انتقدت الأمم المتحدة، السبت، القطاع النفطي في العراق لعدم توفيره فرص عمل متلائمة مع دوره الاقتصادي، وفيما أعربت عن قلقها من أعداد النساء العراقيات اللواتي لا يتلقين التعليم الابتدائي والثانوي، طالبت الحكومة العراقية بمواجهة الأمر وتوفير الأيدي العاملة، كما دعت "شركاء التنمية" إلى الارتقاء لمستوى مسؤولياتهم تحت إطار إعلان باريس وتنفيذ أنشطة التنمية في العراق.
وقال ممثل بعثة الأمم المتحدة في العراق آد ميلكرت في ندوة عقدتها هيئة المستشارين في مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي وحضرتها "السومرية نيوز"، إن "الشباب والنساء يشكلون القطاع الأكبر من السكان في سن العمل"، مبينا أن "عدم تمكن عدد كبير من هؤلاء من إيجاد فرص العمل سيكون له عواقب جمة تثقل كاهل المجتمع العراقي".
وأوضح ميلكرت أن "قطاع النفط في العراق لا يوفر فرص عمل تتناسب مع دوره في الاقتصاد"، مشيرا إلى أن "واردات القطاع النفطي في العراق تبلغ 65% من إجمالي الناتج المحلي في حين يوفر هذا القطاع فرص العمل لواحد في المائة فقط من القوة العاملة".
وأشار ميلكرت إلى أن "أكبر تحد وأكبر فرصة في الوقت نفسه أمام العراق تكمن في دمج النساء والفتيات في الاقتصاد والمجالات الثقافية"، مشددا على ضرورة " تحقيق المساواة بين الجنسين لتسريع وتيرة التقدم ودعم تحقيق مخرجات التنمية الشاملة القائمة على تمكين المرأة".
وبين ممثل الأمم المتحدة في العراق أن "عدد الفتيات اللواتي يتخطين المرحلة الجامعية بنجاح يفوق عدد الفتيان في العديد من بلدان العام كما في بلدان المنطقة، في حين يبقى عدد الفتيات في العراق اللواتي لا يتلقين التعليم الابتدائي أو الثانوي مصدر قلق بالغ"، داعيا "الحكومة إلى بذل جهود قوية ومقنعة لمواجهة هذا الوضع".
وكان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق آد ملكيرت، كشف في كلمة ألقاها خلال احتفالية نظمتها وزارة الخارجية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، في الثامن من آذار الماضي، أن ربع النساء العراقيات أميات يجهلن القراءة والكتابة، داعية إلى دمج النساء في المجتمع العراقي وتمثيلهن في الحكومة، في حين أكدت وزارة الخارجية إنصاف الدستور العراقي للمرأة التي بدأ صوتها يعلو في العراق.
ودعا ميلكرت الحكومة العراقية إلى "الاهتمام بالقطاعات العامة والخاصة وتوفير اليد العاملة من خلال القطاع الخاص الذي يجب أن توضع قوانين لحمايته وآلية عمل مناسبة ومشاريع يعمل بموجبها للوصول إلى أعمال ذات قطاع خاص مشترك متطور"، مشددا على ضرورة "الاهتمام بقطاع الزراعة والطاقة والتطوير العلمي للوصول إلى الفوائد المشتركة العامة للبلاد، فضلا عن الاهتمام بقطاعات التربية والصحة ونظام الصرف الصحي والمياه".
كما دعا ممثل الأمم المتحدة في العراق "شركاء التنمية إلى الارتقاء لمستوى مسؤولياتهم تحت إطار إعلان باريس وتنفيذ أنشطة التنمية التي تنسجم انسجاما تاما وأولويات التنمية الموضحة في خطة التنمية الوطنية في العراق".
ويضم نادي باريس الاقتصادي مجموعة غير رسمية من الممولين من 19 دولة من أغنى بلدان العالم، وهي تقدم الخدمات المالية مثل إعادة جدولة الديون وتخفيف أعبائها، وإلغاء الديون علي البلدان المدينة والدائنة ويقوم صندوق النقد الدولي بتحديد أسماء تلك الدول بعد أن تؤدي الحلول البديلة قد فشلت.
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي دعا، اليوم، في الندوة ذاتها الدول المانحة إلى الاستمرار بتقديم الدعم للعراق حتى الانتهاء من عملية البناء والأعمار، مؤكدا أن العراق بحاجة للكثير ليعود لمكانته الدولية، فيما لفت إلى أن موارد قطاع النفط والغاز لا تكفي لأعمار البنى التحتية.
وذكر أن مصدر في الأمم المتحدة أعلن في 11 من حزيران الماضي، أن سفراء الدول المانحة للعراق في بغداد وبالتعاون مع البنك الدولي والأمم المتحدة اعدوا جملة ملاحظات حول آليات وقرارات الحكومة بشأن تطوير القطاعين العام والخاص لتعزيز حركة الاقتصاد العراقي، مضيفا أن الإدارة المالية في العراق تطورت بشكل كبير خلال السنوات الأربع الماضية، وأكد المصدر ان دعم الشركات والمصانع المحلية سيأتي بالفائدة على الوضع الاقتصادي العراقي، والتقليل من التضخم المالي في الدولة العراقية.
وكانت الدول المانحة للعراق قررت متابعة آليات وقرارات الحكومة لتحسين الاقتصاد العراقي خلال المرحلة الاقتصادية للوصول الى اقتصاد مستقل يعتمد على الخصخصة ودعم القطاع العام وإصلاح وتحسين أداء الشركات العامة.
وانشأ المانحون الدوليون مرفق الصندوق الدولي لأعمار العراق خلال مؤتمر مدريد لعام 2003 لتسهيل المساعدات لعملية الأعمار بطريقة منسقة وفعالة، ويمتلك المرفق (IRFFI) صندوقين يدير أحدهما البنك الدولي والآخر الأمم المتحدة بتنسيق تام مع السلطات العراقية والمانحين، وتقوم لجنة المانحين التابعة للمرفق (IRFFI) بالاجتماع بشكل نصف سنوي للمصادقة على الاتجاهات العامة ومراجعة التقدم المحرز وتنسيق الجهود والتأكيد على التزامها بالأولويات العراقي.
https://telegram.me/buratha

