انتقد صحافيون دعوا لتغطية أحداث مؤتمر بغداد الدولي لمكافحة الإرهاب، اليوم الأربعاء، أداء اللجنة التنظيمية للمؤتمر، وعدوا أن إجراءاتها كانت "معقدة وغير مبررة" واتسمت بـ"الانتقائية ومحاباة" القنوات التي وصفوها بـ "التطبيل" لرئيس الحكومة، نوري المالكي، مما حال دون حصولهم على المعلومات اللازمة، في حين عجت مواقع التواصل الاجتماعي بتوجيه سهام "النقد والسخرية" الى "الأخطاء" التي رافقت بث وقائع المؤتمر، ومنها "الرتابة" و سوء الترجمة.
وقال مراسل جريدة (المؤتمر)، وسام الملا، في حديث إلى صحيفة (المدى)، إن "اللجنة التحضيرية المسؤولة عن مؤتمر مكافحة الإرهاب، لم تكن موفقة في التنظيم بسبب الإجراءات الأمنية الروتينية والاحترازات التي عرقلت عمل الصحافيين"، ويضيف "حضرت العديد من المؤتمرات الدولية والمحلية، ولم أر أسوأ من تنظيم هذا المؤتمر".
ويبين الملا، أن "الإجراءات الروتينية، وعدم اكتمال الأمور اللوجستية، وعدم منحنا الهويات التعريفية الخاصة، حالت دون الحصول على المعلومات وأربكت عمل الإعلاميين".
من جانبه يقول مراسل قناة (العهد) الفضائية، وليد الشيخ، في حديث إلى صحيفة (المدى)، إن "المواطنين العاديين كانوا يمتلكون معلومات أوفر، لأنهم يتواصلون مع أحداث المؤتمر من خلال البث المباشر الذي أقتصر على قناة العراقية، بينما كان الصحافيون المدعوين للتغطية يجهلون مجريات الأمور برغم كونهم على مبعدة خطوات من قاعته".
ويذكر الشيخ، أن "الصحافيين غادروا مكان المؤتمر بسبب عدم توافر المعلومات واقتصارها على القناة الحكومية، وقناة آفاق التابعة لرئيس الحكومة، نوري المالكي"، ويتساءل "لماذا دعت اللجنة المنظمة وسائل الإعلام للمؤتمر ما دامت المعلومات مقتصرة على قناتي العراقية وآفاق فقط".
إلى ذلك قال مراسل قناة (هنا بغداد)، ياسر الحطاب في حديث إلى صحيفة (المدى)، إن "الصحافيين منعوا من الاقتراب من المدعوين وضيوف المؤتمر، في حين دخل الناطق الإعلامي للمؤتمر، إلى قاعة الاجتماع ولم يخرج، برغم علمه أن العشرات من الصحافيين بانتظاره"، معرباً عن أسفه لأن "الصحافيين، كانوا يتلقون المعلومات من مراسلي قناتي العراقية وآفاق".
على صعيد متصل يقول مراسل (المدى برس)، إن "الجهات المسؤولة منعت الصحافيين من الدخول إلى الصالة الرئيسة للمؤتمر التي تواجد فيها المشاركون، ومنحتهم دقيقة واحدة فقط لالتقاط الصور، قبل أن تجبرهم على مغادرة القاعة".
وأوضح مراسل (المدى برس)، أن "الجهات المسؤولة عن المؤتمر لم تهتم بتأمين أي من أساسيات العمل الصحافي، للإعلاميين الذين دعتهم، وعمدت إلى إدخالهم لغرفة صغيرة تشبه المعتقل، بقوا فيها معزولين عما يجري في المؤتمر وقاعته الرئيسة"، ويركد أن "الصحافيين اعترضوا على تلك الإجراءات وما لمسوه من سوء تنظيم، إلا أن أحداً لم يستمع لهم".
ويقول صحافيون شاركوا في تغطية المؤتمر، طلبوا عدم كشف هوياتهم، إن "المعلومات التي توافرت لهم عن الجلسات، كانت "قليلة جداً أو معدومة"، بسبب منعهم من دخول القاعة الرئيسة، ويبينون "تأخرنا ثلاث ساعات انتظاراً لانعقاد مؤتمر صحافي بعد اختتام الجلسة الأولى للمؤتمر، برغم أن اللجنة التحضيرية وعدت بانعقاده في غضون عشر دقائق".
ولاحظ أولئك الصحافيون، أن أجهزة الحاسوب التي وفرتها اللجنة التحضيرية لهم "لم تكن ترتبط بشبكة الانترنت، لذلك لم يتمكنوا من التواصل مع مؤسساتهم أو تزويدها بالمعلومات الخاصة بالمؤتمر"، ويعدون أن باقي الخدمات المرافقة للمؤتمر كانت "مخجلة حيث حوصر الصحافيون في مربع ضيق".
إلى ذلك عجت مواقع التواصل الاجتماعي بانتقادات لوقائع المؤتمر، والتهكم على "سوء تنظيمه".
فقد كتب أحد الناشطين، في صفحته على فيسبوك، قائلاً إن "قناة العراقية، (شبة الحكومية)، التي احتكرت نقل وقائع جلسات المؤتمر لا تمتلك خبرة كافية في هذا المجال"، عاداً أن "بثها لم يكن يليق بالحدث".
وأضاف ذلك الناشط، أن "الترجمة الفورية لوقائع المؤتمر كانت مليئة بالأخطاء اللغوية والنحوية"، مبيناً أن "المؤتمر كان مليئاً بالكلمات المملة التي أكلت وقته، الأمر الذي أجبر المشاهد العراقي على عدم متابعته وتغيير القناة".
وسخر ناشط آخر على فيسبوك، من "الخطأ الفادح الذي وقع به الشخص الذي ترجم كلمة المبعوث الأممي الخاص للعراق، نيكولاي ميلادينوف، في المؤتمر، عندما نقل عنه قوله يجب الاستمرار في الحمار الوطني، بدلاً من الحوار كما كان يقصد".
وانطلقت في العاصمة بغداد، اليوم الأربعاء، أعمال مؤتمر (بغداد الدولي الأول لمكافحة الإرهاب) الذي سيستمر لمدة يومين بحضور رئيس الحكومة، نوري المالكي، ونائب رئيس الجمهورية، خضير الخزاعي، ووزير الخارجية، هوشيار زيباري، وممثلين عن 25 دولة و40 باحثا، وسط غياب ملفت لرئيس مجلس النواب، أسامة النجيفي.
https://telegram.me/buratha