استنكر عدد من أهالي محافظة بابل، اليوم الاثنين، قيام شخصيات عشائرية في الانبار بتشييع جثمان شيخ عشيرة آل بوعلوان محمد جواد عنيفص، واعتبروه "إهانة" لهم، فيما دعا أستاذ جامعي عشيرة العنيفص إلى إنصاف أهالي الحلة بتهنئتهم بوفاة شخص قتل العشرات من أبنائهم عام 1991 وعدم الاستجابة للمؤثرات الخارجية.
وكان المجرم عنيفص قد توفي يوم امس وقد تم تشييعه بمشاركة المئات من الشخصيات العشائرية في الانبار في قبل أن يوارى الثرى في مقبرة الرمادي الرئيسة.
ويقول أحد سكان منطقة الخسروية ببابل وهو مرتضى كاظم، 65 سنة، إن "إقامة مجلس عزاء للعنيفص إهانة لأهالي الحلة"، مؤكدا أن "الإساءة التي سببها لنا عنيفص لا تغتفر أبدا ولن تمسح من ذاكرتنا".
ويوضح كاظم لـ"السومرية نيوز"، "فقدت ولدي وفتشت عنه طوال سنوات حكم صدام، إلا أنني وجدته بعد سقوط النظام السابق في المقبرة الجماعية التي ساهم بها عنيفص"، .
فيما تلفت المدرسة نبأ موسى علوش إلى أن "أهالي الرمادي لا يعرفون ما فعله عنيفص بأبنائنا، وكيف سبب فاجعة كبيرة في نفوسنا حين ساهم بدفن أخي وائل حيا، في بستانه، ولم يكن يبلغ من العمر آنذاك أكثر من 17 عاما".
من جهته، يقول مسؤول الانتفاضة الشعبانية في الحلة قيصر حسن وتوت إلى أن "عنيفص تجاوز على حقوق الإنسان وأدين بأكبر المقابر الجماعية التي اكتشفت في مزرعته في المحاويل، واطلعت بنفسي على مشاهد يندى لها الجبين في هذه المقابر التي كانت تضم الشباب والشيوخ والنساء والأطفال".
ويؤكد وتوت أن "أبناء عشيرة البوعلوان التي ينتمي لها عنيفص عراقيون ووطنيون ويستطيعون التعايش مع الشعب العراقي، إلا أن بعضهم أصابتهم الغشاوة ونسوا الأعمال الإجرامية لشيخ قبيلتهم، وكان الأجدر أن يفتحوا صفحة جديدة ويدفنوا العنيفص في مزابل التاريخ لا أن يخلدوه"، .
ويعتقد مسؤول الانتفاضة الشعبانية ببابل أن "التشييع الذي أقيم لمحمد جواد العنيفص، وهو من أبرز مرتكبي جرائم المقابر الجماعية استغل من قبل الشخصيات التي تلطخت أيديها بدماء الشعب العراقي، وطالتهم قوانين هيئة المساءلة والعدالة"، .
فيما تمنى الأستاذ الجامعي ماجد محي عبد العباس أن "تقوم عشيرة البوعلوان، بإنصاف أهالي الحلة بتهنئتهم بوفاة شخص مثل عنيفص أساء لهم كثيرا، وأن تبدأ بفتح صفحة مشرقة كلها تآخ ووئام"، ويعرب عن أسفه "لتشييع لشخص اقترن اسمه بالمقابر الجماعية"، .
ويرى عبد العباس أن "تشييع العنيفص جاء استجابة لتأثيرات خارجية بهدف خلق ثغرات ونعرات طائفية"، داعيا "عشيرة البوعلوان إلى أن ينتبهوا إلى المخططات الخارجية ويدرسوا أفعالهم كي لا يمزقوا الصف الوطني مرة أخرى، بممارسات وأعمال طائفية"، .
وقام المجرم محمد جواد العنيفص بالمشاركة في قمع انتفاضة عام 1991 في الحلة وقتل العشرات من سكانها ودفنهم في مقبرة جماعية بمنطقة المحاويل شمال محافظة بابل التي تم اكتشافها في شهر حزيران من عام 2003.
وكانت القوات الأمريكية اعتقلت المجرم المقبور محمد جواد العنيفص في نهاية شهر نيسان من عام 2003 وأودعته بسجن محلي في المدينة، إلا أنها قررت بعد فترة قصيرة نقله إلى سجن في محافظة البصرة عقب ورود معلومات عن نية اسر ضحايا مقبرة أبو سديرة في منطقة المحاويل شمال بابل الهجوم على السجن المحلي وقتله، لكن القوات الأمريكية أعلنت في بعد عدة أشهر الإفراج عن العنيفص مدعية انه عن طريق الخطأ وقررت تخصيص مكافأة للقبض عليه بلغت 25 ألف دولار.
يذكر أن الحكومة الأميركية قامت بإضافة العنيفص إلى قائمة الـ55 قياديا من أركان النظام الصدامي المقبور المطلوب إلقاء القبض عليهم، والتي أعلنتها في بداية غزو قواتها للعراق في آذار عام 2003، وكان العنيفص يحمل الرقم 56.
https://telegram.me/buratha