استنكر سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الجريمة النكراء التي قامت بها القوات الاسرائلية تجاه قافلة الحرية قائلا " ان هذا العمل الشنيع يمثل استخفافاً أسرائيلياً بكل المواثيق والعهود والقوانين الدولية وتجاهلاً لكل السياقات المتبعة في تعامل الدول مع الناس والمواثيق التي وضعتها الامم المتحدة والتزم بها الجميع .
واشار سماحته الى ان هذا الامر جاء ليكشف عن حقيقة الكيان الصهيوني والذي كشرعن انيابه واوضح صورته في هذه الجريمة كما في جرائم عديدة سابقة ، مشيدا بردود الافعال الوطنية العربية والاسلامية بقوله :" ولكن ما يستحق الاشادة والتبجيل والتقدير هو موقف الشعوب العربية والاسلامية وعدد من الشعوب الحرة في العالم التي سارعت في الاحتجاج والمسيرات والتنديد والصرخة وهذا ما يملكه الانسان البسيط في عالمنا العربي والاسلامي .
وفي جانب آخرمن محاضرته اكد سماحة السيد عمار الحكيم على اننا ندافع عن حقوق جميع العراقيين ونقف ونساند ارادة جميع العراقيين بكل توجهاتهم وبكل اراداتهم المتعددة لابد لنا ان نحترم هذه الارادات وان نساند وندافع عن حقوق الجميع مشددا على ان مبدأ الشراكة الحقيقية وحضور القوائم الاساسية في الحكومة المقبلة يمثل اساساً وركيزة مهمة في نجاح مشروعنا السياسي والديمقراطي العراقي للمرحلة المقبلة .
جاء ذلك في المحاضرة القيمة التي القاها سماحته في الجلسة الاسبوعية للملتقى الثقافي الذي عقد عصر الاربعاء 2 / 6 / 2010 في المكتب الخاص لسماحته ببغداد بحضور جمع غفير من الشخصيات السياسية والثقافية من الرجال والنساء والوجوه الخيرة من الوجهاء وشيوخ العشائر الذين توافدوا من مناطق مختلفة من العاصمة بغداد .
حيث اكد سماحته على الدروس الكبيرة التي قدمها الامام علي (ع) في النظرية الاسلامية للادارة والقيادة في فقرات عهده الى مالك الاشتر حين ولاه مصر ، مشيرا الى الدرس الاول في عبارته (ع) للاشتر حينما يقول هذا ما أمر به عبد الله امير المؤمنين ومداليل هذه العبارة تشير الى العديد من الملاحظات الاساسية في النظرة الى الادارة والقيادة من موقع العبودية لله تعالى وهذا يعني ان الخلفية التي يتصدى بها المتصدون لها تأثيرات كبيرة على الاجراءات والقرارات التي يقوم بها المتصدي والتي تختلف باختلاف الدوافع والخلفيات التي يمارس بها هذا الموقع او ذاك والتي ستعطي نتائجها من خلال التعامل مع العاملين والمسؤولين ضمن حدود المسؤولية وهذه الانطباعات تختلف باختلاف الدوافع والخلفيات .
كما شدد سماحته على ان الدور القيادي يجب ان تتوفر فيه حالة القوة وهذا لا يتقاطع او يتعارض مع العلاقات الانسانية التي يبنيها المسؤول في سلسلة المراتب ، مؤكداً على ان القوة والحزم لاتعني التجاوز على الاخرين والظلم بحقهم والاساءة لهم .
وفي الجانب السياسي من محاضرته القيمة قال سماحته :
" لازلنا نتابع متابعة يومية الهموم السياسية في واقعنا العراقي وفي واقعنا العربي والاسلامي وفي المجتمع الانساني بشكل عام فأننا نتوق لمتابعة كل قضية وكل موقف ولأننا جادون لأننا متحمسون لأننا فاعلون في مجتمعنا نتأثر به ونتأثر منه فلا بد لنا ان نكون مواكبين لهذه المسارات .
تابعنا بألم وغضب وأستنكار شديد الاعتداء الاسرائيلي والجريمة النكراء التي أرتكبها الكيان الصهيوني بحق قافلة الحرية ثله صالحة مسالمة جاءت لتنقل مساعدات الى الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة جاءت لتقوم بدور يسهم في كسر الحصار عن غزة ، ماذا كانت جريمتهم ، يحملون الطعام يحملون الملاعيب لللأطفال يحملون بيوت جاهزة لتلك البيوت التي دمرتها الحروب الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين والشعب الفلسطيني هذه جريمتهم يلاحقون بالطائرات ويحاصرون ويستشهد منهم من يستشهد ويجرح منهم من يجرح ويؤسر منهم من يؤسر جريمتهم انهم يساعدون شعبا محاصراً وأسيراً .
ان هذا العمل الشنيع يمثل استخفافاً أسرائيلياً بكل المواثيق والعهود والقوانين الدولية وتجاهلاً لكل السياقات المتبعة في تعامل الدول مع الناس والمواثيق التي وضعتها الامم المتحدة والتزم بها الجميع .
ان هذا الامر جاء ليكشف عن حقيقة الكيان الصهيوني والذي كشّر عن انيابه واوضح صورته في هذه الجريمة كما في جرائم عديدة سابقة . ولكن ما يستحق الاشادة والتبجيل والتقدير هو موقف الشعوب العربية والاسلامية وعدد من الشعوب الحرة في العالم التي سارعت في الاحتجاج والمسيرات والتنديد والصرخة وهذا ما يملكه الانسان البسيط في عالمنا العربي والاسلامي ماذا له ان يقدم سوى ان يخرج ويصرخ ويهتف ويتضامن مع اولئك المحاصرين ومع اولئك المضحين ولله دركم ياشعب العراق بوقفتكم بمسيراتكم بغضبكم بتضامنكم وتلاحمكم مع الشعب الفلسطيني سجلتم صورة رائعة من الصور التي تستحق الاعتزاز والتكريم كما ان موقف بعض الدول الاسلامية كان مشرفاً ومهماً ، ولاحظنا ان بعض القادة في عالمنا الاسلامي وقفوا وصرخوا صرخة مدوية وقالوا كلمتهم بجراءة وبحزم كبير ولابد ان نشيد بالموقف الجريء لدولة رئيس الوزراء التركي السيد رجب طيب اردوغان بموقفه الشجاع والجريء والذي يستحق كل الاعتزاز والفخر وهكذا تبنى المواقف والحياة مواقف كما يقولون .
كما ان الاستنكار والتنديد الواسع والرسمي من دول عربية واسلامية ومن المجتمع الدولي جاء ليعبر بوضوح عن حجم الانتهاكات والجريمة التي حصلت على يد الكيان الصهيوني في هذه العملية ولكن ما يؤسف له ان المواقف لم ترقى الى المستوى المطلوب وان تشكيل لجان التحقيق لم تحقق نتائج ملموسة في العديد من الجرائم والانتهاكات والاعتداءات السابقة وتصنف على انها خطوة لتمييع الحقائق وتذويبها والالتفاف على الغضب الشعبي لتشكل لجنة للتنفيس عن المشاعر الجياشة للناس وللرأي العام وثم تأخذ خطوات جانبية لا تسمن ولاتغني من جوع .
اننا نجدد الاستنكار وبأشد العبارات واقساها تجاه الكيان الصهيوني وارتكابه لهذه الجرائم النكراء ونعبر عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ومع اولئك المسالمين الذين ضحوا بالغالي والنفيس وذهبوا وتصدوا لكسر الحصار عن غزة ونطالب الدول العربية والاسلامية والمجتمع الدولي باتخاذ خطوات جادة وحقيقية للضغط ولفك الحصار عن غزة ودعم الشعب الفلسطيني الشقيق .
ان الشعب العراقي والقادة العراقيين حريصون كل الحرص على الوقوف وقفه جادة مع القضايا العربية والاسلامية والانسانية والدفاع عن كل مظلوم والوقوف موقف المساندة والنصرة في كل قضية تستحق الوقوف الى جانبها هذا الشعب المعطاء الشعب العراقي الكريم وان هذا التضامن وهذه النصرة تأتي منسجمة مع ثوابتنا الوطنية والعربية والاسلامية وليعلم الكيان الصهيوني ان مثل هذه الجرائم لا تزيده الا المزيد من السخط والكره الشعبي من قبل الشعوب العربية والاسلامية والشعوب الحية في العالم وان مثل هذه الجرائم لايمكن ان تحقق اي مشروعية لنظام ما بل ستدفع كل الدول التي خطت نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني ستدعوها لأعادة النظر بشكل جاد في هذه القضية .
تمت المصادقة النهائية على نتائج الانتخابات من قبل المحكمة الاتحادية بعد ثلاثة اشهر من الانتخابات وقد تحققت بذلك خطوة مهمة في الخروج من المجهول وصيانة المشروع الديمقراطي في العراق اصبحنا اليوم امام مجلس نواب مصادق عليه يمكن ان يمثل الانطلاقة الحقيقية وان يمسك بزمام المبادرة في تشكيل الحكومة لتقديم الخدمة الحقيقية للمواطنين الكرام ، ان القوائم الفائزة والكتل السياسية اصبحت اليوم في المحك وعليها ان تتحمل مسؤولياتها كاملة في ان تضع حد وتنهي مرحلة الاتصالات والمشاروات وتبدأ مرحلة التفاوض الحقيقي لتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن .
اننا ندعو جميع القوى السياسية الى الالتزام بالأسقف الدستورية المقرّة لأنعقاد مجلس النواب وتشكيل الحكومة وعدم استغلال الثغرات الدستورية او القانونية لأطالة الانتظار والترقب لشعبنا المظلوم والذي عانى ما عاناه في الاشهر الثلاثة الماضية ، ان الحديث عن تأجيل انعقاد مجلس النواب او الحديث عن جعل الجلسة الاولى جلسة مفتوحة لتأخذ عدة أشهر اخرى في مشاورات ومداولات انها خطوات تدعو الى الاحباط لدى الشارع العراقي والمؤمل من جميع القوى السياسية ان يضعوا يداً بيد وان يلتزموا بالأسقف الزمنية ويعملوا على تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن ، كما اخاطب الساسة الكرام واقول لهم انزلوا من بروجكم العاجية وأسقفكم العالية وطموحاتكم الشخصية انظروا الى الظروف المزرية التي يواجهها المواطن العراقي في يوميات حياته انظروا الى ضعف الخدمات انظروا الى التحديات الامنية التي تواجه الشارع العراقي اليوم ان مثل هذا التصلب والتمسك بالأسقف العالية والرغبات الشخصية لهذا او ذاك قد ارهقت المواطن العراقي كثيراً عليكم ان تتنازلوا شيء ما عن مطاليبكم وعن طموحاتكم انكم مسائلين امام الشعب وامام التأريخ وامام الله سبحانه وتعالى عن هذه المواقف وهذا التصلب ولا بد لنا ان ندعوكم لأستذكار الحكمة الشهيرة " لو دامت لغيرك لما وصلت اليك" فما دامت انها وصلت لكم سوف لن تدوم لكم كما أنها لم تدم لم سبقكم لا بد ان نفكر بمنطق جديد وبعقلية جديدة لنخرج من افق هذه الازمة علينا ان نجلس ونتحاور على طاولة واحدة كما ناشدنا وطالبنا لمرات عديدة دون جدوى من بعض اعزائنا واطرافنا السياسية علينا ان نضع مصالح البلاد وتقدمها على اية مصلحة شخصية اخرى ان التضحيات الجسام التي قدمها الشعب العراقي وان التاريخ النضالي لهذا الشعب العظيم لا يسمح للبعض بأن يخاطر بالمشروع الديمقراطي ويبحث عن اي وسيلة توفر له الفرص للوصول الى طموحاته الشخصية حتى ولو كانت على حساب مصالح المواطنين العامة .
اننا نسمع في وسائل الاعلام في هذه الايام كثيراً عن شخصيات وقوائم تتحدث عن حجم الاصوات التي حصلوا عليها ولكنني اقول للجميع في الوقت الذي نقف عند الاصوات التي حصل عليها كل طرف ولكن على كل طرف ان ينظر الى الاصوات التي ذهبت الى غيره يجدها اكثر بكثير من الاصوات التي حصل عليها مهما كانت اصواته ، واذا كان من صوت لصالح هذا او ذاك يعبر عن ارادة مجموعة من العراقيين ويجب ان تكون هذه الارادة محترمة كأرادة العراقيين الذين صوتوا للشخوص والقوائم الاخرى يجب ان تكون مصانة ومحترمة .
اننا ندافع عن حقوق جميع العراقيين ونقف ونساند ارادة جميع العراقيين بكل توجهاتهم وبكل اراداتهم المتعددة لابد لنا ان نحترم هذه الارادات وان نساند وندافع عن حقوق الجميع ان مبدأ الشراكة الحقيقية وحضور القوائم الاساسية في الحكومة المقبلة يمثل اساساً وركيزة مهمة في نجاح مشروعنا السياسي والديمقراطي العراقي للمرحلة المقبلة ولايمكن ان نتخلى عن هذا الاساس لأي سبب من الاسباب وسوف لن نتحمل وزر حكومة تستثني وتستبعد اي من المكونات الاجتماعية الاساسية في بلادنا ، سنبقى ندافع عن حقوق الجميع وسنبقى نناشد بالشراكة الحقيقية وسنبقى نقدم هذه التوصيات ونشجع الجميع في الجلوس على الطاولة المستديرة التي تعالج المشاكل وتضع الحلول والرؤية التي توحد ابناء شعبنا . كما ان التحالف بين الائتلاف الوطنيالعراقي وائتلاف دولة القانون لا زال متماسكاً ويواصل اجتماعاته وهناك تطور ملفت في الوصول الى آلية لاختيار رئيس الوزراء نتمنى من جميع القوى الكريمة المشكلة للأئتلافين ان تتحلى باعلى مستويات المسؤولية وان تقبل بالحلول الوسط التي تضمن المصالح العامة ولا تتجاهل الطموحات لهذا الطرف او ذاك .
كما اننا نقترب من الذكرى السعيدة لولادة سيدتنا الزهراء (ع) والذي اعتبر يوماً للمرأة العراقية كما دعا الى ذلك شهيد المحراب (رض) وأقرته الحكومة العراقية الموقرة آنذاك ، ان هذه المناسبة العظيمة تستبطن دروساً ورسائل كبيرة للمجتمع الانساني عموماً والمجتمع الاسلامي خصوصاً ولا بد لنا ان ننظر الى هذه الدروس ونقف عند هذه المعطيات في الابعاد ذات الصلة بشخصية السيدة الزهراء (ع) والارادة الالهية التي تجسدت في استمرار ذرية رسول الله (ص) عبر السيدة الزهراء (ع) او في الجوانب التي ترتبط بالمرأة والدور المحوري والمميز للمراة العراقية بل المرأة عموماً حسب الرؤية الاسلامية . اننا نتحمل مسؤولية كبيرة في للدفاع عن حقوق المرأة وفي تطوير وتدريب وتأهيل المرأة لتحمل مسؤولياتها الكبيرة في ادارة المجتمع بما لا يتقاطع مع التزاماتها الخاصة كمرأة . ان موضوع العنف ضد المرأة والتمييز بين الرجل والمرأة يمثل قضايا اساسية لا بد لنا ان نقف عندها ونعالجها ولا سيما ان ديننا يرفض رفضاً قاطعاً التمييز بين الرجل والمرأة وانما يضع التصور المناسب لعملية التمييز بين الرجل والمراة وتوزيع الادوار الذي يكمل بعضها البعض .
اننا نعيش ذكرى رحيل الامام الخميني ( قدس ) هذه الشخصية المعطاء والفريدة التي أستطاعات ان تضع الاسس لدولة ولنظام سياسي متنام يتمتع بالخصوصية وبالميزة الكبيرة كما ان الامام الخميني كان متنوعا في اهتماماته ومتألقاً في ولوجه للمسائل العلمية وخبيراً في التعامل مع شعب عشقه والتف حوله والتزم بتوجيهاته لما فيه مصلحة هذا الشعب وتلك الامة التي وقفت معه ، لقد اصبح الامام الخميني في نهجه القيادي المميز انموذجاً يدرّس في الجامعات وفي المعاهد وفي مراكز البحوث والدراسات كمنهج جديد بسماته الخاصة في المنظومات القيادية المعروفة في العالم وكان من اهم سماته وقوفه مع الجمهور كان يحمل هذه النظرية ان القيادة يجب ان تكون صادقة مع الجمهور ويجب ان تطلع الجمهور على تفاصيل الموقف فليس من سر على الامة ، ايها المسؤول انت اصبحت مسؤولاً بأختيار هؤلاء الناس ما الذي يعطيك الحق ان تقرر نيابة عنهم ولا تعطيهم الحق حتى في ان يطلعوا على هذه القضية او تلك هنالك الكثير من الحقائق تخفى عن الجمهور ليس لأعتبارات امنية وانما لأعتبارات سياسية وهذه القضية غير صحيحة علينا ان نتكاشف ونتصارح مع جمهورنا لأن هذا الجمهور هو الذي يقف ويدافع عن هذا الشعب وعن هذه الامة وعن هذا المشروع فلا بد ان يكون ملماً ومطلعاً وعارفاً فيما يجري وبالخطوات التي تتخذ وبخلفيات القرار الذي يتخذه القادة في ادارة هذا البلد .
سلام على هذا الرجل العظيم يوم ولد ويوم ناضل في حياته ويوم رحل الى ربه مطمئن القلب حينما عمل بمسؤولية شرعية وأسس لرؤية جديدة في تعامل القيادة مع الامة .
https://telegram.me/buratha