اكد نائب عن بغداد بان 29 مركزا انتخابيا غرقت بالكامل في قضاء أبو غريب، بينما ارتفع عدد المدارس التي غمرتها مياه الفيضانات الى 60 مدرسة، كما سقط عدد من الضحايا بحالات غرق وانهيار سقوف المنازل او التعرض لصعقات كهربائية. وفيما كشف مسؤول محلي عن تلف جميع المزروعات في المناطق التي تعرضت لهذه الكارثة، حذر من وصول الفيضانات الى مناطق الشعلة والعامرية وحي الجهاد، والقريبة من المطار خلال 72 ساعة مالم تتم السيطرة على سد الفلوجة.
الى ذلك يقول مسؤول في وزارة الموارد المائية ان الحكومة "لم تستجب الى الحلول التي طرحتها الوزارة للسيطرة على الفيضانات منها قصف السد او السيطرة عليه". كما جدد تأكيده على ان المصب العام "النهر الثالث" سيمنع تدفق المياه الى داخل بغداد .
وأعلنت محافظة بغداد الخميس الماضي، عن نزوح العديد من الأسر وغرق 41 مدرسة في قضاء أبو غريب، غربي العاصمة، بسبب فيضان مياه نهر الفرات اثر تلاعب المسلحين بسدة الفلوجة، وفيما وجهت بإرسال 500 خيمة لإخلاء العوائل النازحة وأنابيب بسعات كبيرة لسحب المياه، طالبت وزارة التربية بتوفير أماكن بديلة للطلبة لأداء امتحاناتهم.
وكان نواب عن بغداد اتهموا الحكومة بافتعال الأزمة في أبو غريب، او التباطؤ في حالها، لمنع سكان القضاء الذين يقدر عددهم بـ750 الف نسمة من الذهاب الى صناديق الاقتراع.
وقال النائب عن بغداد طلال خضير الزوبعي لـ "المدى" امس ان الأضرار في قضاء أبو غريب "كبيرة جدا"، وان المدارس التي غمرتها المياه وصلت الى 60 مدرسة، فيما الفيضانات تمتد وبسرعة باتجاه بغداد، وأشار الى ان "اكثر من عشرة آلاف منزل تضررت بالكامل، جراء الفيضانات، ونزح المئات من العوائل"، فيما يؤكد استمرار عمليات القصف والاعتقالات في القرى التي تقع على اطراف القضاء والقريبة من مدينة الفلوجة، كما يشير الى ان الفيضانات وصلت الى مدينة النصر والسلام، والتي تبعد 8 كيلومترات عن بغداد، والماء اصبح قريبا جدا من "مقبرة أبو غريب"
ويؤكد الزوبعي سقوط عدد من الضحايا بسبب الفيضانات، وانهيار عدد من سقوف المنازل، ووجود حلات غرق وصعقات كهربائية، كاشفا عن غرق 29 مركزا انتخابيا بالكامل، كما انتقد الحلول البطئية للحكومة والوزارات المعنية في إيجاد حلول لتخفيف الأضرار عن الأهالي، الذين يقول عنهم بان معظمهم مزارعون ويعملون بأعمال بسيطة لاتمكنهم من السكن في كردستان او إيجار منازل في بغداد.
بالمقابل كشف مسؤول محلي في قضاء أبو غريب عن وضع "مجلس المحافظة خطة طوارئ للسيطرة على المياه المتدفقة في القضاء"، ووصف المياه التي تغمر الأراضي في أبو غريب بـ"غير المتوقعة"، مشيرا الى ان الحواجز الترابية التي صنعها الجيش "لم تصمد أمام قوة الماء المندفع بقوة".
وقال عضو مجلس المحافظة عباس الحمداني لـ"المدى" ان "قطعات الجيش والجهد الهندسي، تعمل بشكل مستمر على إنشاء سواتر ترابية، لمنع استمرا تدفق المياه"، كما يؤكد "وجود خطة لتوفير خيم ومساعدات للنازحين بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة في العراق(يونامي).
وفيما اكد الحمداني تلف كل المزروعات في الأراضي المغمورة بالمياه والتي تقدر أضرارها بمئات الملايين، دعا الى "الحشد الوطني" لكل الوزارات، لخطورة الموقف. مؤكدا ان الخسائر المادية "كبيرة جدا" والكثير من المنازل أصبحت آيلة للسقوط.
ويقول المسؤول المحلي ان الاجراءات في القضاء للسيطرة على المياه، تتلخص بفتح قنوات جديدة لتوجيه الماء الى الأراضي الزراعية الخالية من السكان، بعد ان غمرت المبازل بالمياه ولم تعد قادرة على استيعاب كميات اضافية، محذرا من وصول الماء الى مناطق الشعلة والعامرية وحي الجهاد والمناطق المحيطة بمطار بغداد خلال 72 ساعة اذا لم تتم السيطرة على سدة الفلوجة.
وسيطر مسلحون في بداية شهر نيسان الحالي على سدة الفلوجة، واغلقوا البوابات ما تسبب بقطع ماء الفرات الذي يعتمد عليه قرابة 10 ملايين مواطن في محافظات الفرات الأوسط والجنوب، قبل ان تعلن الموارد المائية إعادة فتح جزء من البوابات.
الى ذلك قلل مستشار وزير الموارد المائية عون ذياب في تصريح لـ"المدى" من خطورة وصول مياه الفيضانات الى بغداد، مشيرا الى وجود "المصب العام" والذي يعرف باسم النهر الثالث، الذي سوف ينقل الماء من "بعد سجن أبو غريب" الى مدينة الناصرية.
ويؤكد ان المصب العام سوف يمنع وصول الماء الى داخل مدينة أبو غريب، لكنه يقول ان الإجراء الأسلم هو السيطرة على سدة الفلوجة، ويكشف عن طلب وزارة الموارد المائية من الحكومة بالقيام بعدة اجراءات منها "مسك السدة، او تخريبها لتتم السيطرة من السدود التي تسبقها في الأنبار، او ضرب السدة الترابية المجاورة لها، او كسر الضفة اليمنى للقناة الموحدة"، لكنه يقول ان اي اجراء من هذا القبيل لم يتخذ.
https://telegram.me/buratha