قال سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي : اننا نعتقد ان الحل لكسر حالة الجمود التي تشهدها الساحة السياسية العراقية هو السير بمسارين الاول هو عقد الطاولة المستديرة لجمع الاطراف للتحاور وتحديد ملامح صورة العراق في الاربع سنوات القادمة والاولويات والمسارات والضمانات لعدم الوقوع في أخطاء الماضي ،
والمسار الثاني هو مسار تشكيل الحكومة فعلى القائمة التي ترى نفسها قادرة على تشكيل الحكومة ان تتحرك لاقناع الاطراف الاخرى .
وحول ما تحقق على يد القوات الامنية التي تمكنت من القضاء على ابو حمزة المصري وابو عم رالبغدادي وابو صهيب العبيدي الذين يمثلون قيادة مجاميع القاعدة الارهابية اكد سماحته قائلا : في الوقت الذي نشد فيه على ايدي رجال الاجهزة الامنية فاننا ندعو الى الحيطة والحذر من اي ترهل او تخفيف في الاجراءات بعد هذه العملية بل يجب تكثيف الجهود حتى يتم تفكيك جميع الخلايا في هذا البلد الكريم وندعو لتعقب كل المجرمين في داخل العراق خارجه ، وفيما يتعلق بقرار المفوضية المساقلة للانتخابات باعادة فرز الاصوات يدويا لمحافظة بغداد ، اشار سماحته بالقول : اننا في الوقت الذي نحرص فيه على تطمين جميع الاطراف علينا ان لا نثير القلق لدى الاخرين ونتمنى اجراء عمليات اعداة الفرز بحضور مراقبين محليين واعلاميين ومراقبين دوليين .
جاء في المحاضرة القيمة التي القاها سماحته في الملتقى الثقافي الاسبوعي الذي عقد على قاعة عزيز العراق في مكتب سماحته الخاص ببغداد عصر الابعاء 21/4/2009 ، وحضره جمع غفير من مختلف مناطق العاصمة بغداد .
واشار سماحة السيد عمار الحكيم الى ان مضوع النظرية الاسلامية في العلاقات الاجتماعية الذي تم طرحه على مدى اسابيع عدة قد تم استكمال الحديث فيه ، وسيتم اليوم البدء هذا الاسبوع بالحديث حول النظرية الاسلامية في القيادة والافضل تلك النظرية التي تجسدت في عهد امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) لمالك الاشتر الذي تضمن المبادئ والاخلاقيات والسلوكيات التي ينبغي ان يتصف بها القائد ، لافتا الى ان على الرغم من عدم قدرة مالك الاشتر من الوصول الى مصر الا ان هذه الوثيقة بقيت شاخصة الى يومنا هذا وهي تثبت اهميتها ومواكبتها للعصور حتى أخذت الامم المتحدة منها الكثير من المعالم والاصول .
وقال : اذا كنا نؤشر نوع من القصور اوالضعف في اداء الدولة فعلينا ان نقف ونشخص مواطن الخلل وينبغي ان يتحول ذلك الى رؤية وثقافة شعبية واسعة لتعريف الناس بواجبات المسؤول تجاه الامة حينئذ نولد ثقافة تدفع باتجاه المعايير الصحيحة لمجمل العمل القيادي ، واكد على ان تطبيق هذه الدروس والاطر التي يحددها أمير المؤمنين (ع) في عهده لمالك الاشتر والقواعد التي يحددها في الادارة ستقدم ضوابط تضمن النجاح لنحصل على أفضل النتائج .
ان من الاخطاء الكبيرة هو اعتبار الممارسة القيادية بكل أشكالها هي ممار سة سياسية مقترنة بالخداع والمكر حتى بدا يتبادر الى ذهن الكثير النفور منها ، ان القيادة هي عملية توجيه الرأي العام وادارة شؤونهم بما يحقق لهم ماهو أفضل ، اي الانتقال بالناس من واقع الى مستقبل يكفل الطموح ، وان القيادة هي أخذ زمام المبادرة ودفع الناس لتغيير ما هم عليه في الواقع الان الى ما يجب ان يكونوا عليه .
واكد : اذا كانت القيادة هي المفتاح لذلك فنها تصبح موقعاً مقدساً شريفاً وتصبح مهمة الانبياء (ع) الذين جاءوا لتحقيق الافضل .
وبحسب هذه النظرية تصبح عملية التصدي وتحمل المسؤولية من قبل كل ابناء الشعب واجب شرعي ، و هنا لا نعني ان يكون في موقع رئيس جمهورية او رئيس وزراء وانما على مختلف المستويات في التجارة والاسرة والمجتمع والعلاقات الاجتماعية ، لذلك يكون المطلوب تسليم الراية لأهلها وتسليم المهمة لمن هو أهل لها وان لا ينظر الى هذا الشخص على اساس القومية او الدين او الطائفة .
وفي جانب اخر من محاضرته القيمة اشار سماحته الى ذكرى مولد السيدة الحوراء زينب بنت علي بن ابي طالب (ع) ، وقال : مرت علينا مناسبة كريمة هي ولادة الحوراء زينب (ع) هذه السيدة الجليلة التي كان لها دور كبير ومحوري في واقعة الطف ومهما كانت هذه الواقعة مؤثرة الا ان دور السيدة زينب كان مكملاً لها ومن المناسب في هذا اليوم الشريف ان نستذكر دور المرأة في بناء المجتمع في مختلف المجالات وتنمية البلاد وأصلاح شؤونها وعلينا ان نستذكر العنف الذي تتعرض اليه المرأة ويجب الوقوف بوجه هذه السلوكيات وعلينا رفع شعار مواجهة ومكافحة العنف ضد المراة .
وحول تطورات الوضع الامني قال سماحته : شهدنا مقتل قادة في تنظيم القاعدة ، ثلاثة من القيادات الكبيرة في هذا التنطيم و تخلص الشعب العراقي منهم في غضون اربعة ايام كما تم العثور على عدد من القيادات في هذا التنظيم وتفكيك عدد من الشبكات الارهابية ، واننا نشيد بدور الاجهزة الامنية و بهذ الجهد الذي بذل وحقق هذا الانجاز الهام .
وحول الاوضاع السياسية التي تشهدها البلاد في المرحلة الراهنة قال سماحة السيد عمار الحكيم : مر أكثر من شهر ونصف على اجراء الانتخابات ولا زالت اجراءات المفوضية مستمرة وسمعنا ان المفوضية قررت اعادة فرز الاصوات لبعض المناطق و اننا نرحب بأي جهد يساعد على تحقيق العدالة ونتمنى ان تكون هذه الخطوات قادرة على تطمين جميع الاطراف والقبول بنتائجها ، وندعو الى تحمل المسؤولية وسعة الصدر بعد اعلان النتائج اياً كانت فان الشعب العراقي يتطلع الى تشكيل حكومة منسجمة متواضعة همها الانطلاق بالبلد الى الامام .
وفيما يتعلق بموضوع الطاولة المستديرة قال : البعض فهم ان الطاولة المستديرة جاءت لتعويم الاستحقاقات والواقع اننا نحدد الرؤية ونضع المعايير واعتقد ان الحديث عن الاشخاص سيفسد عمل الطاولة ، اننا نتطلع في المرحلة القادمة لحكومة تحقق الشراكة الحقيقية وتشعر الجميع بأنهم حاضرين في القرار ، واننا نميز بين المشاركة والشر اكة ، فالمشاركة هي ان تكون حاضرا في هذه الوزارة او تلك اما الشراكة فهي ان تكون حاضراً في صناعة القرار أذن هناك خلط بين مفهومي المشاركة والشراكة ، وان المرحلة القادمة يجب ان تكون مرحلة شراكة وطنية وان نتجاوز المشاركة وعلينا ان ننظر في عملية توزيع الادوار ، علينا حينما نرشح اناس للمواقع السيادية المهمة ان ننظر الى المواصفات ، الكفاءة والقدرة على الاداء والتخصص وان تتوفر فيه المقبولية الوطنية فهو سوف لن يكون رئيس لحزب او طائفة بل هو لجميع العراقيين لذا لا بد ان يحظى بمقبولية جميع الاطراف ، كما ان العراق يسير نحو الانفتاح الاقليمي والدولي فكيف يتم الانفتاح ما لم تكون هناك شخصيات تتمتع بالمقبولية لدى دول الاقليم والعالم خاصة وان العراق يريد أستعادة دوره الاقليمي ويريد العودة الى حاضنته العربية والاسلامية وهو معتز بهويته العربية والاسلامية مع كامل الاحترام لباقي القوميات والطوائف والاقليات وهذه ليست قضية بسيطة بل نحن نحتاج الى رجال بهذه المواصفات .
وحول الزيارات التي قام بها عدد من القادة العراقيين الى بلدان الاقليم قال سماحته : ان الزيارات التي قام بها المسؤولين والقادة العراقيين جاءت لتعبر عن خطوة متطورة في العلاقات العراقية العربية وهي رسالة مهمة وما استمعنا اليه من خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله كان شيء جيد فقد عبر عن حرصه على العراق ووحدته ونبذه للطائفية والعنف وأشاد بدور المرجع الديني الاعلى سماحة السيد السيستاني (دام ظله الوراف) ، واشار الى الرغبة في تبادل المصالح مع العراق الى جانب عدم رغبتهم بالتدخل في الشؤون الداخلية للعراق ، وقد لاحظنا الاعتذارات التي صدرت من قبل علماء الدين في المملكة العربية السعودية عن الاساءات التي توجهت ضد المرجعية الدينية ، الى جانب الفتوى التي صدرت والتي تحرم العنف واراقة الدماء في العراق ، وعبر سماحته عن ترحيبه بالزيارة التي قام بها وفد من القائمة العراقية الى طهران واصفا اياها بالخطوة المهمة لتطمين دول الجوار العراقي ، وختم سماحته المحاضرة بالقول : اننا معتزون بهويتنا العربية والاسلامية وذلك يتطلب منا المزيد من الانفتاح ، ثم تصدى للاجابة عن اسئلة واستفسارات الحاضرين
https://telegram.me/buratha