اصدر مراجع الدين العظام في مقدمتهم الإمام آية الله العظمى السيد علي السيستاني – دامت بركاتهم- في النجف الاشرف توجيهاً بتعطيل الدروس العلمية الحوزوية في جامعة النجف الاشرف بداية من 24/2/ 2010الي نهاية الانتخابات في العراق بغية تفرغ الوكلاء،ـ وطلاب الحوزة للسفر إلى مناطقهم ومدنهم في كل أنحاء العراق من اجل ممارسة واجباتهم الدينية والإرشادية والوطنية في حث المواطنين على الاهتمام بالمشاركة المشاركة في هذا المضمار الوطني،على أن لا يكون دفعهم للانتخابات إلى قائمة معينة أو جهة محددة، أنما القصد أن يكون أرشادهم لمن يرون فيه الكفاءة والإخلاص، والحفاظ على القيم الأصيلة، والخدمة العامة للمواطنين عامة. إن للمبادرة التاريخية من أصحاب السماحة دلالة على اهتمامهم الجاد في دفع المواطنين لاختيار أصحاب الكفاءات، والذين يتحملون المسؤولية في أدارة شؤون الأمة، في وقت يمر به الوطن في أدق مراحله السياسية والتاريخية، وأن بناء الوطن يحتاج إلى أيدِ نظيفة وشريفة تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وتقديم المصلحة العامة على المصالح الذاتية والحسابات الخاصة. إن أداء مسيرة البرلمان في دورته الماضية كانت مربكة من حيث عطائه في انجاز المشاريع التي تهم الإنسان العراقي، ومعالجات هامة تخص الذين صوتوا لهم لبناء وطنهم، وتسنموا كرسي البرلمان بفضل اصواتهمم، لكنهم – وياللاسف - تاهوا في قضايا ومشاريع لم تحقق للمواطن من حيث السكن، ولقمة العيش، وتوفير احتياجاته الخدمية الأولية: كالكهرباء، والماء، والبطاقة التموينية، والوسائل التعليمية في مراحلها الثلاث: الابتدائية والإعدادية، والجامعية، وتطوير المستشفيات، وغير ذلك من الأمور الأولية التي ينتظر المواطن من ممثليه أن يهتموا بها قبل غيرها من الأمور الثانوية، التي تعتبر كمالية للمواطن. و كذلك معالجة صارمة ومتحدية لإنهاء الفساد الإداري الذي استشرى في البلاد، وعم غالب دوائر الحكومة، وأضر بمصلحة المواطن وتركته يعيش غالبيتهم تحت خط الفقر. ولخطر هذا الأمر ذكرت المرجعية الدينية في النجف الاشرف كافة المسئولين الذين أتيحت لهم الفرصة لزياراتهم، وابدوا لهم النصائح والإرشادات لمكافحة هذا الخطر الذي طال وانتشر. ولو كان لممثلي البرلمان صوت مجلجل كما لقضاياهم الخاصة: كزيادة رواتبهم، وحماياتهم، وجوازاتهم الدبلوماسية لمدة ثمان سنوات، وغير ذلك لكان الشعب المتطلع لحياة أسعد - بعد مسيرة مرهقة أكلت الأخضر واليابس خلال أربعة عقود عجاف- قد حصل بعض الآمال التي طالب بتحقيقها، ولما حصلت هذه الفجوة بين الناخب والمنتخب ، و أدى إلى عزوف الكثير من المواطنين عن المشاركة هذه المرة في عملية الانتخابات. ومن اجل ذلك اضطر المرجع الديني السيد السيستاني وإخوانه من المراجع العظام- دامت بركاتهم- ان يعطلوا دروس طلاب الحوزة العلمية في النجف ويحثوا ليمارس وكلائهم في المدن والأرياف العراقية واجبهم الإرشادي في حث الناس على المشاركة في الانتخابات، وهي لفتة هامة منهم تعبر عن نظرة دقيقة، وعمق حضاري في أدارة البلد وبنائه الاجتماعي، ومصلحة المواطنين، والله سبحانه من وراء القصد. النجف الاشرف محمد بحر العلوم