اكد نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي ان آية الله العظمى محمد باقر الحكيم كان رجل وحدة بكل معنى الكلمة، والوحدة كانت بالنسبة له ليس موقفا شكليا، وانما منهجا بناءا يحقق الاهداف ولا يعطلها.واضاف فخامته، في كلمة القاها خلال الحفل التأبيني، السبت 12-6-2010، بمناسبة الذكرى السنوية السابعة لاستشهاد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، انه "رجل قاد مسيرة طويلة من الجهاد والعمل الصالح"، معزيا الشعب العراقي ومراجع الدين العظام واسرة آل الحكيم بهذه الذكرى الاليمة.وفي ما يلي نص الكلمة: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهبسم الله الرحمن الرحيموالصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبينبسم الله الرحمن الرحيم"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون"صدق الله العلي العظيمايها الحفل الكريم ..ابدأ كلماتي في هذا الحفل المبارك بتعزية الشعب العراقي العظيم، وأسرة آل الحكيم ومراجعنا العظام بهذا المصاب الجلل لرجل عظيم اختارته يد الارهاب والغدر وهو صائم، بعد صلاة الجمعة بجوار مسجد جده امير المؤمنين عليه افضل الصلاة والسلام في الاول من رجب قبل سبعة اعوام.لقد هز العراق ذلك العمل الارهابي الجبان.. فشهيد المحراب(قدس سره) رجل قاد مسيرة طويلة من الجهاد والعمل الصالح.. وفي هذا الوقت القصير اريد ان اقف عند بعض ميزات السيد الحكيم (قدس) .. اولا انه كان رجل منهج ومبدأ فهو يؤمن ايمانا قاطعا بالاية الكريمة (قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا).. رجل يتوكل تماما وكليا على الله سبحانه وتعالى، عندما تحل العوارض والانتكاسات لسان حاله يقول (عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم)، وعندما تتحقق النجاحات لا يأخذه الزهو والفخر وروح الانتقام .. لسان حاله الاية الكريمة (عسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم). عندما عاد للبلاد بعد التغيير طالب بتحضير خطة بطريقة التعامل مع البعثيين فاعدادهم كبيرة، منهم الخطرين الذين يجب التصدي لهم، واغلبيتهم مضللة يجب احتوائها. تصوروا السيد الحكيم الذي ثكله البعث بأعز افراد عائلته و الذي اختطف منه هذا العدد العظيم من العلماء وعلى رأسهم الشهيدين الصدرين ومن ابناء الشعب العراقي بكافة طبقاته و تلاوينه هو الذي يطالب بخطة وبطريقة تعامل تميز فيما بين القتلة و المجرمين و المضللين و المخدوعين. فهو ليس رجل انفعال ورد فعل، كان يأخذ المواقف والحقائق ويميز الايجابي عن السلبي ، يقول هذه لصالح القضية، وهذه ضدها، ونادرا ما كان ينطق برفض المطلق او قبول المطلق، فاذا كان الموقف يميل نحو القبول كان يضع بعض التحفظات والحصانات، واذا كان الموقف يميل نحو الرفض فانه كان يؤشر بعض المخارج والاحتمالات.ميزة اخرى لشهيدنا انه رجل يبحث عن الشرعية بكل معانيها، يبحث عن القيادة الشرعية بمعانيها الحقيقية دون ان يغفل الشرعية الواقعية او الشكلية. قوى الظلم غير شرعية مهما تغطت، وقوى العدل والحق والحرية شرعية وان كانت ضعيفة. المباني العقيدية ترسم له شرعيات محددة. الشعب يرسم له شرعيات وهكذا، انه ابن المرجعية عاد الى العراق ليجلس في النجف مقر المرجعية وعلى رأسها الامام السيستاني (دامت افاضاته) واوكل الى اخيه الشهيد عزيز العراق الدور السياسي في بغداد. من هناك بدأ بتأسيس شرعية الشعب والدستور والشرعية السياسية التي نستظل وننعم بها اليوم . انه ثالثا رجل الشعب ومطالبه العميقة والحقيقية .. انه مع الفقراء والمستضعفين، يسعى للدفاع عن حقوقهم بخطابه المباشر وبالمؤسسات التي اسسها وبالعلاقات التي اقامها ، لا لشيء الا لتحسيس الشعب خصوصا شرائحه المستضعفة والفقيرة ، تلك الشرائح برجالها ونسائها، بشبابها وشيوخها، تحسيسهم بحقوقهم المسلوبة وقدرتهم الهائلة القادرة عندما تتحرك ان تتحدى اعتى الطغاة وتحرك الجبال وتبني الوطن الذي سلب من كل شيء الا عقيدته وارادته وقدرته الهائلة على التغيير، وهو ما تحقق له بسبب التضحيات العظيمة التي قدمت في هذا الطريق. اخيرا في هذه العجالة ولفقيدنا مزايا عظيمة كثيرة لعل المتكلمين من بعدي سيتطرقون اليها، انه رجل وحدة بكل معنى الكلمة، الوحدة بالنسبة له ليس موقفا شكليا فقط بل منهجا بناءا يحقق الاهداف ولا يعطلها، لذلك في محاربة صدام حسين قاتل لتوحيد صفوف الشعب العراقي، القوة الحقيقية التي قدمت الشهداء والتضحيات ووفرت شروط السقوط والتغيير. وحدة ابناء المذهب الواحد يجب ان لا تكون بالضد من الوحدة الوطنية او الاسلامية ، والوحدة الوطنية يجب ان لا تكون على حساب وحدة الساحة والمذهب. يبحث عن الوحدة الفعالة التي تحقق الاهداف وليس الوحدة التي تثير الفتن وتقسم الساحات وتعطل البرامج، الوحدة التي تحقق النجاحات . انه ليس رجل محاور يؤلب هذا الفريق ضد ذاك، علاقاته المحورية بالكرد عموما لم تجعل منه محورا ضد اخرين بل على العكس، خطوة لتحقيق مزيد من الوحدة مع السنة العرب وغيرهم ، علاقاته الجيدة بايران او بسوريا لم تكن بالنسبة له سوى مرتكزا لفتح العلاقات مع الدول العربية ودول الخليج وتركيا والمجتمع الدولي ، كان يصادق ويختلف بناءا على المناهج والمواقف التي تحقق الاهداف النبيلة، انه رجل يكدح الى ربه كدحا، اي يكدح الى الاهداف السامية والنبيلة باصرار وعناد واستثمار كل الفرص المؤاتية لصالح شعبنا.رحم الله السيد الحكيم، وانتم يا سيد عمار ورجال العراق ونسائه خير خلف لشهيدنا الراحل، ما احوجنا اليوم الى شهيد المحراب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
https://telegram.me/buratha