أعلن التيار الصدري أن قراره يتمتع بالاستقلالية التي تجعل من قراراته الوطنية بعيدة عن أي ضغوط، مطالبا المتظاهرين بأن يمنحوا الحكومة فرصة أكبر لإثبات الذات والتفاوض من أجل إخراج القوات الأميركية، فيما أكد ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي، أنه لا يحتاج إلى القوى الخارجية كي يحل أزمات داخلية، وأنه لن يقف بوجه التظاهرات التي يتوقع لها أن تخرج في بغداد في التاسع من الشهر الحالي.
العضو البارز في كتلة الأحرار الصدرية أسماء الموسوي، نفت "خضوع التيار الصدري لأي ضغوط، من أجل إلغاء التظاهرات التي دعا إليها"، مؤكدة أن "قرار التيار الصدري مستقل، ولا يخضع للضغوط الداخلية او الخارجية، فخطاب التيار الوطني كان قريبا دائما من المصلحة الوطنية في البلاد".
وقالت الموسوي "على هذا الاساس، اعلن التيار الصدري عن انه لا يجد غضاضة من التظاهر، على اعتبار ان النظام الديمقراطي في البلاد يؤمن بذلك".
وعن إمكانية أن تشهد بغداد قريبا تظاهرات مليونية، سبق للتيار الصدري أن أعلن عنها، قالت الموسوي "لا يوجد بيان للصدر يلزم من خلاله اتباعه الخروج بمثل هكذا تظاهرات"، لكنها استدركت بالقول "نحن نتعاضد مع كل المتظاهرين الذين يخرجون باحتجاجات سلمية، تطالب بتحسين الخدمات واداء الحكومة".
ولفتت الى ان التيار الصدري "يأخذ بعين الاعتبار أن تكون المؤسسة الوطنية هي من تحمي الشارع العراقي، من أجل ضمان مفاوضات الحكومة مع الجانب الاميركي، التي تتيح اخراج قوات الاخير من الاراضي العراقية نهاية العام الحالي"، مشددة على أن "التيار الصدري يتصرف على هذا الاساس، ووفقا لفلسفته التي تلح على ضرورة اخراج المحتل وتسلم الملف الامني للقوات العراقية".
ونفت الموسوي إمكانية أن يعمد التيار الصدري الى منع أتباعه من الخروج في تظاهرات الجمعة المقبلة، قائلة "من يرد التظاهر فليخرج، لكن قبل كل شيء على المتظاهرين اعطاء فرصة اكبر للحكومة، سواء من اجل اثبات الذات او الانتهاء من المفاوضات العسيرة التي تقوم بها مع الجانب الاميركي".
وكان التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر، قد نأى بنفسه عن التظاهرات المليونية التي ستخرج في التاسع من ايلول الجاري، التي سبق للاخير ان دعا اليها في 26 من الشهر الماضي، تزامنا مع انقضاء مهلة الستة اشهر التي منحها التيار للحكومة.
العضو في الكتلة الصدرية نفسها عدي عواد، أكد من جهته ان "قرار المشاركة في التظاهرات التي تخرج في البلاد، خلال الايام القليلة المقبلة امر متروك للشعب العراقي"، مضيفا "اذا ارتأت جماهير التيار الخروج في تظاهرات فليس هناك اي مشكلة، ولاسيما أننا مع التظاهرات التي تطالب بحل مشاكل المواطن، وأن تكون هناك شفافية في الكشف عن عمل بعض الوزارات المهمة، ولاسيما النفط والكهرباء".
واعترف عواد، بان "هناك من يحاول استغلال خروج التظاهرات سياسيا، من أجل أغراض ضيقة بعيدة عن الخط الذي رسم لها"، لكنه طالب الحكومة في الوقت نفسه "بضرورة الاستماع مطالب المتظاهرين، وتلبية ما تراه في مصلحة الشعب والحكومة".
ولم يخف عضو كتلة الاحرار بان تظاهرات 25 من شباط الماضي "جاءت بنتائج وإن كانت قليلة، وعليه يجب على الحكومة أن تصغي لمطالب الشعب الذي عانى كثيرا بسبب سوء الخدمات".
ويشهد العراق منذ 25 شباط الماضي تظاهرات جابت أنحاء البلاد، تطالب بالإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد المستشري في مفاصل الدولة، نظمها شباب من طلبة الجامعات ومثقفون مستقلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في شبكة الانترنت
https://telegram.me/buratha

