حذرت دائرة الآثار والتراث في محافظة واسط، السبت، من انهيار البوابة التاريخية للمدينة، بسبب تصاعد نسبة الملوحة، وارتفاع المياه الجوفية، والإهمال الرسمي المزمن، ما ادى الى تصدع وميلان البوابة، مطالبة الجهات المسؤولة بانقاذ هذا المعلم التاريخي والسعي لادراج بقايا مدينة واسط التاريخية ضمن لائحة التراث العالمي.
وقال مدير آثار واسط برهان عبد الرضا لـ" السومرية نيوز"، إن "ميلان وتصدع بوابة مدينة واسط الأثرية، تسببت به المياه الجوفية وارتفاع نسبة الملوحة، بحيث بات ينذر بانهيار هذه البوابة التي تمثل أيضا بقايا المدرسة الشرابية التي تأسست على أنقاض جامع هذه المدينة المعروف بذي القبة الخضراء.
ويعود تاريخ إنشاء مدينة واسط الى سنة 83 ـ 86 للهجرة ( 701 ـ 703 ميلادية ) وقد بناها الحجاج بن يوسف الثقفي على مرتفع من الأرض، وكلف إنشاؤها آنذاك خراج العراق لخمس سنوات على التوالي، أي نحو (43) مليون درهم، وتقع تلك المدينة الى الجنوب الشرقي من الكوت بمسافة 65 كم، وكان لها سور كبير وأبراج وأبواب وطرقات وجسور وبيوت وأسواق وخنادق، ومن أبرز شواهدها، مسجدها وقصرها المعروف بالقبة الخضراء المقام على مساحة 160 ألف متر مربع.
وكشف مدير آثار واسط أن "هذا المعلم التاريخي الكبير لم يشهد أي أعمال صيانة منذ أكثر من ثلاثين عاما رغم أهميته التاريخية الكبيرة، لذلك بات مهددا بخطر الانهيار رغم كونه أهم المعالم التاريخية في محافظة واسط على وجه الخصوص وفي العراق عموما"، مشيرا الى أن "دائرته خاطبت العديد من الجهات الرسمية سواء السلطات المحلية في المحافظة، أو الهيئة العامة للآثار والتراث، بخصوص تأهيل البوابة وصيانتها"، مبيناً أن "تلك المطالبات لم تسفر عن شيء حتى الآن".واضاف عبد الرضا ان "مفتشية آثار واسط طالبت لاكثر من مرة بادراج بقايا المدينة التاريخية ضمن لائحة التراث العالمي كونها جديرة بهذا الاستحقاق، لكن للأسف لم يتم أي شيء بهذا الخصوص حتى الآن."
يذكر أن عدد المواقع الاثرية في محافظة واسط المسجلة رسميا لدى دائرة الآثار في المحافظة، يصل إلى 439 موقعا موزعة في عموم مناطق المحافظة، بيد أنها تعاني من الاهمال بسبب غياب الحراسة عليها، وعدم شمولها بالتنقيب سوى في ستة مواقع زارتها فرق التنقيب على فترات متباعدة هي مدينة واسط، تل الولاية، تل البقرات، موقع النجمي، تل العكر، وتل بيرم في بدرة.
https://telegram.me/buratha