اكد وزير الخارجية هوشيار زيباري ان وزارته تتابع باهتمام بالغ عبر قنوات الاتصال الرسمية مشروع تحويل مجرى دجلة الى داخل الاراضي السورية،منوها بقدرة العراق على منع وقوع اي ضرر يلحق بحقوقه المشروعة من المياه.
ورفض زيباري في تصريح لـ»الصباح» الرد على التصريحات التي تتناقلها بعض وسائل الاعلام بشأن المشروع مبينا ان وزارته لاتخضع الى ما ينشر في تلك الوسائل وانما لقنواتها الدبلوماسية للتحقق من اية معلومة من خلال الادلة والوقائع والبراهين.واوضح الوزير انه قد يكون المقصود من مشروع تحويل مياه دجلة هو الاتفاقية التي وقعها النظام المباد عام 2002 واعطى بموجبها لسوريا سحب كميات محددة من المياه ومتفق عليها لغرض ارواء الاراضي الزراعية حينذاك ،بيد ان تنفيذ هذا المشروع يحتاج الى تمويل مالي كبير مبينا ان العراق سيتحقق منه ويعمل مع الجهات المعنية على متابعته،واتخاذ المواقف المطلوبة بشأنه .
واشار زيباري الى ان عملية تحويل مجرى مياه دجلة غير واقعية فضلا عن وجود اتفاقات دولية تنظم مسألة تقسيم المياه بين دول المصب والمنبع والممر ،لافتا الى ان الاجتماعات والحوارات بين الدول الثلاث»العراق ،سوريا،تركيا» بشأن تقسيم مياه حوضي دجلة والفرات مستمرة وقد حققت تقدما ملموسا في الاونة الاخيرة الامر الذي يتناقض مع ماينشر في وسائل الاعلام بشأن المشروع السوري.
من جهته، كشف وزير الكهرباء ان العراق سيدعو الى مؤتمر دولي لايقاف المشروع السوري الذي يؤثر تاثيرا كبيرا على الواقع العراقي وان وزارتي الخارجية والموارد المائية معنيتان بمعالجة هذا الملف مع كل من سوريا وتركيا .
وقال وزير الكهرباء كريم وحيد ان موضوع استغلال جزء من مياه دجلة من قبل سوريا لارواء 200 الف دونم من الاراضي الزراعية ،شكل صدمة كبيرة للجانب العراقي ،مشيرا الى ان هذا الاجراء من شأنه ان يتسبب بخفض ايرادات نهر دجلة مستقبلا ويحرج وزارة الكهرباء في تنفيذ مشاريعها المستقبلية الى جانب مشاريع السدود والارواء والشرب وذلك يعد تجاوزا على المواثيق الدولية .
واعرب وحيد عن امله في ان ينسق الجانب السوري مع تركيا والعراق في اي مشروع مستقبلي ،منبها الى ان على الدول المتشاطئة مراعاة الاتفاقيات الدولية .
واشار الى ان تركيا عندما حصلت على تمويل اوروبي لانشاء سد اليسو على نهر دجلة عمل العراق على الاتصال بجميع الدول المعنية ونجح في ايقاف المشروع من خلال ايقاف التمويل ، معربا عن امله في ان لا تعمل دولة عربية على الافادة من المياه على حساب دولة اخرى وان هذا الموضوع يهم الجانب العراقي وعلى الاشقاء في سوريا والاصدقاء في تركيا العمل على تنظيم مناسيب المياه في دجلة والفرات والتي كانت ايراداتها تصل الى اكثر من 80 مليار متر مكعب سنويا وانخفضت لتصل الى 43 مليار متر مكعب سنويا ،ومن المتوقع ان تنخفض اكثر خلال الصيف المقبل ما سيتسبب بمشكلة تتمثل في ضياع كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية وانخفاض المساحات الزراعية .
واكد ان وزارتي الخارجية والموارد المائية معنيتان حاليا بمعالجة هذا الملف مع الجانبين التركي والسوري للتوصل الى صيغ تخدم جميع الدول المتشاطئة ،منوها بان العراق سيعمل بجهد كبير لايقاف المشروع ونامل الاستجابة من الجانب السوري وبخلافه سيتجه الجهد باتجاه الدعوة الى عقد مؤتمر دولي لبحث المشروع وتاثيراته المتوقعة في البلاد.
https://telegram.me/buratha