرية لاعادة توازن القوى في كردستان، وان لايسمحوا للاخوة باستغلال هذه الفرصة الذهبية التي جاءت لتشكيل الدولة القومية لابقائهم في زاوية [لكن] وان يقامروا منفردين بهذه الفرصة الذهبية وهذا الحق الأنساني المشروع لشعب كردستان".
https://telegram.me/buratha