أكد محافظ البصرة، الأربعاء، عدم خشيته من قرار مجلس المحافظة بتخصيص جلسة لاستجوابه الأسبوع المقبل على خلفية أزمة الكهرباء، معلناً أن الجيش سوف ينفذ بعد أيام حملة لمكافحة التجاوزات، من شأنها توفير نحو 100 ميغاواط للمحافظة، في وقت حمل فيه شيوخ عشائر الحكومة مسؤولية الأزمة ودعوا المسؤولين العاجزين عن حلها إلى التنحي.
وقال محافظ البصرة شلتاغ عبود خلال اجتماع ضمه مع عدد من شيوخ العشائر بمبنى مجلس المحافظة وبحضور وسائل إعلام إن "أزمة الكهرباء بحاجة إلى وقفة من قبل الحكومة الاتحادية"، مضيفاً أن "مجلس المحافظة يريد أن يستجوب المحافظ وأنا لست خائفاً من الاستجواب، لأنه ليس لدي ما أُخفيه عنهم".
ورفض عبود أن يكون "كبش فداء أزمة الكهرباء التي تمر بها البصرة"، مبيناً بالقول "من غير المعقول أن أكون كبش فداء لأن المسؤولية يتقاسمها الجميع".
وفي سياق متصل، أشار محافظ البصرة إلى أن "أزمة الكهرباء تفاقمت بسبب الأعطال التي تعرضت لها بعض محطات التوليد، فضلاً عن ظاهرة تجاوز المواطنين على الشبكة"، مؤكداً أن "الجيش سينفذ بعد أيام قليلة حملة لمكافحة التجاوزات على شبكة الكهرباء، من شأنها أن توفر نحو 100 ميغاواط".
وشدد عبود على أن "الكهرباء سوف تتحسن بعد تنفيذ عدد من الإجراءات أبرزها قطع الكهرباء عن مصنعي الأسمدة الكيمياوية والبتروكيمياويات ومكافحة التجاوزات وتجهيز الشبكة بـ30 ميغا واط من مولدات شركة نفط الجنوب، علاوة على زيادة إنتاج البارجة التركية واستقرار الخط الذي ينقل الكهرباء من إيران".
وكان أكثر من أربعة آلاف مواطن بينهم شيوخ عشائر ورجال دين تظاهروا، يوم السبت الماضي، بالقرب من مقر مجلس محافظة البصرة وسط المدينة احتجاجاً على تدهور قطاع الكهرباء لكن التظاهرة تخللتها ببعض المناوشات جوبهت بإطلاق نار من قبل القوات الأمنية، مما أدى إلى استشهاد أحد المتظاهرين وجرح ثلاثة آخرين توفي احدهم متأثرا بجراحه، الأمر الذي استدعى تشكيل ثلاث لجان للتحقيق في ملابسات إطلاق النار على المتظاهرين فيما أعلنت اليوم قيادة عمليات البصرة عن إصدارها عقوبات وصفتها بـ"الانضباطية" بحق المقصرين من عناصر القوات الأمنية الذين كانوا يتواجدون في موقع التظاهرة.
وادت التظاهرات التي شهدتها البصرة والعديد من المدن العراقية إلى دفع وزير الكهرباء كريم وحيد إلى تقديم استقالته أمس الأول الاثنين والتي قبلها رئيس الوزراء نوري المالكي اليوم بحسب ما أعلن المناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، في حين أعلن المتحدث باسم وزارة النفط أن مجلس الوزراء قرر تعيين وزير النفط الحالي حسين الشهرستاني وزيرا للكهرباء بالوكالة إضافة إلى منصبه في وزارة النفط.
إلى ذلك، أعرب شيوخ العشائر في مداخلات لهم خلال اجتماعهم بمحافظ البصرة عن امتعاضهم الشديد من تدهور الواقع الخدمي وحملوا الحكومة مسؤولية انهيار قطاع الكهرباء.
وقال الشيخ فيصل عبد الرضا العبادي إن "المعالجات السريعة التي أقرتها الحكومة المحلية لتحسين الكهرباء لا تجدي نفعاً مقارنة بحجم الأزمة"، مضيفاً "نحن نحمل الذين انتخبناهم مسؤولية الأزمة وإذا لم يكن بإمكانهم حلها خلال فترة قصيرة عليهم التنحي عن مناصبهم".
https://telegram.me/buratha