قال سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الاسلامي العراقي : " هناك تشدداً او تصلباً في مواقف بعض القوى السياسية العراقية بحكم الفرص التي يعتقدها كل طرف لنفسه ونحن بحاجة لشيء من الوقت حتى يدرك الجميع بأن ما يفكر به ليس هو كل الحقيقة وانما هو جانب من الطموحات المشروعة وهي تصطدم بطموحات اخرى ولابد من تنظيم خارطة الفرص بحسب الواقع الذي سنشهده بعد الاعلان النهائي للنتائج الذي ستعلنه المفوضية بعد النظر في الطعون " .
جاء ذلك في اللقاء الصحفي الذي أجرته وكالة أسوشيتدبريس مع سماحته الأثنين 19/4/2010 في المكتب الخاص لسماحته ببغداد .الى ذلك تناول اللقاء العديد من المواضيع المحلية والاقليمية والدولية وما يرتبط منها بالشأن العراقي .وفيما يلي نص اللقاء ...
زيارة المملكة العربية السعودية
الوكالة / بالنسبة لزيارتكم الى المملكة العربية السعودية و لقاءكم الملك عبد الله بن عبد العزيز ، ماهي القضايا التي تم بحثها في اللقاء ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / تم بحث تطورات الاوضاع في العراق وعلاقات العراق مع الدول العربية والمنطقة والعالم ، وتعدى الحديث في القضايا السياسية الى القضايا الاجتماعية والانسانية وثقافات حوارات الأديان خصوصاً ان جلالة الملك كان راعياً وحاضراً في مؤتمرات من هذا القبيل ، كما تم التطرق للعلاقات الاقتصادية والتطلع نحو اسهام المملكة في جهود اعادة اعمار العراق ، عموماً اللقاء فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين .
الوكالة / هل اتفقتم مع رؤية الملك السعودي بما يجري في العراق ، والسؤال الثاني انه يفاجأني ان رئيس الوزراء المالكي لم يدعى للقاء الملك كما حصل مع شخصيات سياسية اخرى ، كيف تنظرون لذلك ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / كما قلت اننا قدمنا هذه الرؤية الجديدة للواقع العراقي واستمعنا من جلالة الملك عبدالله الى استنكار وشجب كبيرين لما يحصل من عنف وارهاب في العراق وقتل المدنيين الابرياء وكان يتحسس لآلام ومحنة العراقيين ، استمعنا لاشادة وواضحة للمرجعية الدينية خصوصاً الامام السيد السيستاني من قبل جلالته وكان هذا شيء مهم ومطمئن بالنسبة للعراقيين ، أما بالنسبة للسؤال الثاني والذي يرتيط بالدعوات الموجهة فتسأل الجهة الموجهة لهذه الدعوات عن سبب توجيه الدعوة للبعض دون البعض الاخر .
الوكالة / من المعروف فقد كانت هناك فتاوى واساءات ضد المرجعية ، هل طلبتم من جلالة الملك عدم تكرار مثل هذه الاساءات ، وهل اعطت لكم الحكومة السعودية عهود بهذا الشأن ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / جلالة الملك عبد الله بادر في اثناء الحديث وتناول هذا الموضوع وكان يعبر عن عميق الاسف لصدور تصريحات من هذا النوع تخدش المسار العام في وحدة المسلمين والتقارب بين المذاهب وقد شكرنا له هذا الموقف .
الوضع السياسي والتحالفات
الوكالة / فيما يخص الوضع السياسي والتحالفات ، اين وصلتم مع ائتلاف دولة القانون ومتى يعلن التحالف ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / اولاً لابد لنا ان نؤكد باننا نؤمن بالشراكة الحقيقية وهذه الشراكة هي عبارة عن مجموعة من التحالفات بين القوائم الفائزة الكبيرة وحتى القوائم الصغيرة نريد للجميع ان يكون حاضراً في ادارة البلاد ضمن البرنامج الذي يتم الاتفاق عليه ، وفي هذا السياق هناك مشاورات ثنائية تجري للوصول الى تحالف مع دولة القانون وهناك مباحثات مستمرة مع الكردستاني والقائمة العراقية ومع وحدة العراق والتوافق ، نحن نعتقد ان جميع هذه القوائم يجب ان تكون حاضرة في وضع التصور العام لتشكيل الحكومة القادمة ، لسنا مع تغييب اي من المكونات واذا ما حصل تحالف بين الوطني ودولة القانون فهو ليس بالضد من احد وانما في سياق الشراكة الوطنية والتحالفات الوطنية الاوسع .
لازالت هناك بعض المسائل مورد النقاش نتمنى ان نستكمل المباحثات بهذا الشأن ولعل من اهمها الآليات التي توضع لترشيح رئيس الوزراء وهي التي تقف عندها اللجان المختصة طويلاً في المناقشة والمداولة ونتمنى ان يصلوا لرؤية موحدة مما يسهل عملية الاعلان عن التحالف بين الائتلافين .
الوكالة / هل سيكون رئيس الوزراء حصراً من الائتلافين في حال التحالف ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / ليس من ضرورة من هذا النوع ولكن الائتلافان يرغبان أن تكون لهما فرصة الترشيح سواء من داخلهما او من خارجهما وهذه القضية تتم وفق الآلية التي سيتفق عليها الائتلافين .
الوكالة / في حال حصول التحالف بين الائنلافين ، هل سيكون هناك مرشح للمجلس الاعلى لمنصب رئاسة الوزراء ، ومن هو ؟
سماحة السيد عمار الحكيم /بكل تاكيد أن للمجلس الاعلى خيارات والاطراف الاخرى لها خياراتهم ايضا وفي حال تتضح الاليات وطبيعة الترشيح تعرض الاسماء وتحدد الوسائل المناسبة لحسم الموضوع ، نحن في المجلس الاعلى نعتقد ان نجاح المشروع وترشيح الشخص الذي يحظى بالمقبولية الوطنية ولايستفز دول المنطقة ويكون قادراً على تحقيق المزيد من الانفتاح الاقليمي والدولي هو من القضايا التي يجب ان تلحظ في الخيارات لأي مرشح لهذا الموقع .
الوكالة / هل تعتقدون ان الرئيس المالكي سيواصل مشواره في الفترة القادمة خصوصاً ان التيار الصدري يعارض تولي المالكي لرئاسة ثانية ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / حينما نتحدث عن المقبولية الوطنية فانما نتحدث بها لأن من سيكون رئيس الوزراء فهو ليس رئيس وزراء لحزبه او قائمته وانما هو رئيس وزراء للعراق فلابد ان يكون مقبولاً منهم وهو بحاجة لاصواتهم في مجلس النواب كي ينتخبوه ، وعلى هذه الخلفية نجد ان هناك صعوبات تقف امام السيد المالكي والسيد علاوي لوجود وجهة نظر عند بعض الاوساط الوطنية تجاه هاتين الشخصيتين الكريميتين ،
نحن لسنا في وضع خطوط حمراء تجاه اي شخصية وهذه القضية موكولة لطبيعة التحالفات والجهد الذي يبذل من الجميع في الساحة الوطنية ، اليوم نركز على ضوع الآلية للترشيح داخل الائتلافين ليتم الاعلان عن تحالفهما ، والى جانب ذلك نواصل الجهود مع القوائم الاخرى نتمنى لأي رئيس للوزراء للمرحلة القادمة ان يكون قادراً على ان يمثل الحد الادنى من المقبولية لجميع الاطراف الوطنية وأن لايستفز دول المنطقة حتى تكون هذه الدول الكريمة قادرة على التعامل مع الواقع العراقي عبر هذا الموقع الحساس . هناك تفاهمات واسعة مع التيار الصدري والاطراف الاخرى في الائتلاف الوطني وسيبقى الائتلاف الوطني متماسكاً ومتراص الصفوف ويعمل جاهداً للحفاظ على هذه الكتلة الكبيرة التي اعطته الكثير من الفرص في تحالفاته الوطنية ، الائتلاف الوطني منفتح على الجميع مما يسهل من مهمة مد الجسور بين الاطراف ويكون عوناً حقيقياً لتشكيل الحكومة المقبلة .
الوكالة / هل أفهم أنكم لاتضعون خطوط حمراء على احد و في نفس الوقت تجدون السيد المالكي وعلاوي يواجهون صعوبة في الوصول الى رئاسة الوزراء بسبب مواقف اتخذوها او أمور كانت في السابق مع بقية القوى السياسية ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / كما ذكرت فان هناك صعوبات تواجه كلا الشخصيتين الوطنيتين والاطراف السياسية المختلفة ابدوا وجهات النظر وتحفظات هنا وهناك ولكن هذا لايعني اننا نحسم الموقف سلفاً وتبقى الخيارات مفتوحة للجميع ولكن حينما نقيّم المشهد السياسي ونضع النقاط على الحروف نجد ان هناك وجهات نظر للاطراف السياسية المختلفة علينا ان نأخذها بنظر الاعتبار ، نعتقد ان العراق اوسع من ان يختزل في شخصيات محددة مهما كانت هذه الشخصيات محترمة ومقدرة ، العراق ينجب الكثير من القادة والشخصيات الكفوءة ولذلك علينا ان نبقى منفتحين في خياراتنا للوصول لتلك الشخصية التي تثمل الفرصة الامثل للواقع العراقي وطنياً واقليمياً ودولياً .
الوكالة / وأنتم من تفضلون لهذا المنصب ، البعض يرى أن يكون هناك مرشح تسوية ، ما رأيكم ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / رأيي الشخصي لايمثل الحسم في الموضوع ، بكل تأكيد نحن لدينا انطباعات ورؤى شخصية ورؤى كمؤسسة في المجلس الاعلى ونحتفظ بخياراتنا ونطرحها في الوقت المناسب ، ما هو مهم اليوم هو وضع المعايير والمواصفات الملائمة لهذا الموقع وان نبحث عن الشخص الذي يحظى بهذه المقبولية على المستوى الوطني والاقليمي والدولي .
الوكالة / اسمحوا لي ان اختلف معكم في هذه النقطة لان كثير من الناس سوف يهتمون بالشخص الذي ترونه مناسباً لهذا الموقع ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / لهذا السبب فسوف يطرح في الوقت المناسب .
الوكالة / هناك اطراف من القائمة العراقية حذرت من وقوع اعمال عنف اذا لم تشكل القائمة الحكومة ، كيف تصفون هذه التحذيرات ، وهل هناك فعلاً مخاوف من وقوع مثل هذه الاعمال ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / اني اقدر تماماً أن القائمة التي تحصل على عدد اكبر من المقاعد يكون لها طموح في ان تاخذ المبادرة في التصدي وترشيح رئيس الوزراء وهي قضية مفهومة وسنكون ملتزمين بالدستور والفهم الدستوري أيّ كان اتجاهه ، فاذا اتجه الدستور لاعطاء القائمة الاكبر وليس الكتلة النيابية الاكبر الفرصة في الاختيار سنقف وندعم هذا الخيار ليأخذ الدكتور اياد علاوي فرصته في الترشيح ولكن في الوقت نفسه اعتقد ان اللعبة الديمقراطية والفرص المتاحة للجميع تجعلنا قادرين على ان نتحرك بمرونة ونلتزم بالنظام ان كانت نتائجه لصالحنا او لصالح شركائنا ، التلويح بالعنف والخروج على القانون والعمل بسياقات غير سليمة لا اعتقد انها تليق بأي منا ونحن مؤمنون بالعملية السياسية والنظام الديمقراطي في البلاد .
الوكالة / بعد أن كثر الحديث عن التحالفات ، وعلى سبيل الفرض هل تقبلوا أن تكونوا معارضة في البرلمان ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / أيّ خيار تفرزه العملية الديمقراطية ضمن السياقات الصحيحة فهو مقبول لنا سواء اعطانا الفرص لان نكون في الواجهة او يجعلنا في موقع المعارضة نحن مؤمنون بالديمقراطية وبحساباتها وسنخوض العملية ضمن هذه السياقات ونحترم النتائج اي كانت .
تشكيل الحكومة
المراسلة / متى تشكل الحكومة ، هل من الممكن ان يحصل ذلك في الشهر الثامن من هذه السنة ام بعده ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / كلنا يتمنى ان تتشكل الحكومة في اقرب وقت ، القضية ترتبط بالارادة السياسية للاطراف المتعددة كلما ابدى الجميع مرونة متزايدة كلما كنا اقرب لتشكيل هذه الحكومة وكلما تصلب الاطراف في اسقف مطالبهم وتوقعاتهم كلما طالت هذه المدة ، لازلنا نجد تصلب لدى بعض الاطراف وما لم تخرج هذه الاطراف عن تصلبها وتجلس على الطاولة المستديرة التي دعونا لها لنوضح المسارات ونحدد البرنامج والاولويات للمرحلة المقبلة قد يؤدي ذلك ان تأخذ وقت اطول ، نحن ندفع الامور للاسراع في تشكيل الحكومة ، الفراغ الحكومي الذي نشهده اليوم يحمّل المواطن العراقي اعباء امنية وخدمية والبلد يعيش حالة الشلل والتعطيل بمستوى معين لذلك نحن مع الاسراع في تشكيل الحكومة .
الوكالة / هل ان التأخير في تشكيل الحكومة يؤثر على عملية الانسحاب الامريكي من العراق ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / ما سمعناه من الجنرال اوديرنو ان الانسحاب سيتم ضمن المواعيد المحددة حتى لو تعطل تشكيل الحكومة على أننا نتمنى الاسراع في تشكيل الحكومة ونعمل على ذلك .
الوكالة / اذا تأخر تشكيل الحكومة هل ستطالبون بتاخير الانسحاب ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / اعتقد ان القوات الامنية العراقية تقوم بادوراها وهي معنية لتحمل هذه المسؤولية عاجلاً ام آجلاً لذلك نحن مع اناطة المهام الامنية بالاجهزة العراقية لنتحمل كامل مسؤولياتها والقوات الامريكية تعبر دوماً عن التزامها باتفاقية سحب القوات وخروجها ضمن المواعيد المقرّة في الاتفاقية .
الوكالة / هل يمكن ان تصفوا بعض اجواء المفاوضات الجارية بين الكتل السياسية ، هل هناك اي نوع من التوترات او الشد او التصلب ،كيف ومن اي الجهات ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / نحن نفرق بين التصلب في المواقف وبين التوتر ، لم نشهد توترات في مجمل الحوارات والمفاوضات التي تخوضها لجان الائتلاف الوطني مع كافة الاطراف والاجتماعات المتواصلة التي نعقدها مع القيادات العراقية ، ليس من توترات وانما هناك تشدداً او تصلباً في المواقف بحكم الفرص التي يعتقدها كل طرف لنفسه ونحن بحاجة لشيء من الوقت حتى يدرك الجميع بأن ما يفكر به ليس هو كل الحقيقة وانما هو جانب من الطموحات المشروعة وهي تصطدم بطموحات اخرى ولابد من تنظيم خارطة الفرص بحسب الواقع الذي سنشهده بعد الاعلان النهائي للنتائج الذي ستعلنه المفوضية بعد النظر في الطعون .
المراسلة / كاعلامية اتابع الأحداث ، في كل يوم نسمع عن قرب التحالفات بين مختلف القوى العراقية ، ما هو حجم التقارب للاعلان عن التحالف بين الائتلاف الوطني ودولة القانون ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / هذه قوة العراق ان تتعدد فيها القرءات والتوجهات والرؤى والطموحات ونحن فخورون بهذه التعددية ونعتبرها ركيزة من ركائز القوة في بلادنا ، أما فيما يرتبط بالتحالفات فاعتقد أننا بدأنا نقترب شيئاً فشيئاً من الوصول للرؤية الموحدة ان كان بين الائتلاف الوطني ودولة القانون او مع التحلاف الكردستاني والعراقية وبقية القوائم ، قطعنا شوطاً طويلاً وصرفنا وقتاً طويلاً في المداولات والمناقشات اصبح الكل يفهم ما يريده ويعتقده الاخر ، توحيد الرؤية هو المدخل المهم للانتقال الى مرحلة القرار اذا ما توفرت الارادة السياسية وهي متوفرة لكثيرين ، نتمنى ان نخطو خطوات سريعة لتشكيل الحكومة
https://telegram.me/buratha