كشف قيادي سابق في حزب البعث الصدامي ، اليوم الجمعة، أن الشائعات التي رافقت حملة مداهمات شنتها قوات أمنية في بغداد، يوم الثلاثاء الماضي، تأتي ضمن مخطط تقوده قيادات بعثية موجودة في إحدى دول الجوار وبمشاركة أكثر من 150 بعثيا لنشر الشائعات خلال فترة الانتخابات، فيما استبعدت القائمة العراقية ذلك لأن البعثيين لا يستطيعون رفع رؤوسهم في البلاد.
وقال القيادي والمدعو أبو هلال الدليمي، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الشائعات التي رافقت حملة المداهمات التي شنتها قوات أمنية في العاصمة بغداد، فجر الثلاثاء الماضي، كان مخطط لها من اجل خلق إطار من الضبابية لدى الرأي العام حول الوضع الأمني".
وكانت العملية الأمنية الواسعة النطاق التي أطلقتها قيادة عمليات بغداد، الثلاثاء الماضي، في جميع مناطق بغداد قد أثارت موجة من الشائعات، تحدث عن اغتيال النائب صالح المطلك فيما تحدثت أخرى عن محاولة انقلاب نفذها عسكريون في منطقة الكرخ من العاصمة بغداد، ونفتها عمليات بغداد، وأكدت على لسان المتحدث باسمها اللواء قاسم عطا أن هذه الأنباء "عارية عن الصحة".
وأضاف الدليمي الذي كان عضو فرقة في حزب البعث قبل عام 2003، ويسكن مدينة بعقوبة أن "خلية القيادي في حزب البعث المجرم سطام الفرحان والمنتشرة في أغلب مناطق محافظة ديالى هي من أخذت على عاتقها نشر تلك الشائعات"، مبينا انه "تلقى رسالة نصية صباح الثلاثاء الماضي، من بعثي سابق له علاقة وطيدة بالفرحان ابلغه بوجود انقلاب عسكري ومقتل النائب صالح المطلك من قبل قوة عسكرية يعتقد أنها تنتمي إلى فيلق القدس الإيراني"، بحسب تعبيره.
ويعد سطام الفرحان من القيادات البعثية المتقدمة في محافظة ديالى قبل سقوط النظام السابق، وكان بمنصب أمين سر قيادة فرع المقدادية، ثم قاد بعد السقوط مجاميع ارهابية مسلحة وكان يتخذ من منطقة المنصورية، 35كم شرق بعقوبة، معقلا لانطلاق عملياتها ضد المدنيين الابرياء وهو من ضمن قائمة العشرة المطلوبين للقوات الأمريكية، ووضعت مكافأة مالية بنحو 2500 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله.
وفي نهاية عام 2005 هرب الفرحان إلى إحدى دول الجوار، وعمل من هناك على إعادة تنظيم بقايا حزب البعث المجرم وأصبح مسؤولا مباشرا عن جميع ما يتعلق بالحزب ضمن محافظة ديالى، وقد ورد اسمه ضمن المخططين للتفجيرات الدموية التي ضربت وزارة الخارجية والمالية قبل أشهر في العاصمة بغداد، بعد أن أدلى من تم اعتقالهم باعترافات تؤكد ارتباطهم به.
ولفت الدليمي إلى أن "خلية الفرحان البعثية والتي يقدر عدد أفرادها بنحو150 شخص استلمت أوامر في ساعة مبكرة من فجر الثلاثاء الماضي، بالاتصال بجميع من يعرفونهم من أصدقاء ومعارف أو إرسال رسائل نصية تفيد بحدوث انقلاب عسكري ومقتل المطلك"، مؤكدا أن "الشائعة انتشرت بشكل كبير في أغلب مناطق المحافظة في فترة زمنية قليلة"، بحسب تعبيره.
وكشف القيادي السابق في حزب البعث المنحل إلى أن "خلية سطام الفرحان تتلقى دعما ماليا جيدا في الآونة الأخيرة"، من دون ان يكشف عن الجهة التي تدعمه، مشيرا إلى "وجود مخطط منظم سوف يتم العمل به في الأسابيع التي تسبق الانتخابات البرلمانية المقبلة من أجل خلق المزيد من الشائعات".
ومن جهته، يعبر معاون محافظ ديالى طلال الجبوري عن دهشته من هذه الشائعات قائلا "إننا فوجئنا بالشائعات التي أثيرت صباح يوم الثلاثاء الماضي، ولكن الشعب العراقي على وعي تام بكيفية التعامل معها".
ويقول الجبوري وهو قيادي بارز في الحزب الإسلامي إن "مروجي تلك الشائعات يسعون لتخريب العملية السياسية، ومن ثم تخريب كل مؤسسات الدولة"، مشددا على أن "بعضهم يعمل داخل العراق، فيما يعمل الباقون في دول الجوار، ويشتركون في هدف واحد هو معادة العراق وتجربته الديمقراطية"، بحسب قوله.
من جهته، يقول عضو القائمة العراقية في مجلس المحافظة عامر الكرخي أن "شائعات يوم الثلاثاء الماضي كانت عملية مفبركة تديرها أجهزة خارجية بهدف التشويش والتأثير على مؤيدي الكتل التي تم استبعادها من المشاركة بالانتخابات البرلمانية المقبلة طبقا لقرارات هيئة المساءلة والعدالة".
ويستبعد الكرخي أن يكون للبعثيين دور في نشر هذه الشائعات لأن "البعثيين لا يستطيعون رفع رؤوسهم في البلاد"، مشيرا إلى أن "هناك أطرافا خارجية تسعى إلى إبقاء أجواء التوتر سائدة في العراق"، على حد تعبيره.
https://telegram.me/buratha