اعتبرت القوات الأمريكية في العراق، الخميس، أن قوات الأمن العراقية ليست بوضع "مثالي" في أدائها الأمني والعسكري، ولفتت إلى أن هذه القوات أمامها شهور لتكثيف التدريب قبل انسحاب القوات الأمريكية الكامل من البلاد، منتقدة في الوقت نفسه استمرار استخدام أجهزة الكشف عن المتفجرات (السونار) بعد ثبوت فشلها.
وقال المتحدث باسم القوات الأمريكية في العراق الجنرال ستيفن لانزا في مؤتمر صحافي عقده داخل المنطقة الخضراء وحضرته "السومرية نيوز" إن "قوات الأمن العراقية ليست بوضع مثالي في أدائها الأمني والعسكري، وهي بحاجة إلى التدريب المكثف لتكون قادرة على تولي مسؤولية الملف الأمني الداخلي بعد انسحاب قواتنا بالكامل من العراق إضافة إلى قدرتها على حماية البلاد من الخطر والتهديد الخارجي".
وأكد لانزا أن "إدارة الجيش الأمريكي مستمرة بخفض عديد قواتها من العراق للوصول إلى 50 ألف جندي مع بداية أيلول سبتمبر المقبل"، مضيفاً أن "حماية العراق من الخطر الخارجي يتم من خلال قيام الحكومة العراقية بعقد اتفاقيات مع دول الجوار مبنية على أساس احترام السيادة من جانب وحفظ الحدود المشتركة من عملية تسلل المسلحين إلى داخل العراق".
ولفت المتحدث باسم القوات الأميركية إلى أن قوات بلاده "ستسمر بتقديم الدعم والإسناد بمختلف أشكاله إلى قوات الأمن العراقية في تنفيذ العمليات العسكرية والأمنية حتى نهاية عام 2011 عند رحيل آخر جندي أمريكي من العراق"، موضحا أن "الحديث عن وجود قاعدة أمريكية في العراق بعد الانسحاب الكامل يحتاج إلى قرار سياسي بين حكومتي البلدين".
ولدى العراق حاليا أكثر من 800 ألف عنصر امني في الجيش والشرطة حيث يتكون الجيش العراقي الحالي من 14 فرقة عسكرية موزعة على ثلاث قيادات (برية وجوية وبحرية)، لكن أغلبها فرق مشاة يقدر عديد أفرادها بأكثر من 300 ألف،
كما يقدر عدد منتسبي وزارة الداخلية بنحو نصف مليون منتسب يتوزعون على عدة تشكيلات أمنية هي الشرطة الاتحادية وهي قوة عسكرية تتكون من ثلاث فرق تضم كل واحدة منها عشرة ألاف جندي مجهزة بلواء مدرع فضلا عن أفواج الطوارئ ولواء الرد السريع، كما يتكون جهاز مكافحة الإرهاب المرتبطة بمكتب رئيس الوزراء العراقي من عشرة آلاف جندي وهو قوة تحتوي عددا من الوحدات الخاصة القادرة على مكافحة التمرد.
و بين لانزا أن "قوات الحدود العراقية تقوم الآن بإنشاء نقاط سيطرة على طول الحدود التي تربط العراق بدول الجوار من اجل السيطرة على عمليات تسلل المسلحين إلى الداخل"، مؤكدا أن "انتهاء العمل في نقاط الحدود سيكون له تأثير ايجابي على الوضع الأمني في داخل البلاد".
وكانت حكومتا الولايات المتحدة الأميركية والعراق وقعتا في عام 2008 اتفاقية أمنية تتضمن تحديد الأحكام والمتطلبات الرئيسة التي تنظم الوجود المؤقت للقوات العسكرية الأميركية في العراق وأنشطتها فيه وانسحابها من العراق.
وتنص الاتفاقية على أن تنسحب جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي العراقية في موعد لا يتعدى 31 ديسمبر/كانون الأول عام 2011.
وفي سايق آخر، انتقد الجنرال ستيفن لانزا "استمرار قوات الأمن العراقية باستخدام أجهزة الكشف عن المتفجرات عند سيطرات التفتيش (السونار) بعد ان ثبت فشلها في عملها".
وقال إن "سيطرات التفتيش يجب أن يستخدم فيها مجموعة أجهزة ومعدات وكلاب بوليسية للكشف عن المتفجرات، لكن قادة العراق الأمنيين يصرون على استخدامها في الشوارع".
وكان مساعد قائد الفرقة الأمريكية المسؤولة عن مدينتي بغداد والانبار الجنرال رالف بيكر اعرب في نيسان الماضي عن عدم ثقته بأجهزة كشف المتفجرات التي تعاقدت على شرائها السلطات العراقية، مشيراً إلى أن الطريقة الفعالة للتفتيش في نقاط السيطرة هي التفتيش اليدوي أو عبر استخدام الكلاب البوليسية.
وكانت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية ذكرت في شهر آب من العام الحالي 2009 أن "أجهزة الكشف عن المتفجرات التي تستخدمها القوات الأمنية العراقية في نقاط التفتيش عاطلة عن العمل"، مشيرة إلى أن "وزارة الداخلية العراقية حصلت على تلك الأجهزة ضمن صفقة كان لمسؤولين في الوزارة دور في إبرامها.
من جانبه قال مدير شركة ATSC البريطانية المصنعة لجهاز السونار جيم في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الجهاز الذي تم تصنيعه من قبل الشركة يعتبر من الأجهزة المتطورة في العالم ويستطيع أن يكشف كافة المتفجرات الموجودة في حالة استخدامه بشكل صحيح".
https://telegram.me/buratha