أدان ممثل المرجعية الدينية العليا في خطبة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في29 محرم الحرام 1431هـ الموافق 15-1-2010م ما تعرضت له مدينة النجف الاشرف من عمليات تفجير بعبوات ناسفة ذهب ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى، داعيا أن يتغمد الله تعالى الشهداء برحمته الواسعة ويلهم ذويهم الصبر والسلوان وسائلا الله تعالى للجرحى بالشفاء العاجل.
وقال سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي"يأتي هذا التفجير بعد فترة طويلة من الاستقرار في مدينة النجف الاشرف، وفي وقت حساس حيث يقترب موعد الانتخابات التشريعية في شهر آذار المقبل من هذا العام، مطالبا أن يكون المواطن على تنبه ووعي لما يبتغي تحقيقه الإرهابيون من وراء هذه الأعمال الإجرامية، فليس المقصود فقط هو زعزعة الوضع الأمني، خاصة في مثل هذه المدن المهمة، وإيصال المواطن إلى حالة فقدان الثقة بالأجهزة الأمنية،وصرف رغبته عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة، وان كانت هذه من جملة الأهداف المنشودة لهؤلاء المجرمين، بل هناك هدف أعمق واكبر، ألا وهو إسقاط العملية السياسية والديمقراطية برمتها والعودة بالعراق إلى المربع الأول المربع الذي يتحكم فيه الوضع الدكتاتوري، وسلطة الحزب الواحد القمعية، وتغييب إرادة المواطن العراقي، فعلى المواطن أن يتنبّه إلى هذا الأمر، ومدى خطورته على بلده ومستقبله".
وتابع قائلا: بعد أن استطاع الشعب العراقي أن يحقق ويرسخ إرادته واختياره في تحديد من يحكم البلاد، ومن يدير مدنه، وبعد نجاحه في كتابة الدستور، وبناء مؤسسات دستورية، وبدأ ينهض لتطوير بلده وتعميره، ومن خلال ذلك أبعد الشعب العراقي عن نفسه شبح الانقلابات العسكرية، ووضع لنفسه نظاما للتداول السلمي للسلطة، واستطاعت الكثير من شرائح المجتمع العراقي أن تنال شيئا من حقوقها، وصار للمكونات السياسية المختلفة من أبناء هذا البلد مشاركة واسعة في السلطات الثلاث، فإن هذه العمليات المستمرة تأتي لكي تقضي على العملية السياسية، فعلى المواطن أن يكون بحجم التحدي للمخاطر التي يتعرض لها شعبه وبلده، وأن يكون واعيا لذلك، كما يجب أن يكون له موقف يناسب هذا التحدي وهذه المخاطر، خصوصا ونحن في شهر محرم الحرام..شهر التحدي للظالمين والطواغيت وأعداء الشعب الأبي...
وعقب على ذلك بقوله ، صحيح إن هناك بعض السلبيات التي رافقت هذه العملية، ولكنها طبيعية بالنسبة للوضع الذي يمر به الشعب العراقي..حيث انتقل دفعة واحدة من حكم دكتاتوري إرهابي، إلى وضع ديمقراطي أتيح من خلاله لأبناء الشعب العراقي أن يحكـّم بإرادته واختياره في ملامح النظام السياسي الذي يحكمه، واستطاع من خلال ذلك أن ينال قسطا كبيرا من الحرية والتعبير عن رأيه وأفكاره .
وفي سياق آخر أمـل الشيخ الكربلائي من الإخوة أعضاء مجلس النواب؛ الإسراع في إقرار الموازنة لعام 2010م خاصة وان تجربة العام الماضي في تأخير إقرار الموازنة، قد سبب تأخيرا في انجاز الكثير من المشاريع الخدمية والعمرانية.. بل إن هناك الكثير مما يحتاجه هذا الشعب، وهناك حاجة ماسة للإسراع في تحقيقه، ومنها مشاريع علمية وصحية وغير ذلك، مما يساهم في التعجيل بتحقيق التطور والتقدم المطلوب، وربما أعيدت الكثير من الأموال للخزينة العامة، بسبب تأخر إقرار هذه الموازنة، وفي الختام دعا سماحته الكتل السياسية المشاركة في عضوية مجلس النواب، الإسراع بإقرار هذه الموازنة بما يساهم في الإسراع في انجاز المشاريع والخدمات والتطوير لبلدنا وشعبنا الأبي
موقع نون خاص
https://telegram.me/buratha