اشادت افتتاحيات صحف امريكية وكتاب اعمدة، الجمعة، بالمصوتين العراقيين في انتخابات الاحد البرلمانية، ورأت ان العراقيين يريدون التحكم بمستقبلهم ويستحقون ذلك، وان الديمقراطية الوليدة ستختبر بعد الانسحاب الامريكي، ووصفت صحيفة اخرى التصويت بالعمل البطولي، فيما رأى الكاتب توماس فريدمان في النيويورك تايمز ان اعطاء حرية وحكومة لائقة للشعب العراقي شيء يسوغ التضحيات الغالية من الجميع. فقد قالت صحيفة لوس انجلس تايمز في افتتاحيتها ان “عندما يكتب تاريخ الحرب الأمريكية في العراق، فان انتخابات الاحد البرلمانية قد تكون هي الفصل الأخير فيه. فالتصويت الوطني الذي تشاركت فيه الاقلية من العرب السنة إلى جانب الشيعة والاكراد يمكن أن يكون علامة على نهاية سبع سنوات من الحرب، وإن لم يكن ذلك انهاء للصراع الطائفي في البلاد…. فالعراقيون يريدون ويستحقون التحكم بمستقبلهم”.واضافت “نتمنى ان تعزز الحكومة الجديدة المؤسسات الديمقراطية وسيادة القانون في الوقت الذي توفر فيه فرصا جديدة لتسوية بعض المشكلات القائمة في البلد منذ مدة طويلة…. وعلى الولايات المتحدة النصح والمشورة عندما يطلب منها، وسوى ذلك، عليها أن تبقى في الخلف وتتمنى لهم الحكمة في الحكم.”فيما قالت صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل، في مقالها الافتتاحي ان “بالنسبة للأمريكيين، للتصويت رسالة أخرى مفادها ان: ليس هناك وقف في خطط سحب القوات الامريكية المقرر هذا الصيف. والرئيس اوباما، الملتزم بالانسحاب على مراحل، قد قال ان التصويت “يدل على أن الشعب العراقي قد اختار ان يصوغ مستقبله من خلال العملية السياسية.”.واضافت “على الرغم من كلمات أوباما المزهوة، على فريقه أن يكون مترقبا. فعند مغادرة القوات الأميركية، ستوضع الديمقراطية الوليدة في مضمار الاختبار ــــــ وتترك لوحدها بحلول نهاية العام المقبل. فمن المقرر خفض 90.000 عسكري الى النصف في وقت لاحق من العام الحالي مع انسحاب تام في نهاية العام (2011)…. الناخبون العراقيون… يريدون طي صفحة. والآن يبدأ العمل الشاق لتحقيق تلك الرغبة. ”الكاتب جيف جاكوبي، قال في عمود له في صحيفة بوسطن غلوب، ان “العراقيين دفعوا ثمنا باهظا من اجل ديمقراطيتهم الفتية المزدهرة؛ فقد ازهقت عشرات الآلاف من الأرواح في التمرد المروع الذي أعقب الاطاحة بصدام حسين. ولعل فاتورة هؤلاء السفاحين المرعبة هذه تفسر الحماس الذي تبنى فيه العراقيون حكم انفسهم ديمقراطيا”.واضاف “فى انتخابات يوم الاحد، تنافس 6.200 مرشح يمثلون 86 حزبا سياسيا لملء 325 مقعدا في البرلمان. (وليت انتخابات الكونغرس كانت لدينا غاية في التنافس.) ومن شان هذه الرغبة الديمقراطية ان تكون مؤثرة في أي مكان. ورؤيتها تزدهر وسط واحدة من اخطر مناطق العالم واكثرها لا ديمقراطية… لهو امر بطولي.”أوستن باي، كاتب عمود في ريل كلير بوليتيكس، قال “في ضوء ما تعد به ديمقراطية العراق، والتهديدات الخارجية التي تواجهها وهشاشة الداخل، يجب على ادارة اوباما ان تعيد النظر في جدول “الانسحاب الجاد والسريع” للقوات القتالية. فالاضطراب في ايران المجاورة… سبب كاف لاوباما كي يعدل من موعده النهائي المقرر في آب أغسطس”.واشار الكاتب الى ان “هناك قضايا أخرى أيضا، مثل ضمان القدرة الدفاعية عن المجال الجوي العراقي…. ومعاملة العراقيين كحلفاء قادرين على تقييم الظروف المتغيرة، امور من شانها ان تكون ديبلوماسية ذكية حقا. فالعراق في حاجة الى شريك امريكي موثوق به، والى تعزيز سلام حقيقي في الشرق الأوسط، وأمريكا في حاجة ماسة الى حليف عراقي ديمقراطي.”توماس فريدمان، في عموده في صحيفة نيويورك تايمز، قال ان “استشعار الرئيس السابق جورج و. بوش لتوق هذه المنطقة الى الديمقراطية وحاجتها اليها، كان دائما على حق. وكان من الممكن السعي الى ذلك بتخطيط افضل وتنفيذ…. ويحاجج البعض ان مهما حدث في العراق لا يسوغ على الإطلاق التكاليف التي بذلت”.ةاضف فريدمان “انا شخصيا، وفي هذه المرحلة، يعنيني امر واحد فقط الا وهو: أن النتيجة ايجابية في العراق بما فيه الكفاية واتطلع بنحو كاف الى أن أولئك الذين دفعوا الثمن فعليا ـــــــ بفقدهم احبائهم او اصيبوا، وبتحطم بيوتهم أو تحطم حياتهم، سواء كانوا عراقيين أو أمريكيين أو بريطانيين ـــــ ان يروا العراق يتطور إلى شيء من شأنه أن يمكنهم من القول أنه مهما كانت التكاليف، فأنها أعطت حرية وحكومة لائقة لاناس لم يكن لديهم شيء يذكر من هذا.”
https://telegram.me/buratha