وصف نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية اسكندر وتوت، الخبر الذي تحدث عن اعتقال السلطات الكويتية "وافدا عراقي الأصل"، بتهمة التجسس لصالح المخابرات العراقية بأنه "تمثيلية جديدة تقف خلفها المخابرات الكويتية، لتواصل بها مسلسل الاستفزازات المتكررة للعراقييين".
وقال النائب وتوت، وهو ضابط تم فصله من الجيش العراقي السابق قبل سقوط النظام لأسباب سياسية، إن "من المستحيل أن يكون الشخص المعتقل في الكويت، أحد عناصر استخبارات النظام السابق، لأن 99 في المئة من عناصر الجهاز السابق هم خارجه الآن، وما بقي منهم هم الكفاءات التي لم تتورط في الدم العراقي، ونحن نسعى إلى أن نستفيد منهم كمدربين أو معلمين، ينقلون خبراتهم لعناصر جهاز المخابرات الجديد، وهم لا يقومون بأي عمل ميداني والامر ينطبق على الاستخبارات العسكرية".
وتابع وتوت، في حديثه لـ"العالم" أمس الأحد، أن "التجسس يحتاج إلى بناء محطات خارجية متطورة لجمع المعلومات، تتناسب مع التطورات الحديثة على صعيد التدريب والأجهزة ذات التكنولوجيا المتطورة، وربع ذلك غير متيسر للعراق، فكيف نبعث بالجواسيس، ومن أجل ماذا؟"، مواصلا تساؤلاته "من سمح لنا بأن نلتقط الأنفاس، كي نبني استخبارات داخلية تحمي المواطنين من الإرهاب داخل العراق، حتى نفكر في بناء جهاز مخابرات، يبعث بالجواسيس إلى الخارج، كي يجمعوا لنا المعلومات؟".
وعن أهداف هذا الخبر، يرى وتوت الذي عمل محافظا لبابل بعد سقوط النظام، أن "الأمر جزء من المناورات الكويتية، التي تريد أن تقنع شعبها بأن العراق ما زال لديه أطماع بالكويت، وهو ينطوي على الرسالة نفسها بالنسبة للدول العربية والعالمية"، مستدركا بالقول "لكن العالم بات يدرك حجم الاستفزازات التي نتعرض لها من الجارة الكويت، ولن تنطلي عليه هذه المناورات".
وأعرب وتوت عن أسفه "لاستمرار الكويت في تأزيم الأوضاع مع العراق، فهي تثير بين فترة وأخرى ملف الخلافات الحدودية البرية والبحرية، كما أن الاعتداء على الصيادين العراقيين لم ينقطع، وجاءت مشكلة ميناء مبارك لتعقّد الأمور أكثر وأكثر، ونحن لا نعلم لم يفعلون ذلك معنا، وما الذي يمكن أن نقدمه كي نثبت سلامة نيتنا، وأن لا أطماع لدينا في الكويت، وأننا لا نريد منهم ومن غيرهم إلا أن يتركونا بسلام؟".
يشار إلى أن الموقف الرسمي العراقي الأخير الخاص بميناء مبارك، يؤكد أن الكويت اقتنعت بإلغاء المرحلة الرابعة منه، والتي تتضمن إلغاء بناء "كاسر الأمواج"، ما يبدد المخاوف العراقية، لكن خبراء يؤكدون أن الكويت ستضطر الى ان تعيد بناء "كاسر الأمواج" يوما ما، لأنه ضروري جدا لاستمرار مينائها بالعمل.
وخلص نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي إلى أن "النواب العراقيين لن يسكتوا على تلك الاستفزازات طويلا، ويخطئ من يتصور أننا سنواصل حصر المشكلات بين الدولتين، لتحل بالطرق الدبلوماسية، لأن الأمور يمكن أن تتطور إلى التدويل، وحينها سيكون لكل حادث حديث".
تعليق وتوت جاء على خبر نشرته صحيفة (الانباء) الكويتية في عددها الصادر يوم أمس، بعنوان "جاسوس عراقي في حولي"، أكدت فيه أن "جهاز أمن الدولة (الكويتي) أوقف يوم أمس الأول (الجمعة) وافدا عراقي الأصل، ويقيم في البلاد بصفة (غير محدد الجنسية/ بدون)، لتخابره مع العراق، وتزويد السلطات هناك بمعلومات حساسة عن منشآت مهمة في البلاد".
مصدر أمني كويتي، قال للصحيفة إن "توقيف الجاسوس العراقي جاء في أعقاب معلومات عن أن الجاسوس، ويدعى (أبو أحمد) ويعمل في إحدى شركات الاتصالات، يقوم بالتواصل مع المخابرات العراقية، وتزويدها بمعلومات حساسة".
وأشار المصدر إلى أن "التحقيقات الأولية مع الجاسوس العراقي، خلصت إلى أن لديه علاقات وطيدة مع أشخاص يلتقي بهم في شاليهات وديوانيات ومقاه في حولي"، لافتا إلى ان الوافد "أقر بأنه يتواصل مع المخابرات العراقية".
وتابع المصدر "تبين أن الجاسوس أقر بأنه كان عسكريا سابقا في نظام المقبور صدام حسين، ودخل إلى الكويت بصورة غير شرعية وادعى انه (بدون)، وأقام في البلاد منذ سنوات بهذه الصفة".
وعن حيثيات اعتقال المتهم، كشف المصدر عن أنه "حاول تجنيد مواطن، إلا ان هذا المواطن أبلغ الأجهزة الأمنية بمحاولة تجنيده من قبل الجاسوس العراقي
https://telegram.me/buratha

