الديوانية / بشار الشموسي
اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجماع الامام الحكيم وسط مدينة الديوانية . بامامة حجة الاسلام والمسلمين . سماحة السيد حسن الزاملي . امام جمعة الديوانية . وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم . بعدها قدم سماحته احر التعازي والمواسات لامام العصر والزمان الامام المهدي (عج) . ومراجع الدين العظام والامة الاسلامية وشيعة اهل البيت (ع) . وابناء الشعب العراقي . بذكرى شهادة الامام السجاد (ع) . ومن ثم تناول سماحته شذرات من حياة الامام السجاد واهم مراحلها . والمشاريع التي تبناها الامام في الاصلاح الديني والاجتماعي والاقتصادي والسياسي وغيرها . بعدها تحدث سماحته عن السنن الالهية التي مرت علينا والتي اشار اليها سماحته في خطبته السابقة . والتي تتعلق بالترابط والعلاقة بين الايمان والامان والنعم . وبين الشكر والرزق من جانب وبين الكفران بالنعم وبين زوالها من جانب آخر . وبين الذنوب ونزول البلاء والعقاب . موضحاً ان هذه اشبه بالمعادلات . فلكل فعل آثار وضعية وغير وضعية . منها ماتظهر مباشرة . واخرى تاتي بشكل تدريجي . مفصلاً جميع الوابط في هذه المعادلات التي تحدث عنها سماحته . والتي اشار ايضاً من خلالها . على مدى الارتباط بالله سبحانه وتعالى من قبل الانسان والجزاء على ذلك . وايضاً الابتعاد عن الله عز وجل وعواقب هذا الابتعاد ونزول الابلاء على الامم التي تبتعد عن الخط الديني وتتجه باتجاه منحرف .
منتقداً ما يحصل حالياً في المجتمع العراقي من انتشار للفساد عن طريق فتح محال الخمور وممارسة الفواحش بين الشباب وانتشارها بشكل كبير . مما يعني هذا مدى الابتعاد عن الخط الديني وعن الله جل وعلا .
اما في خطبته الثانية فقد تناول سماحته عدة مواضيع سياسية . مؤكداً في الوقت نفسه على ان في كل مجتمع وفي كل زمان ومكان . اذا تصدى للقيادة او السلطة او النظام . حاكم . سواء كان شخصاً او حزباً وهو يتصف بوصفان . وهما الاستعلاء والتعالي والفساد او الافساد . اي دكتاتورية وتجبر وفساد . وهذا الفساد ياتي نوع من انواع الفساد . وفي مقدمته الفساد السياسي . فهذان الصفتان او الامران . هما مما يجر الويلات والمعانات والالام والخراب والدمار وسفك الدماء وانتهاك الحرمات واستعباد العباد والتلاعب بمقدرات المجتمع . فاينما وجدا وفي اي نظام وسلطان . فلا امن ولا امان ولا استقرار ولا اطمئنان ولا عمران ولا خدمات ولاعزة ولا كرامة ولا حق ولا حقوق . وبالتالي ليس الا الفساد والخراب والاستعباد وسفك الدماء والمقابر الجماعية وانتهاك الاعراض ونهب الاموال والعيث في الارض الفساد .
مشيراً الى محاولة عودة البعثيين الى السلطة . وعملية التحدي الحاصلة الان . حيث نسمع عناصر البعث تتحدى . وجعلوا من انفسهم يشكلون جبهة مقابل الاخرين . فلدينا الان جبهتان . احدهما البعث ورجاله ومن يؤمنون به . والاخرى الكيانات التي تؤمن بالعملية السياسية والتي جاهدت وعارضت وساهمت في اسقاط النظام البعثي الصدامي . نظام الدكتاتورية والاستعلاء والفساد في الارض .
مؤكداً على ان اليوم المعركة دائرة بين جبهتين . الجبهة الاولى تشكل من المظلومين والمعذبين والمضطهدين والضحايا وابناء المقابر الجماعية والمؤمنين والثوار والمجاهدين وكل شريف حر ينتمي لهذه الجبهة .
اما الجبهة الثانية فهي مشكلة من المجرمين والمنافقين والموثورين ورجالات حزب البعث بمختلف صفوفهم والنفعيين والتكفيريين والحاقدين .
مبيناً ان البعثيون يقاتلون من اجل العودة للحكم والاستيلاء على السلطة . وهذا يعني عودة الدماء والفساد والمقابر الجماعية ..... الخ . . البعثيون يريدون عودة الاذلال والحزن والاستعباد والفساد والحروب والدمار والخراب . وبالتالي عودة الحرب مع الاسلام ومع القيم والمثل العليا والشعائر الحسينية والعتبات المقدسة . فاذن المعركة بين الشر بكل اشكاله الذي يمثله البعثيون . وبين الخير بكل اشكاله الذي يمثله المؤمنون .
مشيراً الى الاسباب التي مكنت هؤلاء البعثيين ليعودوا ويعلنوا عودتهم وبكل صلافة . ومنها الرحمة والعطف لدى عوائل الضحايا . وكذلك ابوة المرجعية الدينية ونهيها عن الدخول في صراعات مع البعثيين . اي عدم قبولها بالثار منهم . وانما اوكلتهم الى القضاء والقانون . وايضاً هناك احد الحكومات المتواطئة معهم مما سهل عودتهم الى بعض المفاصل . والعفو العام الذي اعطاهم الفرصة للعودة . والمصالحة الوطنية . وارجاع الكيانات المنحلة الى دوائر الدولة . والدعوات المتكررة لعودة البعثيين من قبل بعض الجهات السياسية المشاركة في السلطة . وجود جهات سياسية في مواقع حكومية متقدمة ومنها تحت قبة البرلمان . تطالب بعدودتهم . بل هي التي تتحدث باسمهم . وايضاً فسح المجال لهم من قبل المفوضية العليا للانتخابات بالمشاركة في الانتخابات بعناوين متعددة مما مكن بعظهم للوصول . تسهيل عودة الكثير منهم ومن قياداتهم العسكرية والامنية واستلام مواقع متقدمة في السلطة وتحت ذرائع واهية ومنها ان هؤلاء يملكون الخبرة وهذا بمساعدة الحكومة وعلمها . وكذلك تعاطف الامريكان والمطالبة والضغط من اجل عودتهم . ودعم الدول العربية لهؤلاء البعثيين . فكل هذه العوامل هي من ساهمت بعودتهم وخروجهم ومطالبتهم على العلن دون اي تخوف او حذر .
موضحاً سماحته الموقف من هذه المعركة الدائرة والتي ستبقى دائرة بين هاتين الجبهتين . والواجب علينا ان نقف بقوة لمواجهة خطر البعث ومنعهم من العودة . اي عودة حقبة مظلمة سوداء . مطالباً بدعم واسناد موقف هيئة المسائلة والعدالة الشجاع وعدم التراجع عنه . وعلى الجهات المعنية والمفوضية الالتزام به وتنفيذه . كما ان الانتخابات القادمة هي الفيصل وفيها سوف يصيب البعثيون الياس من العودة . محذراً ابناء الشعب العراقي من ان ينخدعوا بهؤلاء وبشعاراتهم . لانهم يشكلون خطراً حقيقياً . وقد طالب ايضاً الجهات السياسية بان تتكاتف وتتوحد وان ترص الصفوف من اجل منع البعث من العودة ومن خلال الوقوف وقفة قوية بوجوههم .
مذكراً ابناء الشعب العراقي بجرائم البعث . مطالباً الاعلام بان يذكر الشعب بجرائم حزب البعث التي اقترفها والتي كانت مؤلمة وموجعة ودامية . وتذكير الاجيال والشعب وعوائل الشهداء بجرائمه البشعة . من مقابر جماعية وحروب وقتل وتهديم وتخريب واغتصاب ومحاربة الشعائر والمقدسات الدينية . والاسلام بصورة عامة .
مستنكراً في الوقت نفسه التصريحات التي اطلقها ظافر العاني والمطلك واتهامهم المجاهدين والثوار واصحاب المقابر الجماعية والضحايا بانهم عملاء . وكذلك الشائعات التي اطلقهاالبعثيون بوجود انقلاب عسكري في بغداد .
وفي نهاية خطبته تناول سماحته موضوع الملف الامني . وازدياد العمليات في هذه الفترة . مؤكداً على ان العمليات الارهابية والاجرامية سوف تزداد في هذه الفترة . وكلما اقتربنا من الانتخابات تزداد هذه العمليات .
محذراً ابناء الاجهزة الامنية من المخططات التي تستهدف زيارة الاربعين . وموصياً اياهم بالحذر الشديد من المجرمين والارهابيين الذين يحاولون استغلال هذه المناسبة لتنفيذ مآربهم ومخططاتهم الدنيئة . وعلى ابناء الشعب العراقي ان يتعاونوا مع الاجهزة الامنية وان يسهلوا لهم مهمتهم .
اما عن القضاء العراقي . فقد جدد سماحته مطالبته بتنفيذ احكام الاعدام لمن صدرت بحقهم هذه الاحكام . وخصوصاً منفذي جريمة تفجيرات الاربعاء الدامي . مؤكداً على ضرورة ان تنفذ جميع هذه الاحكام . اما اذا كان حكم الاعدام لهؤلاء المجرمين كالاحكام السابقة . وانها معطلة ويعيشون في السجون المرتبة والمتوفرة فيها جميع الخدمات . فهذا مكافأة وليس عقاب , ليطمئن الجميع بان ايام الاسبوع سوف تكون جميعها دامية . مضيفاً بانه على الجهات المعنية ان تنفذ حكم الاعدام في اماكن التفجيرات . وامام انظار اهالي الشهداء وذوي الضحايا .
اما عن موضوع الانتخابات القادمة والاعداد لها . فقد اكد سماحته باننا ننتظر اصدار قانون السلوك الانتخابي والمصادقة عليه . كما طالب ايضاً بان تتوقف الزيارات الميدانية للمحافظات وافتتاح المشاريع في بعض هذه المحافظات وخصوصاً المشاركين في الانتخابات المقبلة لمن هم متصدين لمواقع متقدمة في الحكومة لانها تدخل ضمن الدعاية الانتخابية . خصوصاً ونحن نرى ان هناك زيارات متمتكررة لبعض المسؤولين وافتتاح مشاريع في بعض المحافظات . كذلك على مجلس النواب ان يتابع قضية الاعلام الحكومي لانه مازال يمارس عملية الانحياز . ولا بد من وضع حلول وايقاف كل هذه الانتهاكات .
https://telegram.me/buratha