الأخبار

الشيخ جلال الدين الصغير يشدد على ضرورة الابتعاد عن الخطاب السياسي المتشنج للحفاظ على البلد من التقسيم والحرب الأهلية

2401 18:02:35 2014-07-11

شدد إمام جمعة جامع براثا الشيخ جلال الدين الصغير على ضرورة الابتعاد عن الخطاب السياسي والإعلامي المتشنج، واللجوء إلى الخطاب الهادئ، من اجل الحفاظ على البلد من التقسيم والحرب الأهلية، مشيرا الى أن " الخطابات الحماسية تخفي أغراضاً أخرى وليست مهتمة في البلد ولا أي وضع من أوضاع الآخرين بل على طبيعة المناصب التي تُراد والامتيازات "، لافتا إلى أن " صفة التوافق على الرئاسات أصبحت قريبة من التحقق ، لكن نحتاج إلى صبر كي لا تؤدي الأمور إلى كسر عظم مع أي طرف من الأطراف ". 

وقال سماحة الشيخ الصغير في خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت بجامع براثا اليوم إن " هناك عشائر وقفت بوجه داعش وقاتلتهم مع أنها كانت من الحواضن والسبب يعود إلى أن مجرمي داعش ذهبوا إلى هذه العشيرة وأرادوا من نسائهم أن يمكنن أنفسهن لما يعبرون عنه بالمجاهدين ومرة أخرى لينقلوا فضيحة جهاد النكاح بما فيها من العار، الامر الذي سيترك أثراً بليغاً لدى العشائر العراقية ".

وأضاف ان " في خطاب البعض يتم خلط الغث مع السمين ويعتبر السنة جميعهم مع داعش وهذا خطأ كبير، فغالبية أهل السنة ضد هؤلاء وليس كل ما يتناقله الإعلام صحيحاً ، وما جرى في الموصل لم يكن هناك قتال كي تهزم القوات بل كانت حرب إعلام وإشاعة، أرعبت الموجودين بحيث خرج الجميع علما أن داعش حينها هذه الأيام لم يزيدوا عن ألفي شخص ".

واشار الشيخ الصغير الى " إننا لا نزال نعيش ضغط الإعلام، فمثلا ما يجري في جرف الصخر، ما هي إلا حالات الكر والفر والمجاهدون يتقدمون في أماكن متعددة، كما أن الإعلام هو ذاته يسري على الكثير من المواضيع السياسية " لافتا الى " اننا من هذا المكان أرسلنا مجاهدين إلى بلد وشمال بلد ويوميا يتقدمون ولم يتراجعوا متراً واحداً ، بل على العكس في الأسبوع لنا إضافة كيلو مترات، وهذا قاطع نحن مشرفون عليه في منطقة محددة فكيف الحال في جميع القواطع الموجودة، فهناك تقدم باللطيفية واليوسفية وغرب بغداد والكثير من المناطق ".

وأوضح أن " تقدم المجاهدين لا ينتظر منه فعل سحري يقضم مرة وحدة، بل تقضم من هؤلاء المجرمين قضمات لحين حلول الساعة التي تقترب لها قطعات المجاهدين وتأخذهم إلى حيث اتوا "، مؤكدا أن " الوضع الأمني بخير وهناك تنسيق عالٍ بين القوى المجاهدة والقوات المسلحة والإرادة عظيمة جدا، لكن هناك مشكلات تتعلق بطبيعة ما يجب أن يجهز به هؤلاء وهذه المشكلات يمكن أن تحل مع الايام ".

ولفت الى أن " المرجعية الدينية أكدت على ضرورة الحفاظ على الشرعية الدستورية، أي إن البلد سائر على طريق التداول السلمي للسلطة "، منوها إلى أن " أعضاء البرلمان الجدد قد جاءوا منتخبين عبر إليه توافقنا عليها سواء حصل بها غش وتزوير واستخدمت أموال الدولة أو لا فهذا حديث ، واليوم أصبحنا أمام الأمر الواقع، وهذه المجموعات التي جاءت إلى البرلمان يجب أن تجتمع وتعود إلى قبة البرلمان لكي يقال هناك مجلس نواب ".

وبين الشيخ الصغير أن " المهمة الأولى لأعضاء البرلمان انتهت إذ تم عقد الجلسة الأولى على الرغم من قطع الجلسة إلا انه أمر طبيعي ما داموا لم يتوافقوا على الرئاسات، فلا يمكن خلال وجودهم مناقشة أي قضية "، مشيرا إلى أن " التوافق على الرئاسات لا يحدث داخل قبة البرلمان وإنما في الكواليس ، المشكلة هنا هي أن السنة غير متفقين على رئيس البرلمان، والشيعة غير متفقين على رئيس الوزراء والأكراد غير متفقين على رئيس الجمهورية، والثلاثة غير متفقين مع بعض، والثلاثة يجب أن يأتوا في وقت واحد أي أن هذه سلة تقدم بصفقة واحدة، والمشكلة أن سياسيات التشنيج عادت إلى الخطاب الإعلامي والسياسي بالشكل الذي كلما نقترب من الاتفاق يأتي خطاب متشنج ينقض كل ما تم التقريب به، رغم انه الصفقة التامة أصبحت قريبة من التحقق لكن نحتاج إلى صبر كي لا تؤدي الأمور إلى كسر عظم مع أي طرف من الأطراف ".

وأكد أن " من يريد أن يلعب بهذا الزمن الصعب ويحاول أن يناغي عواطف الناس أكثر من تجاهه لتلمس الواقع المرير، نحن لا نعيش وضعاً طبيعياً فاليوم أكثر من {50%} من أراضي العراق خرجت من أيدي الحكومة، أي أن هناك واقعاً مريراً يجب التعامل معه ضمن مراراته فإذا لم تحل القضية سيأتي ما هو أسوأ، فهذه الخطابات الحماسية تخفي أغراضاً أخرى وليست مهتمة في البلد ولا أي وضع من أوضاع الآخرين بل على طبيعة المناصب التي تُراد والامتيازات ".

واستطرد أن " عدونا الوحيد اليوم هو داعش، وكل المشاكل يجب أن تحل رغم مرارات الواقع، فاليوم نحن بعد الموصل غير ما قبل الموصل، ويجب أن تُفهم القضية فهذه حرب والوقائع لا تتبدل بقرار بل تحتاج إلى ثقة وخطاب هادئ والتعالي على الشخصنة والذات للوصول إلى الحل الذي تريده المرجعية التي أثبتت أنها صاحبة زمام المبادرة، فلولا حكمة المرجعية التي تعطي إنقاذ البلد على طبق من نور يمكن أن يسير عليه الجميع ولكن هناك إرادات لا تريد لهذا المشروع أن يتقدم، فالمرجعية عندما قالت يجب العيش بحالة الهدوء مع جميع الأطراف ويجب أن يكون الخطاب هادئاً ومتوازناً فهي أوعى من نفس الحكومة، ومطلعة على كل شيء".

وشدد الشيخ الصغير على " ضرورة تجنيب البلد من الحرب الأهلية والتقسيم فهذه هي المخاطر الكبيرة، حيث سيؤدي التقسيم إلى حرب مدمرة لكل ما موجود فالوضع أصعب بكثير مما يمكن للبعض أن يصوره "، داعيا السياسيين الى " تجنيب العراق والعراقيين الأذى الذي يعتمل بكل جناحات قلوبهم ".

وفيما يخص النازحين أوضح الشيخ الصغير ان " موضوع النازحين وحده قصة يتمرمر منها الفؤاد فأكثر من {380} ألف شيعي يتهجر من الموصل والرأي العالمي كله عبارة عن شيطان اخرس فلم يذكرهم احد ويتحدث عنهم أي احد قال ان هناك تغييراً ديموغرافياً يحدث "، مشيرا الى أن " مسألة النازحين يوماً عن آخر ستضغط بشكل أكثر شدة من الأيام الحالية، اليوم النجف وكربلاء تحملت قسطاً كبيراً من النازحين من أهالي الموصل بمختلف الطوائف والأديان ولكن الوضع يحتاج إلى وقفة شعبية ".

واضاف ان " شعار الحسين {عليه السلام} اثبتَ مرة أخرى جدارة تأهيل عظيم المستوى فالنازحون نزلوا بالمواكب الحسينية الممتدة بين كربلاء والنجف والتي تحولت دفعة واحدة إلى حل عظيم لمشكلة كبيرة ، الأمر الذي يحتاج إلى وقفة إسناد ودعم "، مناشدا العراقيين بتقديم الدعم والمساعدات ، قائلا " ما الضير بأن كل بيت يقدم {10-20} كيلو من المعجنات وهذه عملية سهلة يمكن أن نعمد إليها لتغذية المجاهدين والنازحين دون منة لأحد "، داعيا التجار والممولين وأصحاب الصدقات الى تقديم المساعدات مؤكدا " لا يوجد أبر من التبرعات والصدقات بهذه الفترة فعلينا أن نتقدم ولو بالفلس الواحد ".

وبين أن " الجبهة بحاجة إلى الغذاء والسلاح واللباس والنازحين أيضا محتاجون والقضية ستمتد من النجف وكربلاء إلى بقية المحافظات، واليوم علينا أن نوجد هبة الحسينيين في خدمة الحسين {عليه السلام} علينا أن نفكر في شهر رمضان أننا نفطر والكثير من هؤلاء لا يجد لقمة العيش التي تمكنه من القضاء على جوعه، فالجياع اليوم بالمئات الآلاف في رمضان شكلوا لجاناً في المناطق اطرقوا الأبواب نظموا كل آلة من شأنها أن تقدم دعماً فشعب الحسين وانتم الأبرار مع الحسين بكل تفاصيل القضية الحسينية 
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك