أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، الثلاثاء، أن موقف العراق ثابت في دعم المطالب الشعبية في الدول العربية لتقرير مصيرها، مشيراً الى أن العلاقة مع البحرين تعد علاقة خاصة بسبب التواصل التاريخي والديني والقومي إضافة إلى أن الغالبية الشيعية في البحرين ولاؤها لمرجعية النجف.
وقال زيباري في مقابلة خاصة لقناة "السومرية الفضائية"، ستعرض مساء اليوم، إن "سياسة العراق ثابتة إزاء كل الدول العربية التي شهدت تظاهرات شعبية سواء في تونس، مصر، ليبيا، البحرين، اليمن، سوريا، فنحن مع هذه الشعوب في تقرير مصيرها وخياراتها السياسية".
وتشهد عدد من الدول العربية احتجاجات حاشدة للمطالبة بتنحي رؤسائها وتغيير نظام الحكم فيها احتجاجات منذ شباط الماضي، بشكل لا سابق له، استلهم فيها عشرات الآلاف من المتظاهرين أحداث ثورتي تونس ومصر اللتين أطاحتا بالرئيسين التونسي زين العابدين بن علي، والمصري حسني مبارك.
وأضاف زيباري أن "موقفنا الرسمي ضد استخدام العنف والقمع ضد التظاهرات السلمية في أي من هذه الدول، أما الأمور الأخرى فهي شأن داخلي لكل بلد، وسوف لن نكون أوصياء على الأنظمة السياسية في كيفية طبيعتها أو أسلوبها".
وأشار زيباري إلى أن "علاقة العراق مع دولة البحرين علاقة خاصة، وربما هذه من المسائل التي لم يتابعها الكثير من الناس"، مبيناً أن "البحرينيين من أكثر الشعوب التي كانت مهتمة بالوضع العراقي بسبب التواصل التاريخي الديني القومي، فضلاً على أن غالبية البحرينيين الشيعة ولاؤهم لمرجعية النجف وليس لأي مرجعية أخرى".
ولفت وزير الخارجية إلى أن "العراق أكد على أن دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين ربما سيعقد المشكلة وسيثير نزاعات طائفية، ولكن نحن مع الحوار الوطني السلمي ومع الشعب البحريني في تطلعاته الديمقراطية"، موضحاً أن "تصريحات بعض السياسيين العراقيين بهذا الشأن سبب إرباكاً وأشكاليات لنا".
ودخلت قوة من درع الجزيرة تتألف من نحو ألف جندي، البحرين في ساعة مبكرة، في الـ 14 من آذار الماضي، عبر جسر حدودي إضافة إلى مائة وخمسين ناقلة جند مدرعة وخمسين مركبة أخرى من بينها عربات إسعاف وصهاريج مياه وحافلات وسيارات جيب، ويشير مصدر رسمي سعودي إلى أن هذه القوة تعتبر جزءاً من قوة مجلس التعاون الخليجي التي ستحرس المنشآت الحكومية، فيما قال شهود عيان أن القوات السعودية توجهت إلى الرفاع وهي منطقة تعيش فيها الأسرة المالكة وتضم مستشفى عسكرياً.
وشكلت دول مجلس التعاون الخليجي عام 1982 قوات درع الجزيرة، ويقع مقرها في المملكة العربية السعودية في محافظة حفر الباطن قرب الحدود العراقية والكويتية، وتتألف القوة من فرقة مشاة آلية بكامل إسنادها، تضم أكثر من 30 ألف عسكري، من عناصر دول التعاون الست وهي السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت، وقطر، والبحرين، وعمان، ودخلت قوات درع الجزيرة الكويت عام 2003، أثناء حرب العراق بطلب من الكويت لإجراءات احترازية.
وأضاف زيباري أن "السياسة الخارجية العراقية تشهد أحيانا تدخل أكثر من فئة فيها"، مؤكداً أن "في قضية البحرين كان هناك من يريد قطع العلاقة مع المنامة بسبب ما حصل من مواجهات بين حاكم البحرين والمتظاهرين".
وتابع زيباري أن "العراق ليس فيه رئاسة واحدة بل فيه ثلاث رئاسات (الجمهورية والبرلمان ورئيس الوزراء) وكلها تعطي لنفسها الحق في الإدلاء بالتصريحات، إلا أن ما يصدر عن وزارة الخارجية يمثل الموقف الرسمي في علاقة العراق مع الدول الأخرى"، مشيراً إلى أن "موقف الخارجية لا يتقاطع مع الحكومة ولكن أحيانا تحدث تناقضات".
https://telegram.me/buratha

