الماء هو سر الحياة، انه مصدر الحيوية والحياة في هذا الكون الذي نعيش فيه.. ولا غنى للإنسان أو للحيوان أو النبات عن الماء، والماء هو أحد أهم المكونات الغذائية التي يحتاج إليها كل كائن حي بلا استثناء، ويشكل الماء نسبة 70٪ من وزن الكائن الحي، وقد تصل هذه النسبة إلى حوالي 90٪ في بعض الكائنات الحية الأخرى.
ورد ذكر الماء في القرآن الكريم (59 مرة)، حيث وضح القرآن الكريم أهمية الماء وضرورته لجميع الكائنات الحية، وأكد القرآن الكريم على أهمية الماء باعتباره أساس الحياة وجوهر الوجود، يقول الله عز وجل: {وجعلنا من الماء كل شيء حي} (سورة الأنبياء، الآية 30).
ورغم الأهمية القصوى للماء إلى إننا نجد الماء الذي يصلنا إلى الدور غير صالح للشرب محمل بالأطيان والعوالق والرواسب وتسبب في الكثير من الأمراض الخطيرة مثل الكوليرا والإسهال والتيفوئيد والالتهاب الكبدي الوبائي والبلهارسيا.
وبسبب هذا كله التجاء المواطن الضعيف الدخل إلى شراء المياه المعدنية والمعبئة وهي أيضا غير صالحة للشرب في كثير من الأحيان، ونلاحظ المناطق السكنية التي في مركز المدينة التجئوا إلى سد حاجتهم من المياه المعدنية من العتبات المقدسة.
وبسبب توسع هذه الظاهرة وانتشارها ارتأى موقع نون مشاركة هموم الناس في أن تسلط الضوء على هذا الموضوع فالتقت بعدد من المسؤولين عن تصفية المياه ومراقبتها.
المهندس حيدر عباس مدير ماء كربلاء قال:مشاريع إنتاج المياه في محافظة كربلاء تماثل كافة محافظات العراق الأخرى باعتباره بلد فيه انهار عذبة كدجلة والفرات فنعمل بنظام التصفية أي ترسيب الأطيان والعوالق ومن ثم التعقيم بإضافة غاز الكلور وقتل البكتريا وبعد ذلك هناك فحوصات(فيزيائية وكيميائية وبكتيرية) على الماء المنتج ويكون تحت الرقابة .
وأضاف المشاريع المركزية لتصفية المياه مسيطر عليها ليس بنسبة(100%) ولكن ضمن النسبة المسموح بها وهي ( 5%) فمادون ولكن تظهر هناك حالات فشل في بعض مناطق معينة قد يكون سببها الشبكات القديمة أو الربط الغير نظامي على الشبكات والغالبية العظمى نصبت مضخات على الشبكة مباشرة وهذا مخالف للشرع والتعليمات القانونية ويؤذي الشبكة لأنه قد تنساب مياه آسنة أو أطيان إلى داخل الشبكة التي فيها ثقب أو كسر، أما المجمعات المائية في القرى والأرياف فنسبة الفشل تكون نتيجة لجهل المشغلين بحكم مستواهم الأكاديمي وطبيعة وضعهم الفني في الريف أو بسبب مياه الأنهار الموجودة قد يكون جريانها قليل.
واضاف "إن الطعم في المياه المعذبة أحلى من مياه الإسالة لان مشاريعنا لا تعالج العسرة والأملاح لأنها مكلفة جدا .
وتابع هناك قسم من الأطباء يعجز عن تشخيص حالة مرضية معينة فيرمي سببها على مياه الشرب وارد على هذا الموضوع إن مياه الشرب تزكى من الصحة وان مرجع الطبيب هو دائرة الصحة وهو يشيدون بصلاحيته" .
وأوضح أن هناك بعض المشاكل لا نستطيع أن ننكرها ومنها مثلا شبكة مياه منطقة البناء الجاهز نفذتها شركة النيل المصرية في وقتها وتصميمها إن شبكات الماء والمجاري تسير بشكل متوازي ومتقارب ولقدم الشبكة أصبح احدها يؤثر على الأخرى والشبكتين ألان قيد التصميم وفي مطلع عام 2010 سوف تستبدل الشبكتين.
وغيرها من الأحياء التي ليس فيها شبكات مجاري وهذه المياه الثقيلة بدورها تؤثر على شبكة الماء الصالح للشرب.
وأشار حيدر إلى سبب شحت المياه في اغلب المناطق التوسع (سكني وسياحي) الغير طبيعي الذي تشهده كربلاء وإننا غير قادرين على مجاراته، أكثر البيوت القديمة أصبحت فنادق ألان وهذا يؤثر على شبكات الماء من ناحية الصرف للماء والتبذير.
من جانبه بين الدكتور عزيز جابر عبد الله مدير شعبة الرقابة الصحية دائرة صحة كربلاء"إن عمل الرقابة الصحية فيما يخص المياه ينقسم إلى قسمين الأول مراقبة مشاريع تصفية حيث كل مركز صحي مسؤول عن المشروع الموجود ضمن الرقعة الجغرافية التي تنتمي إليه.
تقيس الرقابة نسبة الكلور في المشروع وتؤخذ نماذج من المياه في بداية الشبكة ووسط الشبكة وفي نهاية الشبكة ويجب أن تكون اقل نسبة للكلور هي(0,5) تجمع هذه النماذج ويتم إرسالها إلى مختبر الصحة لغرض معرفة إن الماء مطابق للمواصفات أم لا.
أما القسم الثاني المعامل التي تنتج المياه المعدنية لدينا في كربلاء (22) معمل مجاز وأربع معامل غير مجازة نحاول مع الجهات الحكومية ان نجد حل للمعامل الغير مجازة .
لدينا زيارات مفاجئة شهرية لفحص المعامل المجازة فقط ولقد أغلقنا (10)معامل في كربلاء الغير مطابقة للمواصفات الصحية.
وأضاف عزيز نعاني من مشكلة وجود معامل صغيرة داخل الدور السكنية يذهب أصحابها للمطابع ويطبعون ليبلات لعدة معامل مجازة ويلصقوها على إنتاجهم فلا نقدر أن نسيطر عليها
نطالب مساعدة من الجهات الحكومية والمواطنين في التبليغ عن هذه المعامل كي نحد من هذه الظاهرة.
أما البكتريولوجية اختصاص نضال عبد الأمير مديرة مختبر الصحة العامة قالت:تقوم الرقابة الصحية بجلب نماذج من معامل التعبئة ومن المشاريع الحكومية والمطاحن التي تستخدم الماء للترطيب والطحن ونحن بدورنا نقوم بفحصها وإعطاء النتائج .
فكل مركز صحي يجلب لنا مرتين في الأسبوع عينات ونماذج من الماء ضمن الرقعة الجغرافية التابعة له وبالإضافة الى هذه النماذج هناك لجنة مشتركة من البيئة ودائرة الماء ومختبر الصحة تزور مشاريع التصفية بصورة مفاجئة شهريا.
وأضافت، هناك معامل غير مجازة ومعامل مجازة مياهها غير مطابقة للمواصفات وغير صالحة للشرب،
وأيضا مناطق ثببت لدينا ان نسبة تلوث المياه في مناطق تتكرر في الفحص الحسينية والهندية والحر فتكون نسبة التلوث فيها أكثر من غيرها.
وتابعت ان اتجاه المواطن إلى شرب المياه المعبئة دلالة على الوعي الصحي وماء الإسالة مسيطر عليه من ناحية التلوث الحاصل به.
ومن جانب المواطنين كانت لنا لقاء مع فاضل عبد الحسين من أهالي كربلاء اشتري المياه المعدنية كي أحافظ على صحة عائلتي لان مياه الإسالة التي تصلنا تحتوي على أطيان ورواسب عالقة وغير صالحة للشرب.
رحمن صاحب من سكنة مركز المدينة المياه التي تصلنا غير معقمة وغير صالحة للشرب والدليل مرض طفلتي ابلغني الطبيب أنها مريضة بتلوث بالمعدة من جراء الماء فالتجأت إلى شراء الماء وفي الكثير من الأحيان أتوجه إلى برادات العتبة الحسينية لأخذ الماء مجانا لأني من ذوي الدخل الضعيف.
جمال كاظم عباس صاحب مطعم الإمامين أنا عن نفسي لا اشرب ماء الإسالة لأنه في كثير من الأحيان يصلنا متحملا بالأطيان والترسبات دائرة الصحة عند زياراتها إلى المطعم تجبرنا على تقديم المياه المعدنية إلى المواطنين لان مياه الإسالة غير صالحة للشرب.
أما الأخ جاسم من أهالي كركوك ومن سكنة محافظة كربلاء مياه الإسالة في بويتنا ملوثة إلى درجة عالية لاحتوائها على روائح كريهة لا يستطيع أي إنسان أن يشربها ويتحملها، أطالب الحكومة المحلية إن تجد لنا حل لأننا غير قادرين على شراء الماء بالإضافة إلى مستلزماتنا الشهرية وارتفاع الإيجارات وصلتني قائمة الماء (68000) ألف لا يفيد للشرب وهذا الغلاء وشرائي للماء أكثر من (50000) ألف في الشهر لأني صاحب عائلة كبيرة فماذا افعل؟ إلى أين الجأ؟
في ختام تحقيقنا يتضح إن كل فترة من الزمن يواجه المواطن مشكلة جديدة تتعب كاهله فيضطر ذو الدخل المحدود لوضع مصاريف على قائمة مصاريفه الشهرية كي يواصل ظروف معيشته التي تتدرج بالصعوبة يوما بعد يوم"
تحقيق /تيسير عبد عذاب
https://telegram.me/buratha