نشرت صحيفة الشرق الاوسط السعودية الصادرة اليوم السبت، مقالا لزعيم القائمة العراقية اياد علاوي، قال فيه انه ينبغي ان تحظى كتلته بالفرصة الأولى لمحاولة تشكيل الحكومة عبر عقد تحالفات مع أحزاب أخرى، مضيفا ان العراق أمامه فرصة غير مسبوقة لخلق قوة ديمقراطية ناجحة تمثل الاعتدال في قلب الشرق الأوسط.
واوضح علاوي الذي فازت قائمته في الانتخابات النيابية الماضية بـ 91 مقعدا من مجموع 325 عدد مقاعد مجلس النواب الجديد، في المقال الذي حمل عنوان (كيف يمكن للعراق حماية ديمقراطيته الهشة)، ان القائمة العراقية باعتبارها الفائز في الانتخابات، ينبغي أن تحظى بالفرصة الأولى لمحاولة تشكيل حكومة عبر عقد تحالفات مع أحزاب أخرى"، مضيفا ان رئيس الوزاء نوري المالكي "لا يزال ماضيا في سعيه للاستيلاء على هذا الخيار".
وتابع علاوي "بعد مرور ثلاثة أشهر على الانتخابات لم يحظ العراق بعد بحكومة عاملة أو مستقرة، الأمر الذي يهدد ليس المجتمع والديمقراطية بالعراق فحسب، وإنما كذلك المنطقة بأسرها". واضاف ان قائمته "فازت بأغلبية الأصوات والمقاعد البرلمانية، مما يثبت أن العراقيين من مختلف أطياف الحياة استجابوا لبرنامجنا القائم على الإشراك الديمقراطي لجميع المجموعات المختلفة في العملية السياسية، والمصالحة الوطنية المعتمدة على العلمانية، والانتقال بعيدا عن الانقسامات السياسية والعرقية والطائفية الدينية، وإقرار القانون والنظام على نحو يخلق ظروفا مواتية لبناء دولة تتمتع بالاستقرار والرخاء".
واشار علاوي الى "هناك بعض العناصر داخل وخارج العراق تحاول تقويض ديمقراطيتنا الهشة، وقد لجأوا في سعيهم لتحقيق هذا إلى التخويف وعمليات إلقاء القبض، وإطلاق ادعاءات لا أساس لها بوقوع تزوير، ومطالب لا حصر لها لإعادة فرز الأصوات"، مضيفا "يساور القلق ائتلاف العراقية حيال التهديد الصادر عن إيران، التي دعت حكومتها التكتلات الخاسرة في الانتخابات لزيارة طهران كي تضطلع الحكومة هناك بالوساطة لعقد اتفاق يحدد ملامح الحكومة العراقية المقبلة".
واضاف "نسعى بجد لبناء عراق يملك مؤسسات ديمقراطية قوية وشفافة، ودولة تشكل ملاذا للعلمانية وتتيح الفرص لجميع العراقيين، ليس نخبة محدودة فحسب، وحيث ينتصر القانون والنظام على القوة التعسفية والفوضى"، مضيفا "أدعو جميع قادة الأحزاب العراقية للعمل معا نحو هذه المصلحة المشتركة".
ومضى علاوي بالقول "نأمل في أن تمد الولايات المتحدة والأمم المتحدة إلينا يد العون للمساعدة في تجميع التكتلات السياسية العراقية معا لبناء حكومة تخدم المصالح الوطنية، وآمل بصدق في أن تبقى الولايات المتحدة مشاركة بنشاط في العراق للمعاونة على حماية ديمقراطيتنا الهشة من التدخل الأجنبي والقوى الساعية لتقويضها"،
مضيفا "لا تزال واشنطن تتمتع بنفوذ لا يضارع داخل العراق، وتتحمل كذلك مسؤولية أخلاقية تجاه الشعب العراقي الذي حررته من الاستبداد تفرض عليها فعل كل ما بوسعها لتحقيق سلام واستقرار دائمين في العراق".
ويختتم علاوي مقاله بالقول "العراق أمامه فرصة غير مسبوقة لخلق قوة ديمقراطية ناجحة تمثل الاعتدال في قلب الشرق الأوسط، ويجب أن نكافئ العراقيين العاديين الذين تدفقوا على صناديق الاقتراع لإيمانهم بأن التغيير يتحقق عبر التصويت وليس العنف".
https://telegram.me/buratha