قالت صحيفة صنداي تلغراف ، ان تقريرا مستقلا في كيفية وفاة موظف الفندق بهاء موسى اثناء احتجازه لدى البريطانيين في العراق سوف يبرئ ساحة الجيش من ممارسة التعذيب الممنهج، مشيرة الى ان التقرير سوف يوجه "انتقادات" الى عدد من افراد القوة التي داهمت مقر عملية الضحية.
وقالت الصحيفة انه على الرغم من ذلك سوف توجه الوثيقة انتقادا لسلوك افراد عسكريين ويسلط الضوء على "سلسلة من الاخفاقات" في سلسلة القيادة العسكرية. ومن المتوقع ان تنشر النتائج الرسمية للتحقيق الذي دام 3 سنوات في مقتل المواطن العراقي بهاء موسى واساءة معاملة محتجزين عراقيين اخرين كانوا معه في 8 من ايلول/ سبتمبر المقبل.
وكان موسى، 26 عاما وهو اب لطفلين، تعرض لـ93 اصابة في اثناء احتجازه لدى الفوج الاول من كتيبة لانكشاير الملكية في البصرة العام 2003. وصدر امر عام 2008 بتشكيل لجنة تحقيقية يقودها قاض، ويترأسها السير وليام غيج، واصبحت اكبر عملية لفحص السلوك العسكري في اعقاب غزو العراق.
واستمعت اللجنة الى ادلة شفاهية من 247 شاهدا ادلوا بافاداتهم على مدى 115 يوما من جلسات الاستماع بين تموز/ يوليو 2009 حتى تشرين الاول/ اكتوبر 2010. وطبقا للصحيفة فان اللجنة التحقيقية وجدت ان لا دليل على ان جنودا بريطانيين مارسوا جملة من الاعتداءات والتعذيب والقتل ضد متمردين مشتبه بهم خلال احتلال جنوب العراق.
وعلى الرغم من ذلك، سوف يوجه التقرير اتهاما لافراد سابقين من الفوج من "رتب عالية" وضباط كبار وجنود بالتقصير في الواجب. كما سيوجه التقرير انتقادا الى طبيعة التحقيق الاصلي الذي اجري في كيفية وفاة موسى.
وكان موسى يعمل موظف استقبال في فندق ابن الهيثم في البصرة عندما داهمت قوة من الجيش البريطاني الفندق في ساعة مبكرة من يوم 14 من ايلول/ سبتمبر من العام 2003. وقالت الصحيفة انه بعد عثور القوة البريطانية على بنادق من طراز AK-47، وبنادق رشاشة، ومسدسات، وبطاقات هوية مزيفة وملابس عسكرية، القت القبض على موسى وعدد من زملائه واقتيدوا الى مقر كتيبة بريستن.
وفي مقر الكتيبة، مارس الجنود البريطانيون بحق المحتجزين العراقيين معاملة سيئة، من بينها اساليب "تكييف" تحظرها الحكومة البريطانية منذ العام 1972، من قبيل تغطية الرأس، والحرمان من النوم، والاجبار على الوقوف بأوضاع مؤلمة، حسب ما قال شهود للجنة التحقيق.
وابقي كيس الرأس على موسى لمدة تقرب من 24 ساعة، وهي المدة التي قضاها في المعتقل البريطاني. وتوفي في حوالي الساعة 10 مساء في 15 ايلول/ سبتمبر.
وكانت زوجته البالغة من العمر 22 عاما توفيت لاصابتها بمرض السرطان قبل مدة قصيرة من اعتقاله وموته، تاركة طفليهما الصغيرين، حسين وحسن، يتيمين. وواجه سبعة جنود بريطانيين، من بينهم الضابط السابق خورخي مندوكا، تهما تتعلق بممارسة سوء معاملة السجناء، في محكمة عسكرية رفيعة مستوى في العامين 2006 و2007. الا ان المحاكمة اسفرت عن تبرئتهم جميعا من التهم، باستثناء العريف دونالد بين، الذي الذي اصبح اول فرد في القوات المسلحة البريطانية يتلقى ادانة على خلفية ارتكابه جريمة حرب بعد اعترافه بارتكاب الذنب في ممارسة اساءة معاملة مدنيين.
ووافقت وزارة الدفاع البريطانية في تموز/ يوليو عام 2008 على دفع 2.83 مليون باوند كتعويض لعائلات موسى وتسعة من العراقيين الذين تعرضوا لاعتداءات جنود بريطانيين. ومن المتوقع ان يستدعى المعتقلون الاخرون ووالد موسى الى حضور تحقيق علني شامل بشأن الحادث في اعقاب صدور التقرير.
وكانت صحيفة تلغراف البريطانية نشرت تقريرا في 22 من ايلول/ سبتمبر 2009 قالت إن “التحقيق بمقتل العراقي بهاء موسى افتتح بإدانة من جميع الأطراف لتصرفات جنود من فوج لانكشاير”.
وأضافت إن “من المقرر أن يدلي ما يزيد عن 150 جنديا بشهاداتهم في التحقيق الذي أمرت بفتحه وزارة الدفاع البريطانية بمقتل السيد بهاء موسى بعد محاكمة عسكرية انتهت بتبرئة 6 من الجنود المتورطين في الحادث”.
ونقلت الصحيفة عن محامي أسرة بهاء موسى ومعتقلين آخرين معه، رابندر سنغ، قوله في كلمته الافتتاحية في جلسة الاستماع في العام 2009 إن “هذه القضية لا تتعلق فقط بضرب أو ببضع تفاحات فاسدة؛ بل إن هناك شيئا فاسدا في البرميل كله”.
https://telegram.me/buratha

