أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية، الخميس، أن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان حمل مقترحا بتقاسم الكتل الفائزة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة المناصب الرئاسية في العراق، مبينا أن الإدارة الأميركية ترغب بعقد تحالف بين ائتلاف دولة القانون والقائمة العراقية، فيما جدد في الوقت نفسه رفض ائتلاف دولة القانون المقترح الأميركي السابق بتقاسم السلطة بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وزعيم القائمة العراقية أياد علاوي.وكان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان قد وصل إلى بغداد يوم الأول من أمس الثلاثاء، وعقد عدة اجتماعات مع قادة الكتل السياسية.وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ، في حديث لـ"السومرية نيوز"، "إن الإدارة الأميركية مهتمة بالإسراع بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة من دون أن تتدخل في الآليات والتفاصيل"، مبينا أن "دورها يقوم على إسداء النصح والموازنة بين كافة الأطراف السياسية في العراق لأن أي انحياز لأي طرف يضع الإدارة الأمريكية في مأزق" بحسب قوله.وأوضح الدباغ أن "فيلتمان حمل رغبة من الإدارة الأميركية ودعوة لكل الأطراف للإسراع بتشكيل الحكومة وان تمثل جميع الكتل الفائزة في الانتخابات، إذ أنها ترى انه يجب أن تكون هناك على الأقل خطة لتشكيل الحكومة العراقية حتى يكون انسحاب القوات القتالية الأميركية بنهاية آب المقبل سلسا".وكان العراق قد وقع الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة في17 تشرين الثاني، نوفمبر 2008 في أواخر أيام إدارة بوش. وتتناول وضع القوات الأمريكية، وأنشطتها ومراحل انسحابها من العراق والتي تنتهي آخرها في نهاية شهر كانون الأول ديسمبر 2011، على أن تنسحب القوات القتالية في نهاية آب من العام الحالي، الذي سيبقى فيه خمسين ألف جندي أميركي فقط.ولفت المتحدث باسم الحكومة العراقية والقيادي في ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نوري المالكي إلى أن "هناك نقدا من داخل الإدارة الأميركية على وقوفها متفرجة، في مسألة حلحلة الأوضاع لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة وعلى عدم بذلها ما يكفي من الجهود من اجل الإسراع بتشكيلها". وكانت تسريبات صحافية قد أشارت الى أن مساعد وزير الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان حمل مقترحا بتقاسم السلطة زمنيا بين القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي وائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالك، أي تولي كل منهما رئاسة الوزراء لمدة سنتين. كما أشارت التسريبات إلى أن المسؤول الأميركي حمل أيضا مقترحا آخر هو أن يكون نوري المالكي رئيسا للجمهورية وإياد علاوي رئيسا للوزراء وأن يرشح التحالف الكردستاني رئيسا للبرلمان.ونفى الدباغ أن يكون فيلتمان قد طرح فكرة التقاسم الزمني لمنصب رئيس الوزراء بين زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وزعيم ائتلاف العراقية أياد علاوي والتي أشارت إليها بعض المصادر السياسية، إلا أنه ووصف فكرة من هذا النوع بأنها "فاشلة وغير صحيحة ولم تنجح في أي من البلدان المستقرة".وأوضح الدباغ أن "فيلتمان اقترح تقاسم مناصب الرئاسات الثلاث (الوزراء والجمهورية والبرلمان)"، معتبرا أن "التحالف الوطني لديه نفس الرأي، لأنه يعني مشاركة الجميع في الحكومة الجديدة" بحسب قوله.وكان نائب رئيس الولايات المتحدة جوزيف بايدن قد اقترح في زيارته الأخيرة تقاسما زمنيا لمنصب رئيس الوزراء العراقي لمدة سنتين بين نوري المالكي واياد علاوي وهو ما لاقى رفضا من أطراف سياسية.وأكد المتحدث باسم الحكومة العراقية أن "الإدارة الأميركية تريد تحالفا بين دولة القانون والعراقية"، مستدركا انه "لا يوجد هناك أي مانع من تحالف الطرفين، لكن ضمن التحالف الوطني وليس تحالفا منفردا بين ائتلاف دولة القانون وائتلاف القائمة العراقية".واشترط الدباغ أن "تتخلى القائمة العراقية عن مطلبها بتولي منصب رئيس الوزراء كي يتم التحالف بينها وبين التحالف الوطني". وكانت القائمة العراقية قد دعت اليوم الخميس في بيان لها المحكمة الاتحادية العليا إلى إخراج البلاد من أزمتها السياسية الحالية بشأن التفسير الدستوري للكتلة الأكبر في البرلمان العراقي الذي اعتبرته أنه "يسمح بتشكيل حكومتين في العراق"، مطالبة المحكمة بقبول طعن القائمة في تفسيرها للمادة السادسة والسبعين من الدستور العراقي، وإظهار الكتب الذي وجه من قبل المالكي إليها بخصوص تفسير المادة.
https://telegram.me/buratha