قالت صحيفة واشنطن بوست، الأربعاء، إن مجموعات “تمرد سنية” أخذت “تنشط في العلن” وتنظم اجتماعات لـ”التآمر بأمل العودة”، مبينة أن دعوات هذه المجموعات قد “تحصل على بعض الجاذبية” وسط الأزمة السياسية الحالية في العراق.وأضافت أنه بعد سبع سنوات من سقوط نظام صدام، “تجمع العشرات من الذين يمثلون مجموعات متمردة متنوعة في فندق خمس نجوم في مدينة اسطنبول التركية خلال ربيع العام الحالي ليتآمروا للعودة إلى المشهد السياسي العراقي”، مشيرة إلى أنه وبعد أيام قلائل “يعقد أعضاء في حزب البعث المحظور اجتماعا علنيا في العاصمة السورية دمشق هاتفين بولادة جديدة لحزبهم”.وذكرت الصحيفة أن هذه التجمعات “غير المعتادة أثارت حنق مسؤولين عراقيين وأمريكيين”، مبينة أنه على الرغم من أن هذه المجموعات “لا تتوافر على جمهور أنصار واسع في العراق إلا أن المسؤولين قلقون من أن دعوات هذه المجموعات قد تحصل على بعض الجاذبية وسط الأزمة السياسية في العراق التي أضعفت الحكومة وتركت السنة العرب الذين كانوا يهيمنون على البلد في عهد صدام يشعرون بحرمانهم من حقهم”.وكشفت الصحيفة أن من بين الحاضرين في اجتماع اسطنبول “ممثلين عن كتائب ثورة العشرين وجيش الراشدين الذين كانوا من بين المجموعات السنية المتمردة التي تشكلت لقتال الاحتلال الأمريكي”، مضيفة أن زعماء هذه المجموعات التي ترتبط بقوة في ما بينها “حاولوا التحالف في بينهم إلا أنهم لم ينجحوا في الماضي إذ أن تأسيس الفرق شبه العسكرية السنية المدعومة من الأمريكيين في العام 2007 ضاءل من حجم التمرد واضطر بعض زعماءه للهرب خارج البلد وأجبر آخرين على تقديم المساعدة إلى الأمريكيين”.وفي حين تخفض الولايات المتحدة من حجم وجودها العسكري، كما تواصل الصحيفة، أبدى الكثيرون من العراقيين السنة الذين اصطفوا إلى جانب الأمريكيين “شعورهم أنهم تركوا بلا حصانة في بلد يديره شيعة”. وتابعت “حتى وقت قريب كان زعماء التمرد يتوارون عن الأنظار نسبيا في الخارج في بلدان مثل سوريا والأردن”.وقد “ندد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بتركيا وسوريا على سماحهما بمثل هذه التجمعات”، وفي لقاء معه “اتهم البلدين بالعمل على زعزعة استقرار العراق”، بحسب الصحيفة.وقال المالكي، كما واصلت الصحيفة، إن المستفيدين الوحيدين هم “القاعدة والتنظيمات الإرهابية”، وأردفت “عليه فان نصيحتنا لأصدقائنا وإخواننا هي أن الإرهاب لا يعرف حدودا ولا دين ولا قومية فهؤلاء اليوم يهاجمون العراق لأن الظروف فيه مناسبة وغدا سيهاجمون تركيا والآخرين”.وأضافت الصحيفة أن السنة “شاركوا بقوة في انتخابات السابع من آذار مارس الماضي فدفعوا بكتلة العراقية إلى المركز الأول”، مستدركة “لكن عدم حصول العراقية على ما يكفي من مقاعد لتأمين الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة جعل من المرجح أن يتمكن تحالف من المجموعتين الشيعيتين (ائتلاف دولة القانون والوطني العراقي) من تسمية رئيس الوزراء الجديد”.ونقلت الصحيفة عن يوست هلترمان، الخبير بالشأن العراقي في مجموعة الأزمات الدولية، قوله “لا شك أن السنة سوف يشعرون بالإقصاء والحرمان والتهميش إذا لم يعطوا حصة كبيرة في الحكومة”، مضيفا أنه بعد كل شيء فإن توقعهم لهذا الأمر هو الذي “جعلهم يوافقون على التخلي عن التمرد من خلال إستراتيجية الزخم في العام 2007″.ورأت الصحيفة أيضا أن التمرد السني “اندلع بعد أن حلت الولايات المتحدة القوات العراقية المسلحة وحصتها الكبيرة من القوة العاملة الحكومية في أعقاب الغزو في العام 2003 وراحت مجموعات التمرد تهاجم القوات الأمريكية وتعمل على تقويض جهودها في إقامة نظام برلماني من شأنه أن يقوي الأغلبية الشيعية”.وأشارت الصحيفة إلى أن مجموعات التمرد العراقية “سيطرت عليها في العام 2006 القيادات الأجنبية في تنظيم القاعدة في العراق التي بسطت سيطرتها على مناطق رئيسة في العاصمة ومناطق واسعة في غرب العراق وشماله”، مستطردة “لكن الكثير من عناصر جماعات التمرد الأصلية استسلموا أو انضموا إلى القوات الأمريكية لقتال القاعدة في العراق”.وبصرف النظر عن القاعدة والجماعات المرتبطة بها، فان مجموعات التمرد الأخرى “بقيت متوارية عن الأنظار نسبيا حتى الآونة الأخيرة”، ومضت قائلة “ففي الماضي كانت منقسمة بسبب التنافسات في ما بينها”.ونقلت الصحيفة عن هلترمان قوله إنه “من غير الواضح مدى خطورة التهديد الذي تشكله على أمن الدولة”.وكشفت الصحيفة أن الغرض الرئيس من وراء اجتماع 10 من نيسان أبريل في اسطنبول هو “إيجاد أرضية مشتركة بين تلك الجماعات بحسب ما نقلت عن رابح حداد أحد منظمي الاجتماع”. وقال حداد كما ذكرت الصحيفة، أن ما دفع زعماء المجموعات هو “الاحتمالات المقبلة فيما ينسحب الجيش الأمريكي وسط مأزق سياسي”.. وقال حداد عبر اتصال هاتفي معه من بيروت، إن “المزاج العام كان مزاج تفاؤل”.وقال حداد، بحسب الصحيفة، إن قرابة 250 شخصا “يمثلون 20 مجموعة حضروا المؤتمر وبأنه عقد في تركيا لأنها بلد ديمقراطي ومنفتح”.وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة “عبرت عن استيائها للحكومة التركية التي أوضحت أنها لم تلعب أي دور في عقد الاجتماع”.ونقلت الصحيفة عن مساعد وزارة الخارجية جيفري فيلتمان، وهو كبير دبلوماسيي الولايات المتحدة لشؤون الشرق الأوسط، قوله إن هذه المجموعات التي اجتمعت في تركيا “كان لديها الفرصة بالمشاركة في العملية الانتخابية وكانوا يلعبون على وفق القواعد”.واختتمت الصحيفة تقريرها بقول الارهابي حارث الضاري، في اتصال مع الصحيفة من الأردن، إنه “لا يفضل استخدام القوة مع الحكومة أو مع أي عراقي”، مستدركا “لكن إذا استمرت الحكومة العراقية باستخدام القوة ضد المقاومة ولم تتخذ خطوات مهمة باتجاه المصالحة سنكون مجبرين على الدفاع عن النفس”.
https://telegram.me/buratha