تعهدت مديرية الشرطة في البصرة، الاثنين، بتوفير الحماية الى جراح بارز يتعرض الى تهديدات وملاحقة عشائرية بسبب وفاة مريض خلال اجراء عملية جراحية له، فيما نفى الجراح أن تكون الوفاة ناجمة عن تقصير طبي.
وذكرت المديرية في بيان لها، أن "قوات الشرطة رصدت تهديدات تعرض لها أحد الأطباء الجراحين البارزين في المحافظة من قبل ذوي مريض توفي خلال اجراء عملية جراحية له"، مبينة أن "المديرية اتخذت اجراءات مشددة لحماية منزل الطبيب وعيادته الخاصة، وانها على استعداد تام لتوفير الحماية له، وإلقاء القبض على كل من تسول له نفسه الإخلال بالوضع الأمني وزعزعة الاستقرار".
ولفتت المديرية الى أن "الطبيب الذي يواجه تهديدات غير متواجد في بيته، ولا تتوفر معلومات عن محل اقامته"، مضيفة أنه "لم يسجل دعوى ضد الأشخاص الذين قاموا بتهديده والتجاوز على منزله وعيادته".
من جانبه، قال نقيب الأطباء في البصرة مؤيد جمعة في حديث صحفي إن "الطبيب الجراح الاستشاري نزار المحفوظ من غير المعقول أن يقدم شكوى ضد ذوي المريض الذي فارق الحياة من أجل توفير الحماية له ولأفراد أسرته وممتلكاته"، موضحاً أن "مثل هكذا اجراء يؤدي الى تعقيد المشكلة ويجعل حلها صعباً".
ولم تفلح محاولات "السومرية نيوز" في التواصل المباشر مع المحفوظ الذي انقطع عن العمل في عيادته، ولم يعد يتواجد في منزله الذي غادره مضطراً مع أفراد أسرته، وحتى نقطة الحراسة الموجودة عند مدخل منزله تخلو من الحراس، فيما توجد عبارة (مطلوب دم) مكتوبة بالدهان الأحمر على سياج وباب المنزل مع آثار لاطلاقات نارية، ومثل تلك العبارة موجودة على باب العيادة التي كان يراجعها يومياً عشرات المرضى.
المحفوظ الذي يعد أحد أبرز الجراحين في المحافظة وأكثرهم شهرة على المستوى المحلي أبدى أسفه لوفاة المريض من خلال منشور نشره بعد تهديده في حسابه الشخصي ضمن موقع (فيسبوك)، وجاء فيه "منذ 25 عاماً وأنا أدرب الأطباء المقيمين الأقدمين وطلاب الدراسات العليا على مهارات الجراحة الحديثة، وأقول لهم إن الجراحة هي علم وفن، والجراح كالجندي الذي يذهب الى ساحة معركة، فأما أن يعود سالماً أو مصاباً أو ميتاً".
وأشار المحفوظ ضمن منشوره الى أن "العمليات الجراحية المعقدة تحمل مضاعفات إجبارية مهما بلغ مستوى حرص الفريق الطبي، والمريض الذي فقدناه للأسف في أحد المستشفيات الأهلية فارق الحياة نتيجة خثرة رئوية كبيرة، وليس للجراح ولا المخدر ولا أطباء الباطنية حول ولا قوة في علاجها"، مضيفاً أن "ممثلين عن إدارة المستشفى ذهبوا الى ذوي المريض لاطلاعهم على أسباب الوفاة، ولكن ما من معتبر".
يذكر أن المحفوظ هو ليس أول طبيب يتعرض بسبب عمله الى تهديدات وملاحقات عشائرية في البصرة، فقد تعرض العديد من الأطباء في غضون الأعوام القليلة الماضية الى تهديدات مشابهة وحالات اعتداء بالضرب بسبب وفاة مرضى خلال تلقيهم العلاج، ومن جانب آخر لم تعلن المؤسسات الرسمية المختصة في المحافظة خلال الأعوام السابقة عن محاسبة أطباء بسبب تقصيرهم مع المرضى أو ارتكابهم أخطاء طبية، بحسب مراقبين.
https://telegram.me/buratha