وصف السفير البريطاني لدى العراق مايكل آرون الشعب العراقي بـ "رواد الديمقراطية في العالم العربي وانجازاتهم شكلت مثالا للأخرين في الشرق الأوسط ".
وقال السفير البريطاني في مدونة له اليوم الاثنين ان " العراقيين قدموا تضحيات جمة خلال السنوات القليلة الماضية من أجل انقاذ بلدكم من الصراع الطائفي، ومن أجل إعادة إعماره بعد الرماد الذي تركته الدكتاتورية المتهاوية".
وأضاف "انني وبعد انتهاء فترة العطلة لأغلب العراقيين، فإنني أريد ان أذكر هنا ما أعتقد كونه أهم التحديات التي تواجه العراق ،و الأمور التي يحتاج العراق شعبا وحكومة التعامل معها من اجل تقوية موقعهم كرواد للديمقراطية في العالم العربي".
وتابع آرون إن "إقتصادا قوياً قادراً على تلبية إحتياجات الجميع، هو الأساس للديمقراطية، فمن غير المجدي الدخول في نقاش سياسي عندما لا يكون لديك ما يكفي لتوفير المأكل"، مبينا انه "اذا ما أردنا للإقتصاد ان ينمو، فعلى العراقيين جميعاً، سياسيين ورجال أعمال وعمال، أن يواجهوا آفة الفساد التي تمتص الروح من إقتصادهم".
وأكد انه "لمن المشجع أن نرى العديد من قضايا الفساد وإساءة إستخدام المال العام قد تم تسليط الضوء عليها من قبل الإعلام. كما إنه من المشجع أيضا رؤية الحكومة ومجلس النواب وهما يستجيبان بإجراءات مثل تقليص حجم مجلس الوزراء وتخفيض رواتب كبار المسؤولين".
وأشار آرون الى انه "يوجد المزيد مما ينبغي القيام به، فعملية تنظيم الإقتصاد بشكل أكثر فاعلية عن طريق إقرار التشريعات كقانون النفط والغاز وتعديل قانون الإستثمار تعد أمراً أساسياً"موضحا انه "من المحزن للعراقيين ان يسمحوا لمفاهيم بالية مثل المحسوبية والواسطة ان تعود بهم الى الزمن الذي كان فيه الإقتصاد يوفر فرص العمل والثروة لقلة من الناس".
وعن الجانب الأمني ذكر السفير البريطاني "يعد الوضع الأمني الذي تحسن منذ عام 2006 أعظم إنجازات العراق، ولكن الأحداث التي جرت في الإسبوعين الأخيرين من رمضان ذكرتنا بشكل محزن بان الإرهابيين يبقون على إستعداد لإستخدام أكثر الأساليب وحشية لغرض إشعال الكراهية بين العراقيين الإخوة".
واردف آرون "ولكن متطرفوا القاعدة لا يشكلون لوحدهم كل التهديد الذي يتعرض له العراق، فالميليشيات المرتبطة بايران تحاول هي الأخرى تخريب العملية السياسية عن طريق إطلاق الصواريخ على قلب الحي الحكومي في بغداد".
ونوه الى ان "بإمكان نقاط السيطرة والدوريات ولكن العسكرية ان تعالج الجانب الظاهري من المشكلة فقط، حيث يبقى الشعور العالي بالوحدة الوطنية خط الدفاع العراقي الأقوى بوجه المتطرفين".
وبخصوص العلاقات مع الدول العربية أوضح آرون ان " العراق يمثل منارا ريادياً للديمقراطية في العالم العربي، ولديه الكثير مما يمكن ان يقدمه للمنطقة. ولكن السنوات الاخيرة لم تشهد على الدوام علاقات جيدة بين العراق وجيرانه العرب، وهذا لا يصب في مصلحة أحد"، لافتا الى إن "من شأن ذلك أن يحرم العراق من الاستثمار، وأن يحرم شعوب تونس ومصر وليبيا وسوريا من خبرة العراق في التعامل مع المؤسسات الديمقراطية".
وأكد ان "ضعف العلاقات مع الجيران من شأنة أن يشتت التركيز ويذهب به بعيداً عن القضايا الداخلية الملحة كالفساد والإصلاح".
وشدد السفير البيرطاني على ان " بناء علاقات أفضل مع الكويت يمثل خطوة اولى جيدة، ستؤدي الى خروج العراق من البند السابع من ميثاق الامم المتحدة"، متسائلا أنه "اذا كان بالإمكان ضمان ان الخطط الكويتية لبناء ميناء جديد سوف لن تتداخل مع حرية الوصول الى الموانئ العراقية، فلم لا يتم السعي للخروج من الفصل السابع في اسرع وقت ممكن؟".
ودعا الى " استغلال الفرصة للعمل مع بقية العالم العربي لتحويل العراق الى نقطة إلتقاء تجارية واقتصادية رئيسية. إن بامكان العراق ان يكسب الكثير الكثير، فيما لن يخسر شيئا على الاطلاق".
وبين آرون انه " لا يمكن لأي أحد ان يحدد بثقة اليوم الذي سيتمتع فيه العراقيون بـ 24 ساعة كهرباء كل يوم ، او اليوم الذي لن يتوجب عليهم فيه الإلتفات الى الخلف خشية ملاحقتهم من متطرفين ذوي اجندات أجنبية. ولكن يمكننا القول بالتأكيد بان ذلك اليوم سيحل بشكل اسرع بكثير اذا ما نبذ العراقيون الفساد والواسطة ومحاولات التفرقة بجميع اشكالها، وقاموا بالتركيز على بناء مجتمع يسوده النظام ويصب في تلبية احتياجاتهم"، مؤكد ان "المملكة المتحدة مستعدة للمساعدة والدعم باية طريقة ممكنة
https://telegram.me/buratha

