كشف نائب عن بغداد، اليوم الثلاثاء، عن سيطرة الارهابيين على مناطق لا تبعد إلا كيلومتراً واحداً عن سجن بغداد المركزي في أبو غريب، غربي بغداد، ووصولهم إلى مناطق ملاصقة للقضاء، مبيناً أن الوضع الإنساني في المنطقة بات "جحيماً" بسبب السلوك "غير المهني" للقوات الأمنية والاعتقالات العشوائية للأهالي طوال السنوات الماضية، ما جعلهم طرفاً "غير معنياً بالحرب بين الارهابيين والقوات الأمنية".
وقال النائب عن بغداد، طلال الزوبعي، في حديث إلى صحيفة (المدى)، إن "الارهابيين سيطروا على الفلوجة والكرمة والنعيمية، وجزءاً كبيراً من الرضوانية واليوسفية، وهي مناطق ملاصقة لقضاء أبو غريب، غربي العاصمة بغداد"، مشيراً إلى أن تلك "السيطرة دفعتهم إلى محاولة السيطرة على القضاء ذاته".
وأضاف الزوبعي، أن "الارهابيين باتوا قريبين جداً عن سجن أبو غريب"، مبيناً أن الارهابيين سيطروا على قرية العبادي التي لا تبعد عن السجن سوى كيلومتراً واحداً فقط".
وأوضح النائب عن بغداد، أن "السلوك غير المهني للجيش في تلك المناطق خلال السنوات الماضية، أوجد فجوة كبيرة بين السكان والقوات الأمنية"، كاشفاً أن "الأهالي رفضوا حمل السلاح ضد الارهابيين أو الجيش، واعتبروا أنفسهم خارج الصراع بين القوات الأمنية والارهابيين".
وعزا الزوبعي، التزام أهالي أبو غريب موقف "الحياد" إلى "العمليات الانتقامية التي يقوم بها الجيش، كلما تعرض إلى ضربات من الارهابيين أو خسارة كبيرة بآلياته، إذ يبدأ بالاعتقالات العشوائية وإهانتهم بشتى الوسائل".
وتحدث الزوبعي عن "تضييق أمني مشدد، واعتقالات تتم أحيانا بحق المواطنين بسبب اسمائهم التي تدل على انتماءهم لمكون معين"، عاداً أن "الوضع الإنساني أصبح جحيماً في أبو غريب، تزامناً مع غرق عدد من القرى وتدمير منازل الأهالي وهلاك زراعتهم ومواشيهم".
إلى ذلك روى شهود عيان في أبو غريب، إلى صحيفة (المدى)، أن "نقاط التفتيش في القضاء تضيق الخناق على السكان، وتفرض حظرا للتجوال يبدأ من السابعة مساءً إلى السابعة صباحاً"، مؤكدين أن "القوات الأمنية ترفض خروج أو دخول أي شخص إلى القضاء خلال ساعات الحظر حتى لو كان لأمر طارئ".
واشتكي سكان أبو غريب، من "تأخرهم في الوصول لأماكن عملهم، بما في ذلك الطلبة الجامعيين"، مبينين أنهم "يسمعون أصوات اشتباكات في أطراف القضاء منذ بداية نيسان الحالي".
على صعيد متصل قال عضو في مجلس بغداد عن أبو غريب، إن "الوضع في القضاء غير مستقر أمنياً وإنسانياً"، مؤكداً "تضرر عدد من السكان بسبب الفيضانات، وتأثر أبو غريب بالأحداث الجارية في الفلوجة".
وذكر عباس الحمداني، في حديث إلى صحيفة (المدى)، أن "العمليات العسكرية في المناطق التابعة للفلوجة مثل الكرمة والصقلاوية، أثرت بنحو كبير على القضاء، الذي يشهد تدفق ارهابيين من تلك المناطق"، نافياً "وجود ارهابيين يسيطرون على مناطق داخل أبو غريب".
وتابع الحمداني، أن "الاشتباكات التي تحدث في القضاء بين حين وآخر هي عمليات فردية"، كاشفا عن "وجود تعزيزات عسكرية كبيرة في القضاء".
بالمقابل قال خبراء في الشؤون الأمنية، إن "تحركات الارهابيين تشكل مشاغبات، وليست ذات طبيعة استراتيجية، للوصل إلى حزام بغداد"، عادين أن "المسلحين لم يبدأوا معركتهم الحقيقية بعد في حزام بغداد".
وبينوا أن "حزام بغداد الشمالي والغربي والجنوبي، هو الأهم من مركز العاصمة، لأن سكانه من الأغلبية السنية، وهي آخر حواضن القاعدة في الأعوام الممتدة من 2005 إلى 2007، وأن الارهابيين يسعون للوصول إلى تلك البقعة، مستغلين الفجوة الكبيرة بين السكان والقوات الأمنية، ونظرتهم إليها كقوات طائفية، فضلاً عن أن الارهابيين يعلمون بوجود أسلحة موضوعة في مخازن تعود لجيش النظام السابق، ما تزال غير مكشوفة للقوات الأمنية، وهم يعلمون بمكانها".
https://telegram.me/buratha