قال نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي في حوار موسع مع «العالم» ان السياسي العراقي اليوم يواجه صعوبة في لعب دور المعارض، فإما ان يكون وزيرا أو في السجن، او خارج البلاد، بسبب «تسييس» القوانين وتقصير الدولة في حماية معارضيها،
مؤكدا ان تفرد السلطة التنفيذية في صناعة القرار جاء خلافا للصلاحيات الدستورية، وأن أطروحة «الزعيم القوي» من شأنها ان تعيد العراق الى نموذج صدام حسين.
وأوضح عبد المهدي وهو من ابرز قيادات المجلس الاعلى ومرشحه الرسمي لرئاسة الحكومة المقبلة، في حوار موسع ستنشره «العالم» غدا الاثنين، انه يدين القصف الايراني لكردستان، لكنه يعارض في الوقت نفسه الدفعة الرابعة من العقوبات الدولية ضد طهران، وأن «الزعيم القوي» هو من ينجح في تجنيب العراق «حربا تدوم الى الابد» مع دول الجوار.
وقال عبد المهدي الذي سبق وأن انتقد «تفرد» رئيس الوزراء نوري المالكي بالقرارات وعدم مشاورته شركاءه في العملية السياسية، انه «ليست هناك دولة قوية برجل قوي، فمثل هذه الدولة قد تدوم ستة اشهر أو سنة ثم تذوي». متسائلا «ما هو الرجل القوي، من يحرك الدبابات؟ من يعتقل الناس؟ من يتحدث بصوت عال؟ أم من يستند إلى مؤسسة وشركاء أقوياء؟».
وتابع نائب رئيس الجمهورية، ان العراق جرب الزعيم الذي يحرك الدبابات، وكانت النتيجة كارثة عهد صدام حسين، منبها الى ان هناك «صلاحيات دستورية يجب عدم تجاوزها، فالدستور أعطى الصلاحيات لمجلس الوزراء» لا رئيس الوزراء بمفرده، واعتبر ان فريق العمل والشركاء الأقوياء «انما يدعمون قرار رئيس الوزراء ويعززونه».
ودافع عبد المهدي عن النظام البرلماني واعتبره «صيغة جيدة لعراق متعدد مذهبياً وقومياً» لكنه اعترف في الوقت نفسه بأن «صفقة الهويات والكتل التي تمثل الطوائف قامت بحماية المسؤولين.. وأدت إلى تعطيل البرلمان».
وسألت «العالم» عبد المهدي عن انقسام يبدو شديدا بين رئيس الوزراء ورئاسة الجمهورية، كما حصل قبل عامين حين عارض الرئيس جلال طالباني حديث رئيس الوزراء عن نيته شراء طائرات مقاتلة من روسيا.
لكن عبد المهدي تساءل بالقول «شراء تلك الطائرات هل كان مشرعنا أم قرارا فرديا؟ رفض الطائرات هل كان مشرعنا أم فرديا ايضا؟ هذا لا بد ان يناقش في اطاره الدستوري، فسياسة الأمن الوطني لابد أن تشترك في وضعها السلطات الاتحادية، اي البرلمان ورئاسة الجمهورية، والحكومة، حسب الدستور. لو اتخذنا قراراً صحيحاً شارك فيه كل هؤلاء لما ظهر اعتراض».
وتابع ان قوة الجيش مهمة «لكن الشعب هو مصدر القوة، وكيف يكون لدينا شعب فقير وعاطل وجائع، ثم نأتي نتحدث عن القوة، وكيف تنبثق القوة من شعب قد لا يؤمن بالحكومة ويعتقد أنها تغشه». وبشأن شكوى المعارضة من انها تحت رحمة قوانين الاجتثاث ومكافحة الارهاب اذا هي لم تشترك في السلطة، قال عبد الهدي «أنا كنت أنادي بقانون انتخابات وأحزاب وكنت أدعو من يحكم إلى أن يوفر الحماية للمعارضة، عليه أن يحمي المعارضة السلمية ويعطيها امتيازات وحقوقا. فبدون معارضة محمية ومصانة، لن نستطيع ان نشكل أغلبية قوية تحكم، لكن هذا لم يحصل حتى الآن».
وزاد «بدون وجود حماية للمعارضين لن يذهب أحد للمعارضة، وسيصر الجميع على التواجد في السلطة. المعارض حاليا سيطبق عليه باعتباطية مادة 7 دستور (اي الاجتثاث) أو مادة 4 إرهاب».
وقال ان من أبسط الاشياء اليوم «هو الحصول على مذكرة اعتقال من قاضي تحقيق. وبالتالي لا يشعر الإنسان بحماية. لابد للحكومة القادمة ان تتخذ قراراً بحماية المعارضين وضمان أمنهم».
وأضاف «اما الحالة اليوم فهي أما أن تكون وزيراً أو ان تكون في السجن او الخارج! وبهذه الطريقة لا أحد سيذهب للمعارضة». وبشأن علاقته بإيران وما يردده البعض من ان طهران تعتبر ترشيح عبد المهدي خطا أحمر، قال «انها مشكلة حين أجيب (على هذا السؤال). فإذا قلت لك نعم هناك خط أحمر، فهذه مشكلة، وإذا قلت إنني لست خطاً أحمر فهذه مشكلة أخرى. لست أنا المؤهل للإجابة، وعلى الآخرين أن يتحدثوا بهذا».
ورأى ان الحديث عن وجود خط أحمر أميركي أو إيراني او غيره على أي شخص «دليل استقلالية». وذكر انه يعترض على العقوبات الجديدة التي صدرت ضد إيران، متسائلا «هل ستفرح أميركا مثلا، بهذا التصريح من عبد المهدي؟».
وتابع «أيضاً قلت ان القصف الإيراني للقرى الكردية، خطأ. وأنا أعارض أن تقوم ايران بقصف كردستان. فهل يفرح الايرانيون بتصريحي هذا؟».
https://telegram.me/buratha