اثارت مسألة منح الاجازات للمطاعم في بغداد التي تفتح ابوابها في نهار شهر رمضان ، جدلا كبيرا بسبب الارقام التي عدّها البعض خيالية لقاء الفوز بمزايدة فتح مطعم.واحدثت الاسعار العالية لاجازات فتح تلك المطاعم ، تمايزا بين اصحاب المطاعم الكبيرة والصغيرة.يذكر ان محافظة بغداد تقوم بمنح هذه الاجازات لاصحاب المطاعم عن طريق فتح المزاد العلني امام الراغبين بالمشاركة ، ويحدد السعر حسب ما تنتهي منافسة اصحاب المطاعم ، ويتم الاخذ باعلى سعر يدفعه احد اصحاب المطاعم.والقى عضو مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي ، باللائمة على اصحاب المطاعم الكبيرة في هذا التنافس ، والذي دفع احدهم سعرا وصف بالخيالي قارب الـ 80 مليون دينار .وقال " ان سعر الاجازة يتم منحها بمزايدة علنية ، وعادة ما تنطلق من 3 ملايين دينار فما فوق ، وتعتمد على نوع ومكان المطعم ".واضاف " من وجهة نظري الشخصية ، لست راضيا عن الموضوع ، والطريقة التي يتم من خلالها تنظيم الامر ، ولاننا في مجلس محافظة بغداد ما زلنا لم نشرع قانونا خاصا بتنظيم الممارسات التي لها علاقة بالافطار في شهر رمضان المبارك ".واوضح :" ان القانون يعطي الحق لمجلس محافظة بغداد بتشريع الامور المحلية ، وان القانون رقم 21 يضمن هذا الحق ، وكان من المفروض ان نشرع قانونا خاصا بهذا الشهر خاصا بالمطاعم والكافتريات وكل ما يتعلق بالاكل والشرب فيه ، بتعليمات وضوابط ليس فيها ظلم او تباين طبقي او اجتماعي او مناطقي ".وتابع الربيعي :" ان تأخر مجلس محافظة بغداد بتشريع هذا القانون ، جعل الامر ينتقل الى السلطة التنفيذية في محافظة بغداد ، التي هي من قامت بعملية المزاد ".وذكر :" ان من رفع اسعار المزايدات هم اصحاب المطاعم الكبيرة انفسهم ، اذ وصل سعر المزايدة في مدينة الكاظمية للمطعم الواحد الى 73 مليون دينار ، والكرادة وصل الى 13 مليون دينار ".ودفع هذا الامر ، اصحاب مطاعم صغيرة ومواطنين الى التذمر ، لخلو مناطقهم من مطاعم مجازة تفتح ابوابها في شهر رمضان.وقال محمد عزيز /صاحب مطعم صغير في البتاويين/ :" ان الاجازة الواحدة لمثل مناطقنا قد تصل الى 5 ملايين دينار فما فوق ، وهذا المبلغ كبير بحيث لا يستطيع توفيره اي مطعم من المطاعم الموجودة هنا ".واوضح :" ان عمل المطاعم الصغيرة ليس مثل المطاعم الكبيرة التي تزيد من اسعار الخدمة في شهر رمضان ، لتقوم بسد المبالغ الطائلة التي دفعتها من اجل الحصول على الاجازة ".اما كريم حسون /صاحب مطعم صغير في البتاويين ايضا/ فذكر لـ/نينا/ :" ان اصحاب المطاعم الصغيرة لا يستطيعون ادخار مبالغ كبيرة ، اذ يعمل صاحب المطعم على قدر ما يحتاجه بيته من مصروف يومي ".واضاف :" ان اصحاب المطاعم الكبيرة يستطيعون رفع اسعار ما يقدموه من طعام بشكل خيالي وبهذا يستطيع الحصول على الاجازة ".الى ذلك رأى عدنان سلمان /صاحب صالون حلاقة/ ان عدم منح اجازة لمطعم صغير يتناسب مع دخل المواطنين المحيطين بالمطعم ، يعدّ ظلما كبيرا ، سيما وان اعدادا كبيرة هم من المرضى ولا يستطيعوا صيام شهر رمضان ".ودعا مجلس ومحافظة بغداد ، الى اعداد ضوابط واضحة وثابتة لتوزيع هذه الاجازات بعدالة كبيرة وتطال ايضا المطاعم الصغيرة ، التي عادة ما توجد في مناطق فقيرة ، تتناسب اسعارها مع الدخل المحدود لسكنة هذه المناطق.ويشير اغلب اصحاب المطاعم القدماء الى ان اجازة فتح المطاعم في شهر رمضان لم تكن تكلف كثيرا من المال والجهد والاجراءات وخاصة في فترة ما قبل سبعينات القرن الماضي ، ما عدا الالتزام الدقيق بتعليمات الجهات المانحة للاجازة فيما يخص عدم اظهار الافطار العلني في المطعم تحت اي شكل من الاشكال مع وجود رقابة صارمة على المطاعم على عكس ما يحصل اليوم.ويشيرون الى انه في فترة ما قبل عام 2003 فان اعلى مبلغ سجل لاجازة فتح مطعم لم يكن يتجاوز المليون دينار باي حال من الاحوال
https://telegram.me/buratha

