توقع القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان، الأربعاء، أن تتدخل الأمم المتحدة وعدد من الدول لدى المرجعية الدينية في النجف من أجل دعوتها للتدخل في حسم تشكيل الحكومة الجديدة في العراق، خصوصا بعد الرسائل الفرنسية التي تشيد بدور المرجعية، نظرا لثقلها وكونها تقف على مسافة واحدة من الكتل السياسية. وقال عثمان في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "فشل الكتل السياسية في حسم قضية تشكيل الحكومة المقبلة سيتطلب تدخل الأمم المتحدة والمرجعية الدينية في النجف للوصول إلى حل للخروج من أزمة تشكيل الحكومة المقبلة"، مبينا أن "تدخل المرجعية سيحسم قضية تشكيل الحكومة كونها تقف على مسافة واحدة من جميع الكتل السياسية".وأعرب عثمان عن اعتقاده بأن "الأيام المقبلة ستشهد توافد العديد من المسؤولين وممثلي بعض الدول إلى المرجعية الدينية لحثها على التدخل في أزمة تشكيل الحكومة على الرغم من موقفها الذي ابدته من العملية السياسية"، مشيرا إلى أن "المرجعية تؤكد دائما أنها لن تتدخل في العملية السياسية".وكان المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني قد نفى على لسان المتحدث باسمه حامد الخفاف في بيان أصدره في الثامن عشر من الشهر الجاري أن يكون له أي دور في تشكيل التحالف الوطني الذي ضم الائتلاف الوطني العراقي وائتلاف دولة القانون والذي أعلن عنه بداية الشهر الجاري، فيما أكد أن المرجعية لا تدعم أي شخص لرئاسة الحكومة العراقية، بل تقف على الحياد من الجميع.وذكر في البيان نفسه أن "المرجعية الدينية تأمل التوصل إلى تشكيل حكومة كفوءة قادرة على حل مشاكل البلد في وقت قريب، وان لا تحدث أزمة سياسية كبيرة تستدعي تدخل المرجعية الدينية لحلها".واعتبر القيادي الكردي أن "المرجعية الدينية تستطيع أن تؤدي دورا كبيرا في العراق بسبب ثقلها الكبير في الشارع العراقي"، متوقعا أن "تقوم الأمم المتحدة بدعوتها للتدخل لحل أزمة تشكيل الحكومة".وكان السفير الفرنسي بوريس بوالون قد بدأ زيارته إلى مدينة النجف الاشرف ، في الأول من أمس الاثنين، ونقل خلال لقائه المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم رسالة شفوية من الرئيس الفرنسي إلى المرجعية الشيعية في النجف، وخصوصا المرجع الأعلى السيد علي السيستاني تشيد بدورها باستقرار العراق ودعم العملية السياسية خلال السنوات الماضية، كما نقل رسالتين شفويتين إلى الشيخ بشير النجفي، تشيد الأولى بموقفه من العملية السياسية في العراق وتتعلق الثانية بموقف فرنسا من الملف النووي الإيراني.وتأتي رسالة ساركوزي إلى المرجعية الشيعية في النجف الاشرف في وقت تشهد فيه الأوضاع السياسية في البلاد جمودا كبيرا، بسبب عدم وجود اتفاق بين الكتل الفائزة في الانتخابات على تشكيل الحكومة وسط صراع شديد فيما بينها على منصب رئيس الوزراء ورفضها تقديم تنازلات بخصوصه قد تسرع من وتيرة المفاوضات لتشكيل الحكومة، كما أنها تشير إلى وجود رغبة فرنسية بدور للمرجعية الشيعية في إنهاء هذا الملف.ويدور جدل بين الفائزين في الانتخابات حول النص الدستوري المتعلق بأحقية الكتلة الفائزة بتشكيل الحكومة، إذ ينص الدستور العراقي وفق مادته الـ 76 على أحقية الكتلة النيابية الأكبر عددا في تشكيل الحكومة، فيما يصر ائتلاف العراقية (91 مقعدا) على أن النص يشير إلى القائمة الفائزة بالانتخابات، في وقت يعتبر ائتلاف دولة القانون (89 مقعداً) أن النص يعني أي تكتل قد ينشأ نتيجة اندماج أو تحالف أي من الكتل الفائزة بعد الانتخابات.
https://telegram.me/buratha