كشفت دائرة صحة كربلاء، الأربعاء، عن إصابة نحو 500 شخص بالاختناق جراء العاصفة الترابية التي اجتاحت المدينة مساء أمس، موضحة أن درجات الاختناق تفاوتت شدتها بين الخطرة والمتوسطة، فيما دعت جمعية البيئة العراقية الجهات المعنية إلى دراسة الأوضاع المناخية بشكل معمق ووضع الحلول لظاهرة العواصف الترابية التي تجتاح كربلاء ومدن العراق.
وقال مدير إعلام صحة كربلاء جمال مهدي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "نحو 500 شخص أصيبوا بالاختناق جراء العاصفة الترابية التي اجتاحت المدينة مساء أمس"، مبيناً أن "من بين المصابين 74 طفلاً وعدد كبير من كبار السن ومرضى جهاز التنفسي".
وأضاف مهدي أن "مستشفى الحسين العام بكربلاء استقبل 295 مصاباً بالاختناق من الجنسين، فيما استقبل مستشفى الأطفال 74 طفلاً". وشهدت غالبية المحافظات العراقية، أمس الثلاثاء، عاصفة ترابية أدت إلى انعدام الرؤية في بعض المناطق.
وأضاف مدير إعلام صحة كربلاء أن "مستشفى قضاء الهندية (22 كم شرق كربلاء) استقبل نحو 120 شخصاً أصيبوا بنوبات اختناق جراء العاصفة الترابية التي ضربت كافة مناطق كربلاء".
وأشار مهدي إلى أن "شدة حالات الاختناق التي تعرض لها مئات الأشخاص تفاوتت من شخص لآخر"، لافتاً إلى أن "معظم الذين أدخلوا إلى المستشفيات بسبب الاختناق غادروها بعد تلقيهم العلاج اللازم، وتم إبقاء عدد محدود منهم لحين تحسن حالتهم تماماً".
وبين مدير إعلام صحة كربلاء أن "المستشفيات في المحافظة توضع في حالة إنذار قصوى عند هبوب العواصف الترابية لتقديم المساعدة والعلاج للأشخاص الذين يتعرضون للاختناق بسببها أو بسبب ما قد ينجم عنها من حوادث مرورية".
من جهتها، حذرت جمعية البيئة العراقية من "تزايد العواصف الترابية بسبب التغيرات المناخية التي يشهدها العالم". ورجح مدير الجمعية صباح هلال حسين في حديث لـ"السومرية نيوز" أن "تشهد كربلاء ومدن العراق الأخرى عواصف ترابية طوال أشهر الصيف"،
مؤكداً أن "العواصف الترابية قبل عشرة أعوام كانت موسمية، وأقل تأثيراً مما هي عليه اليوم، لكنها وخلال السنوات العشر الأخيرة كانت عشوائية، ولا يمكن إدراجها ضمن موسم معين".
ودعا حسين الجهات الحكومية المعنية إلى "وضع الحلول والمعالجات العلمية والاستفادة من تجارب الدول الأخرى لمواجهة التصحر والحد من ظاهرة العواصف الترابية"، معتبراً أن "الاكتفاء بزراعة الحزام الأخضر حول كربلاء خطوة غير مجدية".
وتابع مدير جمعية البيئة العراقية أنه "لم يثبت الحزام الأخضر حتى الآن فاعلية في الحد من العواصف الترابية"، موضحاً أن "مساحة الصحراء المحاذية لكربلاء من بعض جهاتها كبيرة ولا يمكن أن يقف بوجهها الحزام الأخضر محدود المساحة".
ولفت حسين إلى "ضرورة اللجوء إلى ما يعرف بمعامل صناعة الأوكسجين حول المدن للتقليل من آثار العواصف الترابية"، موضحاً أن "هذه الطريقة تقوم على أساس تعدد الأحزمة الخضراء، فلو قامت الجهات المعنية بتدعيم الحزام الأخضر الموجود حاليا بحزام ثان وثالث، لأمكنها التقليل من تأثير العواصف الترابية".
في السياق نفسه، طالب مدير جمعية البيئة العراقية الجهات المعنية بـ"مناقشة فكرة توزيع أجزاء من المناطق الصحراوية بين مزارعين بهدف زراعتها أو إقامة مشاريع خاصة بالثروة الحيوانية عليها، عبر الاستفادة من المياه الجوفية الموجود بكثرة في هذه المناطق"، مضيفاً إن "ذلك سيحد بنسبة مشجعة من تأثير العواصف الترابية على كربلاء".
بدوره، دعا مدير مستشفى الحسين العام الدكتور نذير الربيعي في حديث لـ"السومرية نيوز"، المواطنين إلى "اتقاء الآثار السلبية للعواصف الترابية من خلال استخدام الكمامات الرطبة لحماية أجهزتهم التنفسية بنسبة جيدة".
https://telegram.me/buratha

